المكان المكان..!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الثلاثاء - 28 مايو 2019
Tue - 28 May 2019
البشر جميعا متشابهون، يخرجون إلى الحياة بفرص متساوية في كل شيء، تركيبة الإنسان الأساسية واحدة في كل زمان ومكان، والأشياء التي يمكن أن يتعلمها الطفل المولود اليوم في أحدث مدن العالم يمكن أن يتعلمها الطفل المولود في غابة قبل عشرة آلاف سنة. الظروف المحيطة بالإنسان وبيئته التي ينشأ فيها هي من يشكل هويته المستقبلية وليس جيناته ولا أصوله. لا يوجد شعب أذكى من الآخر، ولا أمة أكثر إبداعا من أخرى.
الصوماليون المهاجرون إلى أوروبا وأمريكا هم من أكثر ما يلفت النظر لهذا الأمر مؤخرا، فالصومالية التي أصبحت عمدة في لندن أو نائبة في الكونجرس أو وزيرة في أي مكان آخر لو أنها لم تغادر بيئتها الأولى لما حققت أي شيء، ولو اختلف المكان الذي هاجرت إليه ربما كانت في أحسن الأحوال عاملة منزلية بطريقة غير نظامية تقضي أيام عمرها تبتكر طرقا للتخفي والابتعاد عن أعين الجوازات.
والكيني الذي أصبح رئيسا لأمريكا لو لم تهاجر عائلته وبقي في بلاده لربما كان أقصى منصب يصل إليه هو حارس غابة أو محمية سياحية.
ولهذه الأسباب تحديدا تكره الشعوب حكوماتها أو تحبها، لا يوجد أسباب أخرى للمحبة أو الكراهية بين الشعوب والحكومات حتى لو كتب الشعراء آلاف المعلقات وتحدث الخطباء آلاف الساعات، حلم الإنسان في أي مكان في العالم هو أن يمنح الفرصة لكي يكون إنسانا، لا أكثر ولا أقل، أن يعامل بطريقة تحفظ له كرامته التي منحه إياها خالقه، فالله سبحانه حين يقول «ولقد كرمنا بني آدم» لم يستثن دينا أو عرقا أو لونا، الكرامة منحت لبني آدم جميعا، وأسوأ وأقبح جريمة يرتكبها الإنسان هي أن يسلب أو يحاول سلب هذه المنحة الإلهية من أخيه الإنسان.
والمشكلة التي لا أفهمها أن الوصفة واضحة ومجربة وتعمل بنجاح، أعط الإنسان حريته ولا تسلب كرامته وسوف يصبح البلد بأكمله بلدا متقدما منتجا رائدا، لكن مع هذا فإن كثيرا من دول العالم تريد إعادة اختراع العجلة، ومهما كانت براعة الخطب وبلاغة الشعارات إلا أن الشعوب التي تفقد الحرية والكرامة ترزح تحت خط الفقر المادي والإنساني. أما الحكومات فإنها عادة لا تعاني من مشكلات تتعلق بالفقر والحاجة، من يفعل ذلك هم الناس، أو «بنو آدم» الذين كرمهم الله وأصر إخوتهم ـ بنو آدم الآخرون ـ على إذلالهم.
وعلى أي حال..
هي وجهة نظر، وكثيرون كانوا في بيئات محفزة وكانوا في آخر المطاف لصوصا أو هامشيين لا قيمة لهم، لكن الأمر نسبي والمكان في أقل الأحوال «أحد الأسباب» الدافعة للأعلى أو الساحبة للأسفل، ثم إن وجود حياة أخرى أمر عادل ومنصف، وهذا ما يجعل الإيمان بوجودها أمرا باعثا على تفاؤل «ابن آدم» الذي لم يستمتع بكرامته في الحياة الأولى، ويجعله أكثر قدرة على التصالح مع حياته وواقعه ونصيبه وموقعه على الخارطة.
agrni@
الصوماليون المهاجرون إلى أوروبا وأمريكا هم من أكثر ما يلفت النظر لهذا الأمر مؤخرا، فالصومالية التي أصبحت عمدة في لندن أو نائبة في الكونجرس أو وزيرة في أي مكان آخر لو أنها لم تغادر بيئتها الأولى لما حققت أي شيء، ولو اختلف المكان الذي هاجرت إليه ربما كانت في أحسن الأحوال عاملة منزلية بطريقة غير نظامية تقضي أيام عمرها تبتكر طرقا للتخفي والابتعاد عن أعين الجوازات.
والكيني الذي أصبح رئيسا لأمريكا لو لم تهاجر عائلته وبقي في بلاده لربما كان أقصى منصب يصل إليه هو حارس غابة أو محمية سياحية.
ولهذه الأسباب تحديدا تكره الشعوب حكوماتها أو تحبها، لا يوجد أسباب أخرى للمحبة أو الكراهية بين الشعوب والحكومات حتى لو كتب الشعراء آلاف المعلقات وتحدث الخطباء آلاف الساعات، حلم الإنسان في أي مكان في العالم هو أن يمنح الفرصة لكي يكون إنسانا، لا أكثر ولا أقل، أن يعامل بطريقة تحفظ له كرامته التي منحه إياها خالقه، فالله سبحانه حين يقول «ولقد كرمنا بني آدم» لم يستثن دينا أو عرقا أو لونا، الكرامة منحت لبني آدم جميعا، وأسوأ وأقبح جريمة يرتكبها الإنسان هي أن يسلب أو يحاول سلب هذه المنحة الإلهية من أخيه الإنسان.
والمشكلة التي لا أفهمها أن الوصفة واضحة ومجربة وتعمل بنجاح، أعط الإنسان حريته ولا تسلب كرامته وسوف يصبح البلد بأكمله بلدا متقدما منتجا رائدا، لكن مع هذا فإن كثيرا من دول العالم تريد إعادة اختراع العجلة، ومهما كانت براعة الخطب وبلاغة الشعارات إلا أن الشعوب التي تفقد الحرية والكرامة ترزح تحت خط الفقر المادي والإنساني. أما الحكومات فإنها عادة لا تعاني من مشكلات تتعلق بالفقر والحاجة، من يفعل ذلك هم الناس، أو «بنو آدم» الذين كرمهم الله وأصر إخوتهم ـ بنو آدم الآخرون ـ على إذلالهم.
وعلى أي حال..
هي وجهة نظر، وكثيرون كانوا في بيئات محفزة وكانوا في آخر المطاف لصوصا أو هامشيين لا قيمة لهم، لكن الأمر نسبي والمكان في أقل الأحوال «أحد الأسباب» الدافعة للأعلى أو الساحبة للأسفل، ثم إن وجود حياة أخرى أمر عادل ومنصف، وهذا ما يجعل الإيمان بوجودها أمرا باعثا على تفاؤل «ابن آدم» الذي لم يستمتع بكرامته في الحياة الأولى، ويجعله أكثر قدرة على التصالح مع حياته وواقعه ونصيبه وموقعه على الخارطة.
agrni@