آمنت بالذي آمنتم به!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 30 مايو 2019
Thu - 30 May 2019
تعرفون جميعا ـ أو كثير منكم ـ قصة ذلك الشخص الذي ذهب إلى طبيب نفسي يشتكي من معاناته المتمثلة في قناعته بأنه «حبة قمح» وأن دجاجة تطارده تريد التهامه، وبعد عدة جلسات وكثير من الأدوية وبعد أن تأكد للطبيب أنه قد اقتنع تماما بأنه إنسان وأنه تخلص من هلاوسه المتعلقة بحبة القمح، بارك للمريض شفاءه، ولكن المريض قبل أن يغادر سأل سؤاله الشهير: شكرا يا دكتور، لقد أقنعتني بأني لست حبة قمح، لكن من يقنع الدجاجة؟!
وبعيدا ـ ليس كثيرا ـ عن الدجاج وحبوب القمح فإني لا أظن أن أحدا من الخلق ـ والمسلمين منهم تحديدا ـ يمكنه أن يختلف مع شيء من المبادئ والأسس التسعة والعشرين التي قامت عليها وثيقة المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة في العشر الأواخر من رمضان.
وهذه هي المشكلة والمعضلة التي لا أعلم تحديدا كيف يمكن أن تحل، وإن كنت أميل إلى أن النفخ في الصور هو الحل الأمثل لكثير من القضايا العالقة.
لا يمكن أن يأتي أي مسلم من أي مذهب أو تيار، متشددا كان أو مميعا أو عوان بين ذلك ويقول إنه يؤيد العنصرية على سبيل المثال، أو يحتج على وجود مواد تتعلق بالمرأة والطفل والصحة أو الحياة وفق «تأطير يحفظ حدود الله»، كما جاء في الوثيقة.
كل فئة من المسلمين بمن فيهم أبوبكر البغدادي شخصيا يعتقدون أنهم أمة وسط، وأن تصرفاتهم هي ميزان الاعتدال والوسطية. حتى الذي لا يعرف من الإسلام إلا المسمى ولم يركع لله ركعة منذ عشرات السنين مؤمن تماما بأنه يمثل الاعتدال وبأنه يجلس على عمود المنتصف، لا ريب في ذلك عنده ولا شك.
وعلى أي حال..
المؤتمر فكرة رائعة، ولكن تطبيق مبادئه على أرض الواقع هو المحك. وبصفتي مسلما فقد اقتنعت قناعة لا تتزعزع بأن هدفي في الحياة هو نشر قيم العدل والحرية والتسامح، وبأن الإنسانية جمعاء لهم الحق في الحياة وفق ما يعتقدون وما يفكرون، ولن أفكر في إيذاء أحد أو استعباده أو القضاء على أحلامه، ولا احتلال أرضه ولا سرقة ثرواته. لقد آمنت واقتنعت بما آمن به المؤتمرون في مؤتمر الوسطية والاعتدال، لكن من يقنع الدجاجة؟
agrni@
وبعيدا ـ ليس كثيرا ـ عن الدجاج وحبوب القمح فإني لا أظن أن أحدا من الخلق ـ والمسلمين منهم تحديدا ـ يمكنه أن يختلف مع شيء من المبادئ والأسس التسعة والعشرين التي قامت عليها وثيقة المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة في العشر الأواخر من رمضان.
وهذه هي المشكلة والمعضلة التي لا أعلم تحديدا كيف يمكن أن تحل، وإن كنت أميل إلى أن النفخ في الصور هو الحل الأمثل لكثير من القضايا العالقة.
لا يمكن أن يأتي أي مسلم من أي مذهب أو تيار، متشددا كان أو مميعا أو عوان بين ذلك ويقول إنه يؤيد العنصرية على سبيل المثال، أو يحتج على وجود مواد تتعلق بالمرأة والطفل والصحة أو الحياة وفق «تأطير يحفظ حدود الله»، كما جاء في الوثيقة.
كل فئة من المسلمين بمن فيهم أبوبكر البغدادي شخصيا يعتقدون أنهم أمة وسط، وأن تصرفاتهم هي ميزان الاعتدال والوسطية. حتى الذي لا يعرف من الإسلام إلا المسمى ولم يركع لله ركعة منذ عشرات السنين مؤمن تماما بأنه يمثل الاعتدال وبأنه يجلس على عمود المنتصف، لا ريب في ذلك عنده ولا شك.
وعلى أي حال..
المؤتمر فكرة رائعة، ولكن تطبيق مبادئه على أرض الواقع هو المحك. وبصفتي مسلما فقد اقتنعت قناعة لا تتزعزع بأن هدفي في الحياة هو نشر قيم العدل والحرية والتسامح، وبأن الإنسانية جمعاء لهم الحق في الحياة وفق ما يعتقدون وما يفكرون، ولن أفكر في إيذاء أحد أو استعباده أو القضاء على أحلامه، ولا احتلال أرضه ولا سرقة ثرواته. لقد آمنت واقتنعت بما آمن به المؤتمرون في مؤتمر الوسطية والاعتدال، لكن من يقنع الدجاجة؟
agrni@