برجس حمود البرجس

المحتوى المحلي

الأربعاء - 10 يوليو 2019

Wed - 10 Jul 2019

يجب أن تكون لدينا قناعة تامة بأن «المحتوى المحلي» من أهم المحركات الأساسية لتطوير الاقتصاد وزيادة القوة الشرائية ونشاط سوق العمل وتوفير الوظائف المناسبة والمجدية للمواطنين. وكلما زادت نسبة المحتوى المحلي، ارتفع تحقيق الأهداف، وكلما نقصت، انخفضت معها الوظائف والشراء والبقية.

إيمانا بأهمية زيادة المحتوى المحلي ومتابعتها، وفي ظل التطوير والبناء التنموي وضمن برامج التحول 2020، واستهدافا لتحقيق رؤية المملكة 2030، وبناء على توصية من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، تم إنشاء هيئة باسم «هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية»، وذلك بأمر ملكي في ربيع الآخر من هذه السنة، لتنظيم ومتابعة وتحقيق أهداف زيادة المحتوى المحلي للسلع المنتجة والخدمات.

ما هو المحتوى المحلي؟ وما هي أهداف المحتوى المحلي؟

المحتوى المحلي هو نسبة المشاركة المحلية في المملكة لأي منتج أو خدمة يتم تداولها بالأسواق المحلية، حيث ينظر للسعر النهائي للمنتج وينظر للمشاركات المحلية منها والمستوردة. فمثلا، عند بناء المنزل حاليا بالطريقة التقليدية نستطيع أن نحسب نسبة محتواه المحلي من نسبة محلية مكوناته، فمثلا الحديد محلي وكذلك الاسمنت والخرسانة، (بعد خصم نسبة العمالة الأجنبية ونسبة معداته المستوردة)، أما تكلفة الكادر البشري السعودي للتصميم والإشراف والإدارة فيعتبر محليا بالكامل.

أما المحتوى غير المحلي، فهو تكلفة الكادر البشري غير السعودي، وأيضا تكلفة كل ما هو مستورد من مواد صحية وكهربائية ورخام وأصباغ والبقية، وطبعا بعضها محلي فتحسب لصالح نسبة المحلي. وفي كل جزء من هذه الأجزاء ينظر لنسبة المحتوى المحلي منه، فمثلا لو افترضنا الأصباغ المستخدمة محلية لكن يحسم منها كل مستورد كمواد أساسية للأصباغ، والمكائن التي تنتج الأصباغ إذا كانت مستوردة، والكادر غير السعودي أيضا.

بذلك تتضح الصورة، فكلما زادت نسبة المحتوى المحلي لأي سلعة، سواء كانت منتجا أو خدمات، يرتفع معها تحقيق الأهداف الرئيسية للبرنامج، ومن أهمها تطوير الاقتصاد المحلي وتوفير الوظائف المناسبة والمجدية، وخفض الواردات وزيادة الصادرات، وجميعها يسهم في الناتج المحلي الإجمالي أو الـ ‪GDP‬.

من أهم الأمور في موضوع المحتوى المحلي أن تكون المشاركة المحلية لها قيمة مضافة، وتكون في الأجزاء الأكثر تحقيقا للأهداف المذكورة، فمثلا لو تشارك المملكة في صناعة السيارات والناقلات البحرية، من أهم الأجزاء التي نشارك بها هي القوى العاملة السعودية والمواد المتوفرة في المملكة كالحديد والبلاستيك، ومن المفترض أن نقتحم بعض التقنيات الأخرى المتوسطة كالأجزاء الرئيسية، وليس بالضرورة الوصول لصناعة محركاتها، حيث إن ذلك يتطلب برنامج صناعات عملاقة لن تكون مجدية حتى نستهدف التصدير أولا، وعدم الدخول بصناعة المحركات أمر طبيعي فأكبر شركات صناعة الطائرات (بوينج وايرباص) تستورد المحركات من شركات أخرى متخصصة بالمحركات، أساس تصنيع الطائرة هو التصميم والهيكل والالكترونيات والالكتروميكانيكا.

لا شك أن الاستثمارات في مراكز البحوث والتطوير تعد خطوة مهمة لمستقبل المحتوى المحلي، حيث نستطيع من خلالها التقدم أكثر في تصاميم وهندسة الأعمال المتقدمة في الصناعات والالكترونيات وتقنية المعلومات.

أخيرا، تستهدف هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية المنشأة حديثا تنمية المحتوى المحلي بجميع مكوناته على مستوى الاقتصاد الوطني، والارتقاء بأعمال المشتريات الحكومية ومتابعتها لتحقيق الأهداف التنموية والمالية بحسب الرؤى والاستراتيجيات والخطط الوطنية، ومن مهامها الرئيسية أيضا وضع السياسات والاستراتيجيات والخطط والبرامج ذات الصلة، ووضع آليات ذلك.

Barjasbh@