عبدالله المزهر

يا أهل النصر، إني أرى كراسي قد خلت..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 25 يونيو 2019

Tue - 25 Jun 2019

يقال بأن نادي النصر ـ فريق للألعاب الرياضية في العاصمة ـ لم يجد رئيسا يتبوأ كرسي الرئاسة في ذلك الفريق حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها، والحقيقة أن من ضمن أمنياتي الكثيرة أن أصبح رئيسا لشيء ما، وقد فشلت حتى في أن أكون رئيسا في استراحتنا، وأجد أنها فرصة سانحة وغير مألوفة أن يبحث أناس عن رئيس يرأسهم ويتولى أمرهم، فقد جرت العادة أن الرؤساء هم من يبحث عن الناس.

وقد وجدت أن هذا هو الوقت المناسب لأصبح رئيسا، لأن الأمر سيكون مستحيلا في حال كانت الأندية كيانات تجارية يملكها الأكثر نفوذا ومالا.

ثم إني لا أنصح محبي وعشاق هذا الفريق بالانتخابات، فقد شاركت في انتخابات نادي الاتفاق ـ تعرفونه بكل تأكيد ـ ولا زلت أعاني من ضربة الشمس التي تعرضت لها في ذلك اليوم الانتخابي البهيج، ثم عانيت بعدها من مشاكل صحية تتعلق بالضغط والاكتئاب والإحباط والخذلان وكل ما يمكن أن يضاف لهذه الباقة اللطيفة من الأوجاع.

ثم إنكم ستنتخبون رئيسا لمرة واحدة فقط، وبعد ذلك سيستمر في منصبه إلى أن يشاء الله، وهذه ميزة تشترك فيها كل الانتخابات التي تقام في الوطن العربي الكبير.

ومن باب الإنصاف فإن الاتفاق ـ النادي الذي تعرفون ـ لم يكن يعاني مشاكل بسبب إدارته، هو أشبه بدكان حرص صاحبه أن يديره بنزاهة وبأحدث الطرق، وأن يقتني أفضل الأجهزة المحاسبية وأن يجعله جميلا مرتبا مبهجا، لكن مشكلته هي أن المحل لم يكن به أي بضاعة.

ولهذا فإنكم أيها النصراويون أمام رئيس جاهز، ولديه فريق جاهز فلا تخافوا ولا تقلقوا فالأمر لا يحتاج إلى كثير من الجهد والعمل، فالدولة تتكفل بدعم الأندية وتسديد ديونها ومعالجة تخبطاتها وتعاقداتها، وليس على الرئيس ـ أي رئيس ـ بعد ذلك إلا أن يظهر في بعض اللقاءات التلفزيونية أو يكتب بعض التغريدات في تويتر يشتم من خلالها الآخرين ويقلل من شأنهم، وهذا أمر أجيده وأتقنه كما ترون.

وبعيدا عن رئاستي المنتظرة، والدعم بالدعم يذكر، فقد كنت أتوقع أن تدعم الأندية جميعها بمبلغ واحد يكون مساويا لديون النادي الأكثر تخبطا وديونا. فيستفيد هو من المبلغ في تسديد ديونه والبدء من جديد وتستفيد الأندية الأقل تخبطا من فائض المبلغ بعد تسديد ديونها، ويكون النادي الأكثر استفادة من الدعم هو النادي قليل الديون كثير الدبرة وليس العكس.

ولكن ظني لم يكن في مكانه فقد كان الدعم الأكثر والأكبر للأندية المسرفة المبذرة كثيرة الديون، وكان النصيب الأقل للأندية الحكيمة المدبرة قليلة الديون.

وعلى أي حال..

سأعمل كما يعمل جل الرؤساء الآخرين في بقية الفرق، كل أخطائي ـ إن وجدت ـ سيتكفل بتزيينها في أعينكم فريق سأختاره بعناية من الإعلاميين والمغردين، سيقنعونكم أحيانا بالاحتفال حتى بالأهداف التي ستدخل مرمى فريقكم، وسيقنعونكم في أحيان أخرى بأن الثمانية مليارات إنسان الذين يعيشون على هذا الكوكب ينقسمون إلى فئتين، فئة تشجع فريقكم وأخرى تتآمر ضده.

agrni@