طارق جابر

لكل داء دواء يستطب به

الخميس - 04 يوليو 2019

Thu - 04 Jul 2019

تكلمنا في المقال السابق عن النوعين الأولين من المركبات والوصفات المتداولة بين الناس، والمستخدمة في إنقاص الوزن، وبينا عدم جدواهما وانعدام شروط السلامة فيهما، واتفقنا أن نكمل كلامنا بالحديث عن الأدوية الطبية المستخدمة في علاج السمنة، والتي تباع رسميا في الصيدليات.

النوع الثالث: من هذه الأدوية هو الأدوية الطبية المرخصة، المتوفرة في الصيدليات ويمكن شراؤها بوصفة طبية، لكنها في الواقع ليست معدة أصلا للاستخدام كعلاج للسمنة أو لإنقاص الوزن، وأي استخدام لها لهذا الغرض يعد تجاوزا للمعايير الطبية، سواء استخدمها المريض من تلقاء نفسه أو بوصفة أو نصيحة من ممارس صحي حتى لو كان طبيبا.

ومن أمثلتها استخدام بعض أدوية السكر أو مدرات البول أو هرمونات الغدة الدرقية أو الأدوية النفسية وأي دواء يكون من أعراضه الجانبية فقدان الشهية أو نزول الوزن. وغني عن القول إن هذه الأدوية عند استخدامها لغير الهدف الذي صنعت له تكون خطرة وقليلة الجدوى.

النوع الرابع: من أكثرها شيوعا، وهي الأدوية المرخصة التي تباع وتسوق بهدف إنقاص الوزن بآليات مختلفة، ولم يتم الاعتراف ببعضها من هيئات الدواء والغذاء كأدوية فعالة في إنقاص الوزن أو علاج السمنة.

ومن أشهر أمثلتها الدواء الذي يعمل على تقليل امتصاص الدهون من الطعام. هذا الدواء صرح في أمريكا منذ 1999، وأظهرت الأبحاث أنه قد يساعد في فقدان 4% من الوزن بعد سنة من الاستعمال، إلا أن هذه النسبة تستقر على 2.5% فقط عند متابعة المرضى لمدة أربع سنوات، مما يعني أن مريضا وزنه 100 كجم سيفقد خلال سنوات من العلاج بين 2.5 و4 كجم فقط، كما أن هذا الدواء كما هو واضح يعمل على الدهون الموجودة في الطعام، أما الذين يكون الخلل في طعامهم هو كثرة السكريات والنشويات فلن يستفيدوا بالقدر نفسه، بل إن الذين تشكل الدهون أكثر من ثلث طعامهم معرضون أكثر لأعراض أمراض الجهاز الهضمي غير المريحة التي قد يسببها هذا الدواء.

بقي أن نعرف أن تقليل امتصاص الدهون يتسبب أيضا في نقص امتصاص مجوعة من الفيتامينات (أ، د، ج، ك)، ويزيد من نسبة حصوات المرأة، ويتداخل مع امتصاص وجرعات بعض الأدوية، ناهيك عن الأعراض المزعجة كالإسهال والغازات وغيرها.

والخلاصة أنه لا يمكن اعتبار هذا الدواء سيئا أو غير مفيد بالمطلق، لكن يجب أن تكون التوقعات منطقية، وأن يفهم المريض أن الدواء وإن قلل امتصاص الدهون من الطعام فإنه لا يعمل على الدهون المتجمعة أصلا في الجسم، كما أنه ليس دواء دون مضاعفات، مثله مثل بقية الأدوية.

النوع الخامس والأخير: الأدوية المصنوعة خصيصا لإنقاص الوزن، والمصرحة من هيئة الغذاء والدواء السعودية لهذا الاستخدام، وهي بيت القصيد وموضوع المقال المقبل.

drtjteam@