منيرة عبدالله الشملان

شبكة الأمان «Safety Net»

الاثنين - 10 يونيو 2019

Mon - 10 Jun 2019

في أحلك الظروف تذكر شبكة الأمان (safety Net)، تخيل نفسك لاعب أكروبات في سيرك بالحياة، تتشقلب بالهواء معتمدا على مهاراتك وقوتك العضلية والعصبية، وثقتك بتدريبك المستمر. خانتك يدك أو إحدى قدميك أو التوقيت وسقطت، هناك شبكة أمان تحميك بإذن الله. شبكة الأمان تلك موجودة وقوية ويعتمد عليها، لم تحك بيوم وليلة. يجب عليك كمغامر صيانتها والتأكد من سلامتها وتقويتها فلا تهترئ وتتآكل فتهوي على رأسك. اعقلها وتوكل.

تذكر أنه لو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. الأمان بالله أولا ثم في مرونة وقوة ومتانة وارتفاع الشبكة وصدق وأمانة وحسن اختيار وصلابة واستقامة معادن أعمدتها.

صمام الأمان أو شبكة الأمان هي من حمت المملكة بعد لطف الله من كل أزمة مرت بها. لو كانت ذاكرتنا قصيرة المدى لذكرنا الأزمات التي تخطيناها وهزت المناطق من حولنا وأفزعتنا خوفا على وطننا، وتخطيناها ونحن أكثر قوة وتماسكا والتفافا على الدولة وحرصا عليها، وفكرنا بشبكة الأمان التي اعتمدتها حكومة قوية حكيمة بإسناد الأمور إلى أهلها بحسن اختيار الوزراء والوكلاء ورؤساء الهيئات الحكومية (إن خير من استأجرت القوي الأمين) وإن اهتز أحد الأعمدة سنده البقية.

أما الشبكة فهي المجتمع ونواتها الأسرة، كم من أسر حمت أبناءها من الفكر المتطرف بكل قوة، وكم من آباء زرعوا حب الوطن والولاء له في أبنائهم رغم أوقات الصحوة التي ألبست الوطنية لباس الكفر. الإعلام الإيجابي النظيف الصادق الذي يعكس قيمنا وأخلاقنا الحقيقية، وتعليم ومعلمون أسوياء جديرون بمهنة تنشئة المستقبل.

الأخطاء تحدث ومن لا يعمل لا يخطئ، وحتى نتمكن من المبادرة بأمان يجب أن نتأكد من شبكة الأمان وموثوقية الأعمدة فالخلل بها خطير. الأعمدة التي ترفع الجميع حكاما ومحكومين وكل يتحمل مسؤوليته بقدر عمله وتأثيره وجميعها مترابطة ومؤثرة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، قد تكون الوزارات التي تعنى بالخدمات بتعاملاتها المباشرة مع الجمهور الأسرع في ردود الأفعال وتصحيح الأخطاء، وللوزرات السيادية هيبة وثقة غير محدودة من الجميع. قد يكون أخطر ما تواجهه الأعمدة سوس أسندت إليه مهمة أكبر منه.

نعود للشبكة، إذ يجب أن يكون:

• للمعلمين والمعلمات مكانتهم وتقديرهم في المجتمع وإعطاؤهم جميع الفرص ليبدعوا، وما يستحقون ليعيشوا حياة كريمة ويحبوا وطنهم الذي أكرمهم وحافظ على حقوقهم.

• الإعلام وما أدراك ما الإعلام، دوي أصدائه ينعكس على كل سفيه ويؤثر بكل عاقل، لم تسمح المملكة وقت أزمة الخليج بسب العراق أو رئيسه، كانت الخصومة تليق بعرب مسلمين هدفهم الحق وحماية المظلوم وإجارة الكويت التي استجارت بنا دون أن يهبط مستوى الصحف ولا الإعلام. كنا بالخصومة أرقى ولم نعط للشامتين أو للأعداء علينا سبيلا، وبدأت بوادر التقارب وعودة العراق للحضن العربي بعد أن تعلموا الدرس وترفع الجميع فوق الجراح.

• حماية دخل الأسرة وربها من أن يفقد وظيفته، وحماية الأجور للجنسين، وحد أدنى للأجور يحمي الطبقة المتوسطة ويحمي الوطن من حقد يتولد لدى فئة معدمة، راحة السيدات في بيئة العمل ومرونة الأوقات التي تحمي وظيفتهن الأساسية وهي الأمومة، فالأم هي المؤثر الرئيسي بتنشئة الأبناء، فاللغة لغة الأم والدين دين الأم والوطن وطن الأم. كل السبل التي تحمي الأسرة من صحة وتعليم وسكن وبأي تكلفة هي استثمار لحماية هذه النواة لتحمي المجتمع والوطن، والوقاية خير من العلاج.

في الختام حمانا الله ووطننا ووقى الله الأعمدة وشبكة الأمان.

@mnor