عاصم الطخيس

الروايات العربية بين السينما والتلفزيون

الجمعة - 31 مايو 2019

Fri - 31 May 2019

إكمالا للمقال السابق «قلق التحولات من الرواية إلى أعمال سينمائية» سأتحدث هنا عن بعض الروايات العربية التي تم تحويلها بشكل ناجح إما لفيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني. الأدب العربي له مكانة مميزة ضمن الأدب العالمي، ولطالما حقق نجاحات عالمية، منها حصول الروائي الراحل نجيب محفوظ على جائزة نوبل للأدب عام 1988، والذي يعد أحد أكثر الروائيين العرب الذين تم تحويل رواياتهم إلى أفلام ومسلسلات تلفزيونية، فقد تم تحويل 29 رواية له، منها 21 رواية إلى فيلم سينمائي و8 روايات إلى مسلسلات تلفزيونية. قد تعتبر أشهر رواياته هي الثلاثية (قصر الشوق، بين القصرين، والسكرية)، والتي حازت إعجابا كبيرا من الجمهور والنقاد، خاصة بعد تحويلها إلى فيلم سينمائي من بطولة «يحيى شاهين» وإخراج «حسين الإمام»، والتي تدور أحداثها حول عائلة مصرية في ظل الاحتلال البريطاني، فلدينا الشخصية الرئيسية بالروايات الثلاث هي شخصية «السيد أحمد عبد الجواد»، ولكن القصص تتبع «كمال» ابن السيد أحمد عبد الجواد وحياته من الطفولة حتى الرشد.

مما لا شك فيه أن رواية «الخبز الحافي» للروائي المغربي الراحل محمد شكري تعد من أكثر الروايات التي أثارت جدلا واسعا في جميع الدول العربية، وتم منعها لفترة طويلة من الزمن ولكن تم تحويلها لفيلم سينمائي من إخراج الجزائري رشيد بن حاج عام 2004، والتي لم تسلم من الانتقادات التي طالت الفيلم وكذلك اتباع نفس الإجراء في منع عرض الفيلم في عدد من الدول العربية، فيما اعتبره النقاد كون الفيلم جريئا جدا ولا يتوافق مع تقاليد المجتمعات العربية. القصة تحكي قصة فتى صغير يدعى «محمد»، والذي يعاني من الفقر الشديد في المغرب وذلك تحت وطأة الاحتلال الفرنسي.

نعود مجددا إلى مصر مع رواية «عمارة يعقوبيان» للكاتب علاء الأسواني التي كانت بوابته للنجاح والنجومية بعد تحويلها لفيلم بنفس الاسم ونخبة من كبار النجوم في مصر وقام بكتابة السيناريو والحوار وحيد حامد فيما أخرجه مروان حامد عام 2006. القصة تدور حول عمارة قديمة تُسمى «عمارة يعقوبيان»، يقطنها عدد من الطبقات الاجتماعية المختلفة في مصر، فيسكنها ورثة صاحب العمارة، الصحفي الشاذ جنسيا، ابن الباشا، وكذلك ماسح الأحذية الذي يصبح ثريا، وسكان السطح. ينبغي التنبيه إلى أن الفيلم حقق ست جوائز خلال مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، أثناء الدورة 13 للمهرجان القومي للسينما المصرية.

هذه نبذه بسيطة عن أشهر الروايات التي تم تحويلها لأفلام سينمائية، والتي لا يتسع المقال لعرضها كاملة، كما ينبغي لنا أن نتحدث أيضا عن الروايات التي تم تحويلها لمسلسلات تلفزيونية ناجحة، وقد يعود ذلك لكون بعض الروايات تتمتع بمعلومات وشخصيات وحبكة يستصعب توظيفها ضمن صفحات سيناريو فيلم سينمائي، وتحتاج إلى مساحة من الوقت لعرضها بشكل يضمن إيصال رسالة الروائي ضمن الرواية وإعطائها حقها من تطور الشخصيات أثناء رحلتهم في أروقة الحبكة الدرامية المعقدة.

رواية «أفراح القبة» للروائي نجيب محفوظ التي تم تحويلها عام 2016 إلى مسلسل تلفزيوني حاز إعجاب النقاد الفنيين الذين أشادوا بمستواه العالي، وهو من بطولة منى زكي وجمال سليمان وعدد من النجوم. تدور أحداث القصة في سبعينات القرن الماضي، لمجموعة من الممثلين المسرحيين الذين يرغبون في مشاركة مسرحيتهم الجديدة لكنهم يكتشفون أن حياتهم هي مصدر إلهام المؤلف، والتي من خلالها يكشف حقيقتهم ويواجههم بأسرارهم القبيحة التي حدثت لهم في فصل سابق من حياتهم ومن خلال محاولاتهم البائسة لإيقاف المسرحية إلا أنه يواصل إصراره وتشبثه في إكمال المسرحية ليتخلص من تأنيب ضميره.

رواية «لن أعيش في جلباب أبي» للروائي إحسان عبد القدوس هي من أشهر رواياته التي تم تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني وقد قام بكتابة السيناريو مصطفى محرم وأخرجه أحمد توفيق عام 1996. تأخذ القصة أحد أنواع القصص السبعة وهي نوع «من الفقر إلى الثراء»، والتي تحكي عن صبي يعاني مشاكل عدة في حياته وهو يعمل في ورشة لكنه يصعد السلم ليملك متجرا خاصا ويتم الاعتراف به كأحد أثرياء المنطقة وبعد زواجه يصبح لديه ثلاث بنات وولد وحيد يخرج عن جلباب أبيه وسيطرته لبناء مستقبله الخاص.

1 ثلاثية نجيب محفوظ وجائزة نوبل للأدب

2 فيلم الخبز الحافي ومنع عرضه عربيا

3 مسلسل لن أعيش في جلباب أبي والتحول من الفقر إلى الثراء

AsimAltokhais@