برجس حمود البرجس

الحاجة لمؤشرات العقار

الأربعاء - 03 يوليو 2019

Wed - 03 Jul 2019

كيف نقرأ مؤشرات أسعار العقار وتوجهاته ونحن نفتقد للبيانات والمعلومات الأساسية؟ دائما نسأل ونتساءل: هل العقار في انخفاض أم في ارتفاع؟ الجميع يجاوب بما يرى، والحقيقة أنه لا أحد يعلم، لعدم توفر المعلومات والبيانات التفصيلية، مع أنها موجودة لكن بعضها غير موثق وبعضها غير مجمع. هناك توثيق لوزارة العدل لبعض المعلومات وهو معني بعقد البيع، والحقيقة أننا بحاجة لمعلومات أخرى تفصيلية تكون أشبه بمعلومات وبيانات مراكز بحوث.

الجميع يسأل: هل وصلنا للقاع وارتد ارتفاع العقار من جديد؟ الجميع بدون استثناء تعنيه أسعار العقار إما للرغبة بالبناء أو للتجارة به، والجميع يسأل والجميع يريد جوابا، ما الذي يحدث في العقار بالضبط؟ الجميع يبحث عن الجواب الحقيقي. هل من بيانات ومعلومات نستطيع من خلالها معرفة وتوضيح اتجاه العقار على المديين القريب والبعيد؟

عند أي مزاد عقاري مثل (مجمع أسواق الرياض جاليري)، ومثل (أرض الغدير المقابلة للمركز المالي)، تم البيع واختلفت الآراء حول ما إذا كانت تلك الصفقات مؤشرا للارتفاع أو الانخفاض، بل إنه للمرة الأولى يختلف تجار العقار، فبعضهم يرى أن تلك الأسعار كانت مؤشرا لارتفاع العقار، والبعض رأى أنها في انخفاض مقارنة بأعلى سعر وصلت إليه. المواطنون والصحفيون أيضا اختلفوا في قراءاتهم، البعض رأى أنها في ارتفاع، والبعض بالعكس رأى أنها في انخفاض، والحقيقة أنهم جميعا على حق، لأن الكل ينظر لها من منظار مختلف وزاوية محددة.

تغيب القراءات السليمة نظرا لغياب المعلومات التفصيلية للبيع والشراء، فلكي تكون القراءة سليمة، نحن بحاجة لمعلومات البيع والشراء لكل مدينة وكل حي ونوع العقار إن كان أرضا مطورة أو غير مطورة أو وسط الأحياء، ومن المعلومات المهمة أيضا أن توضيح إن كانت أرضا أم بناء مكتملا، وكم عدد الأدوار المسموح بها في ذلك الحي؟ وكذلك هل هي عقار سكني أم تجاري أم صناعي؟ وكم عدد الشوارع لذلك العقار؟ وكم عرض كل شارع؟ وبقية تفاصيل التفاصيل.

نحن بحاجة إلى معلومات وبيانات وتفاصيل أكثر مما ذكرنا لكي نستطيع تحليل البيانات والمعلومات ونستطيع معرفة إن كان العقار في انخفاض أو ارتفاع، ونحتاج لمقارنة الأسعار بفترات سابقة وفترات قادمة.

قراءة وضع البيع والشراء ومعرفة الأسعار المناسبة سهلة لسبب واحد، وهو أن المعلومات موجودة، لكنها مع الأسف غير موثقة وغير مترابطة وغير تفصيلية، جميعها موجودة وبحاجة إلى توثيق ببرامج ذكية تعكس الحقيقة وجميع العناصر الضرورية التي نستطيع من خلالها معرفة «وضع أسعار العقار وتوجهاته».

اتضاح الصورة لأسعار العقار ومقارنتها بالماضي والتوقعات المستقبلية ليس فقط مطلبا للمواطن الذي يطمح لبناء منزل له أو مساكن لأبنائه، وليس فقط مطلبا لتاجر العقار الذي يبيع ويشتري بالأراضي والمنازل والمجمعات التجارية، بل إنه مطلب لاقتصاد المملكة، فالاستثمارات تعتمد على قراءة توجه العقار وكذلك الاستعداد، فالمقاولون يحتاجون معرفة التوجه للاستعداد لتأمين العمالة والمعدات، وكذلك تجار ومصانع الاسمنت والحديد والخرسانة، ومقاولو البناء الحديث، ومصانع مواد البناء الحديث أيضا تحتاج معرفة توجه السوق العقاري للاستثمارات بالتوسع في مصانع المساكن الجاهزة وشبه الجاهزة، هناك أيضا المطورون العقاريون ومطورو البرامج السكنية، الكل يريد معرفة التوجه للسوق العقاري وأسعاره.

المكاتب الهندسية بحاجة أيضا لمعرفة التوجه العقاري، حيث إنها تواجه مصاعب أخرى بتغير آليات وطرق البناء الحديث، وهذا يجعلها تتردد كثيرا فيما لو كان التوجه العقاري إيجابيا بالنسبة لها أم لا، هذه المكاتب الهندسية بحاجة لعمل إعادة هيكلة لمواكبة التغيرات في البناء الحديث وكود البناء والمنازل الخضراء والمساكن بالخرسانات الجاهزة والأسقف الحديثة المجددة.

هناك عناصر أخرى مؤثرة على أسعار العقار، كالتوسع في برامج الإسكان وغيرها، ولكن نحن هنا نفتقد لمعلومات البيع والشراء وهي العنصر الأكبر والأهم، وأتمنى أن تكون هذه المعلومات والبيانات والأرقام واضحة للجميع بجميع تفاصيلها.

Barjasbh@