فواز عزيز

الذين دونهم تسقط الأبواب

السبت - 06 يوليو 2019

Sat - 06 Jul 2019

• الإنسان كائن متعايش مع كل شيء حوله، وبلا هذا التعايش أعتقد أنه يفقد صفة الإنسانية المشتقة منه.

• أحيانا يطغى جانب الغرور في تعايش الإنسان على كل ما حوله، فيقدم نفسه على كل شيء ويؤثر نفسه على كل شيء حتى الأصدقاء، فيعتبر وجودهم من أجله، ومن دونه لا معنى لوجودهم ولا حاجة لبقاء الصداقة بينهم!

• وأحيانا يطغى جانب «الإيثار» في تعايش الإنسان، فيعتبر وجوده هو من أجل غيره، فيرسم خططا يومية على مقاس غيره، ويغير مسار حياته حسب مسارات غيره، دون أي تفكير عقلاني بالذات.

• ليس في الصداقة الحقيقية ميزان،

وليس لها مقاييس، لا بد أن تكون متساوية، فالصداقة لا تحكمها «المحاسبة» لكنها قطعا ترفض مبدأ «الأنانية» و»الغرور»، وتؤمن بـ «الحب» و»الوفاء» غير المنطوق، بل بالأفعال والأحاسيس التي لا تكذب كما «قد» تكذب الأقوال، أو تجامل أو تبالغ.

• أحيانا ليس مهما أن يكون «الصديق» مستشارا حكيما بقدر ما يكون «قلبا» ينصت حتى يغيب كل شيء في الدنيا تلك اللحظة.

• أحيانا ليس مهما أن يكون «الصديق» ناصحا أمينا يقدم التوصيات والتوجيهات، بقدر ما هو مهم أن يكون «سندا» وعونا لصديقه.

• أحيانا ليس مهما أن تحزن لحزن صديق، بقدر ما هو مهم أن تفرح لفرحه حتى لو كان لإنجاز بسيط، فكل من يعرفه في المجتمع قد يتعاطف مع حزنه، لكن قلة من يفرح لفرحه حسب مقاييسه هو وليس مقاييس المجتمع، والذي قد يقارنها مع غيرها فتصغر.

• أحيانا ليس مهما أن تكون «إذاعة» تشيد بصديق في كل مجلس وأمام كل الناس، بقدر ما هو مهم أن تكون «بئرا» لأسراره وهمومه ومشاكله.

• لا تحاول أن تنسى مبادئ الصداقة غير المدونة وغير المتفق عليها، والتي من دونها لا معنى للصداقة، لتتحول إلى قرابة أو زمالة أو أي معنى من معاني التعايش التي لا ترقى إلى مفهوم الصداقة الذي لا يحدد معالمه إلا «القلب»!

• اغضب وتشاجر من صديقك حتى على أتفه الأمور، لكن لا تجعل منهما مفترق طريق، أو نقطة نهاية!

• لكن قبل ذلك كله حدد من هو الصديق بالنسبة لك، ومن هو الشخص الذي تود صداقته ويناسبك.

• ليس كل من يجالسك ويهتم بك يستحق أن يكون صديقا يشاركك كل شيء في الحياة حتى المشاعر والأحاسيس والمشاكل والهموم.

• أدرك أن بعض الصداقات لا نصنعها بل تصنعها الصدفة، وأدرك أيضا أنك تستطيع معرفة مصير تلك الصداقة من بدايتها، فلا تتمسك إلا بالصداقة التي تؤمن بصدقها.

• وأدرك أن بعض الصداقات تصنعنا دون أن نشعر، وتغيرنا دون أن نسلك طريق التغيير أو نرى ملامح التغيير علينا.

• ليس مهما أن تلتقي صديقك كل يوم، لكن المهم ألا يغيب عنك ولا تغيب عنه.

(بين قوسين)

يقول الشاعر محمد عبدالباري عن الأصدقاء:

الداخلون إلى المعنى علانية..

ودونهم تسقط الأبواب

والحرسُ

مطابقون لغابات الخيال

فمذ سميتهم بينابيع الهوى

انبجسوا.

fwz14@