مشعل خليل فرج

حول الإفصاح في استحواذ نادك على الصافي

الخميس - 27 يونيو 2019

Thu - 27 Jun 2019

في سياق الإفصاح عن آخر التطورات بخصوص استحواذها على شركة الصافي دانون المحدودة، أعلنت الشركة الوطنية للتنمية الزراعية (المعروفة باسم شركة نادك) الأحد الماضي على موقع تداول أن الشركتين توصلتا إلى أن صفقة الاستحواذ ليست في مصلحتهما، فاتفقتا على إنهاء الاتفاق بالتراضي، وفقا لأحكام اتفاقية الاستحواذ. شركة نادك بينت في إعلانها أنه في ظل التغييرات التي طرأت على السوق بعد تاريخ الاتفاق وبعد بذل العناية اللازمة قرر أطراف الاتفاق الإنهاء.

كانت نادك - شركة مساهمة - أعلنت عن توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة مع الصافي دانون - شركة غير مساهمة - عام 2017، بهدف دراسة استحواذ نادك على جميع حصص الشركاء في الصافي دانون، ومنذ ذلك التاريخ ونادك محافظة على الإعلان عن كل تطور يخص صفقة الاستحواذ على موقع تداول، ابتداء من توقيع مذكرة التفاهم غير الملزمة، مرورا بتوقيع الاتفاق النهائي بالاستحواذ الكامل على جميع حصص الشركاء والحصول على عدم ممانعة الهيئة العامة للمنافسة، انتهاء بالإعلان عن إنهاء الاتفاق.

البيان المنشور على موقع تداول عن الاتفاق النهائي بتاريخ 25 /3 /2018 يبين أن شركة الصافي دانون ستبيع حصص الشركاء (شريكين) لشركة نادك مقابل أن تصدر نادك أسهما للشركاء في الصافي دانون تمثل 38.75% من رأسمال الشركة من خلال زيادة رأس المال، هذه الزيادة في رأس المال سوف تؤدي إلى انخفاض نسبة ملكية المساهمين الحاليين في نادك. وأوضح البيان كذلك الحالات التي يحق فيها للأطراف إنهاء الاتفاقية، والتي كان من ضمنها انخفاض سعر سهم شركة نادك عن نسبة معينة أو حدوث أمر جوهري من شأنه الإضرار بأعمال شركة الصافي دانون وشركاتها التابعة. بالرجوع إلى إعلان شركة نادك بخصوص إنهاء الاتفاق، يتبين أنه بعد الانتهاء من بذل العناية كان لدى الأطراف قناعة بإنهاء الاتفاق في ظل التغييرات التي يمر بها السوق، ولم يحدد الإعلان التغييرات التي دفعتهم للإنهاء! باستعراض الحالات التي يحق للإطراف فيها الإنهاء وفقا للبيان المنشور عن الاتفاق النهائي، لم تكن هناك إشارة للتغييرات التي قد تطرأ على السوق. هذا الغموض في البيان يشجع على تخمين المقصود بالتغييرات.

مستوى الإعلان عن تطورات ومستجدات الصفقة كان جيدا، مما يعكس ممارسة الشركة العالية في الإفصاح، وهذا رفع من سقف توقعات المساهمين والمستثمرين، وعليه لن يكون مقبولا لديهم عند إنهاء الاتفاق - وهم يتوقعون تنفيذه - إلا أن يكون الإعلان عن سبب الإنهاء بمستوى ممارسات الإفصاح السابقة نفسه.

متطلبات الإفصاح تتخطى وظيفة تزويد المساهمين بالمعلومات والبيانات، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات استثمارية صحيحة، بل إنها تساعد الشركات على تطوير ممارستها في الحوكمة.

فإعلانات شركة نادك عن صفقة الاستحواذ أطلعتنا على معلومات جيدة، لكنها تثير تساؤلات مثل التي طرحتها أو قد يطرحها غيري، إذ يحتاج المستثمر والمساهم معلومات أكثر، وهذا لن يتحقق إذا لم تكن الشركة تطبق أفضل ممارسات الحوكمة.

MeshalFaraj@