برجس حمود البرجس

لائحة الوظائف التعليمية

الاحد - 14 يوليو 2019

Sun - 14 Jul 2019

أقرت لائحة الوظائف التعليمية الأسبوع الماضي مشمولة بسلم رواتب المعلمين والمعلمات الجديد، وتضمنت تغييرات عدة وسيجري العمل بها خلال ستة أشهر، ومن أهم التغيرات أو ربما التغيير الكبير هو وضع (شروط) لتمكين المعلمين من الحصول على العلاوات والترقيات والبدلات داخل الوظائف التعليمية، والترقيات لإدارة المدارس ووكلائها والإشراف التربوي ووظائف إدارات التعليم، الشروط تشمل اختبارات ورخصا وتقييما للانضباطية بالحضور وعدم التأخر عن المدرسة والسلوك داخل وخارج المدرسة.

بمعنى آخر، الزيادات بالرواتب والترقيات بالمستويات ولإدارات المدارس ووكلائها والإشراف التربوي والوظائف بإدارات التعليم أصبحت مشروطة بالتقييم واجتياز اختبارات الرخص، وحضور دورات تدريبية، والحرص على مصلحة الصف والطلبة.

منذ أن عرفنا الوظائف التعليمية (كما هي في الوظائف الحكومية) والمعلم المهمل وغير المنضبط وغير المهتم لتطوير ذاته وتطوير طلبته وحتى من اعتاد الغياب والتأخير يحصل على نفس الزيادات بالرواتب والفرص للترقيات كالزيادات والفرص والترقيات التي يحرص عليها المعلم المهتم والمطور لذاته والمجتهد والمنضبط بالحضور وعدم الغياب وعدم التأخير، وهذا محبط لكل معلم مجتهد.

اللائحة الجديدة للوظائف التعليمية وضعت هذه الشروط لتحفيز المتميزين، وأبقت الفرص لغيرهم لكي يلحقوا بالركب، والهدف هو تطوير المعلم، وهو العنصر الأهم في تطوير التعليم وتطوير مستويات الطلبة العلمية ومهاراتهم الشخصية والمهنية.

الرواتب والعلاوات لم تتغير، ولم تنقص، ارتفعت قليلا، ولكن زاد سقفها الأعلى، وأضيفت بدلات للإشراف وإدارات المدارس ووكلائها. أما مكافأة نهاية الخدمة فلم تنخفض، بل زادت قليلا، بالمجمل كل ما يقال عن تغيرات سلبية بالرواتب والعلاوات ومكافأة نهاية الخدمة ليس صحيحا بحسب اللائحة والجداول المرفقة، فيما عدا شروط العلاوة والترقيات التي أصبحت مشروطة كما ذكرنا في بداية المقال.

من أهداف الرخص المهنية التعليمية التي أصبحت من أهم الشروط للترقيات الإسهام في رفع جودة أداء المعلمين وفق المعايير المهنية ومتطلبات الترخيص المهني التعليمي، والتحفيز على التطوير المهني للمعلمين والتعلم الذاتي، والتطبيق العملي للمعايير المهنية في مجال التخصصات التعليمية المختلفة، وضمان استيفاء المعلمين للحد الأدنى المقبول من معايير الكفاية المهنية.

شروط الحصول على الرخصة المهنية للمعلم الممارس الحصول على 50 إلى 69 درجة، والمعلم المتقدم 70 إلى 84 درجة، والمعلم الخبير 85 درجة وما فوق، إضافة إلى الشهادات الجامعية والضوابط التي تحددها الوزارة، وإتمام المدة الزمنية المحددة في اللائحة بحسب المؤهل الأكاديمي، وطبعا الحصول على درجة الاجتياز. طبعا يمكن إعادة الاختبار في حال عدم الاجتياز أو لتحسين المستوى بعد مرور عام من تاريخ آخر اختبار، ومدة الرخص 5 سنوات من تاريخ إصدارها قبل إلزام المعلم بتجديدها.

هذه الشروط والآليات باللائحة بالتأكيد ستسعد المعلم المتميز والمهتم بتطوير ذاته والمنضبط داخل المدرسة وخارجها، أما المعلمون غير المهتمين فبالتأكيد لن تناسبهم هذه الشروط والآليات، حيث إنها لن تتيح لهم المساواة مع المتميزين، ولكن الجميل بالموضوع أنه لا زال هناك فرصة لجميع المعلمين للالتحاق بالدورات التدريبية والتطويرية، والجميع لديهم الفرص نفسها للاختبارات، وهناك برامج تدريبية لمساعدة من أراد، والتفعيل لن يكون مباشرا، فالفرصة لا زالت متاحة والمساحة تتسع للجميع.

جميع ما سبق ذكره في هذا المقال هو «قراءتي» للائحة، أما رأيي الشخصي فأولا أن يكون العمل عليها منطقيا بحيث لا تكون الاختبارات أصعب من الصعب، فالمنطق والتوازن مطلوبان، وأن يكون التقييم عادلا ويتبع أفضل المعايير والممارسات، وثانيا أن يعتمد في التفاصيل إتاحة الفرصة الكافية للجميع للحاق بالتدرج مع المتميزين، أما بالنسبة للمعلمين الذين لا يستطيعون مواكبة التغيير والتطوير فهم غير قادرين على مواكبة تطوير التعليم وتطوير الطلبة والطالبات وأجيال المستقبل. أخيرا أتمنى التوفيق للجميع.

Barjasbh@