عربنة السياحة العالمية
الاثنين - 08 يوليو 2019
Mon - 08 Jul 2019
في أحد لقاءات الواعظ سليمان الجبيلان أوضح بكل فخر أنه ورغم تعدد سفره للخارج إلا أنه كان لا يلبس إلا الثوب، سواء في سفره لأمريكا أو اليابان أو أوروبا، بل وزعم أن هناك من العجائز من هي معجبة به وبلباسه، ونسأل الله له التوفيق ومزيدا من المعجبين والمعجبات، لعل الله يطرح فيه الخير والبركة، لكن مسلسل عربنة السياحة العالمية لم ينته عند هذا الحد، ولم يتوقف عند هذا اللون، بل تعداه.
بعضهم لا يطيب له السفر إلا والكاتم معه، والرز من ضمن أدوات السفر، ولا يطيب له السفر إلا وهو يلتقط السلفي والسناب شات مع الكاتم ذي الصفير (التستسة) في السهول الأذرية، أو في مرتفعات النمسا، ويبالغ بعضهم في الدبلجة الإسبانية، فيضع شيلة مزعجة مع طبخة في ربوع أوروبا العامرة، وما دامت الأنظمة لا تمنع فلا بأس، إن كان الذوق العام يسمح بذلك!
بل وصل الأمر إلى طبخ الأحصنة فخرا بذلك، فبعد أن أكل أصحابنا - ذوو العربنة السياحية - الحمام، والدجاج و«الهرافي»، ولحوم البقر وأنواعها ثم الحاشي أخيرا، أبوا إلا أن يختموا مسلسل أكل اللحوم بأكل حصان «طيب» يدسم شواربهم، فالحمد الله الذي حرم في شريعتنا أكل الخنزير!
ومن مظاهر عربنة السياحة العالمية لبس القميص الرجالي الشهير المسمى زورا وبهتانا بـ «ثوب النوم» والتمشي والتباهي به في المتنزهات الأوروبية، في وقت تتجه فيه المملكة للحد من ظاهرة لبسه من خلال منع لابسه من الدخول للدوائر الحكومية والملاعب والمولات، إلا أنه يطل في بعض المقاطع كأسوأ لقطات الموسم في عربنة السياحة العالمية، وحتى الآن لم تر عيني من يلبس «السروال السعودي والفنيلة» ويتباهى بهما بشوارع ادجوير رود أو في الشانزليزيه، أو في الدام سكوير، وأخاف أن يفعل أحدهم!
هذا على مستوى الشكل الظاهري، أما على مستوى السلوك، فلا يمكن أن نغفل عربنة إطالة النظر في الناس من أهل البلد من جهة، أو في السائحين السعوديين بعضهم ببعض من جهة أخرى، حتى صار السعودي يعرف أخاه السعودي من نظراتهما لبعضهما، وعندما يتجاوز بعضهم بعضا يقول كل فريق «تراهم سعوديين، تراها سعودية!».
وقد أكتفي بهذه الأمثلة، لأن الغوص فيها قد يحرك الماء الساكن الذي لا نريده أن يخرج للسطح، فالسياحة مرآتنا للآخرين!
أما العادات الحسنة المؤدبة فإنها محل تقدير كبير، فالكرم الحائلي تعدى حدود حائل والوطن، وصار صغار أهل حائل يدعون «يعزمون» أبناءنا على غداء أو عشاء كرما تعلموه من آبائهم، فهنيئا لهم ولنا، ولعل أجمل ما نعكس فيه أرواحنا وذواتنا وأنفسنا الطيبة هو حسن الخلق، ثم حسن التعامل وحسن المظهر غير المتكلف، حتى نكون علامة وشامة طيبة لا شامة تندر أو شامة شاذة في الأماكن السياحية!
Halemalbaarrak@
بعضهم لا يطيب له السفر إلا والكاتم معه، والرز من ضمن أدوات السفر، ولا يطيب له السفر إلا وهو يلتقط السلفي والسناب شات مع الكاتم ذي الصفير (التستسة) في السهول الأذرية، أو في مرتفعات النمسا، ويبالغ بعضهم في الدبلجة الإسبانية، فيضع شيلة مزعجة مع طبخة في ربوع أوروبا العامرة، وما دامت الأنظمة لا تمنع فلا بأس، إن كان الذوق العام يسمح بذلك!
بل وصل الأمر إلى طبخ الأحصنة فخرا بذلك، فبعد أن أكل أصحابنا - ذوو العربنة السياحية - الحمام، والدجاج و«الهرافي»، ولحوم البقر وأنواعها ثم الحاشي أخيرا، أبوا إلا أن يختموا مسلسل أكل اللحوم بأكل حصان «طيب» يدسم شواربهم، فالحمد الله الذي حرم في شريعتنا أكل الخنزير!
ومن مظاهر عربنة السياحة العالمية لبس القميص الرجالي الشهير المسمى زورا وبهتانا بـ «ثوب النوم» والتمشي والتباهي به في المتنزهات الأوروبية، في وقت تتجه فيه المملكة للحد من ظاهرة لبسه من خلال منع لابسه من الدخول للدوائر الحكومية والملاعب والمولات، إلا أنه يطل في بعض المقاطع كأسوأ لقطات الموسم في عربنة السياحة العالمية، وحتى الآن لم تر عيني من يلبس «السروال السعودي والفنيلة» ويتباهى بهما بشوارع ادجوير رود أو في الشانزليزيه، أو في الدام سكوير، وأخاف أن يفعل أحدهم!
هذا على مستوى الشكل الظاهري، أما على مستوى السلوك، فلا يمكن أن نغفل عربنة إطالة النظر في الناس من أهل البلد من جهة، أو في السائحين السعوديين بعضهم ببعض من جهة أخرى، حتى صار السعودي يعرف أخاه السعودي من نظراتهما لبعضهما، وعندما يتجاوز بعضهم بعضا يقول كل فريق «تراهم سعوديين، تراها سعودية!».
وقد أكتفي بهذه الأمثلة، لأن الغوص فيها قد يحرك الماء الساكن الذي لا نريده أن يخرج للسطح، فالسياحة مرآتنا للآخرين!
أما العادات الحسنة المؤدبة فإنها محل تقدير كبير، فالكرم الحائلي تعدى حدود حائل والوطن، وصار صغار أهل حائل يدعون «يعزمون» أبناءنا على غداء أو عشاء كرما تعلموه من آبائهم، فهنيئا لهم ولنا، ولعل أجمل ما نعكس فيه أرواحنا وذواتنا وأنفسنا الطيبة هو حسن الخلق، ثم حسن التعامل وحسن المظهر غير المتكلف، حتى نكون علامة وشامة طيبة لا شامة تندر أو شامة شاذة في الأماكن السياحية!
Halemalbaarrak@