ناصر الهزاني

هل هناك مواجهة أمريكية مع إيران؟ قراءة في المشهد الحالي

الاحد - 19 مايو 2019

Sun - 19 May 2019

هل بدأت واشنطن تقرع طبول الحرب جديا هذه المرة؟ وهل قررت أمريكا مغادرة الساحة الرمادية التي حافظت عليها طيلة 40 سنة مع طهران، والتي استطاع الطرفان خلالها تجنب المواجهة والإبقاء على «شعرة معاوية»؟ أسئلة عديدة تتبادر في أذهان كثيرين، بين من يرى أنها مواجهة حتمية وحرب جدية، وبين من يخفف من سقف التوقعات ويرى أنها لن تكون سوى ضربة سريعة مؤثرة في وقتها وتنتهي، كما حصل سابقا عندما قصفت الولايات المتحدة قاعدة الشعيرات الجوية جنوب حمص بـ 59 صاروخ توماهوك، وانتهت حينها إلى هذا الحد، حيث لم تتبعها خطوات أخرى.

واشنطن بدورها وجهت قبل فترة رسالة لطهران بأن حرب الوكالة التي تنتهجها عبر وكلائها في المنطقة لن تجدي، وأن طهران ستتحمل مسؤولية أي فعل عدائي تقوم به تجاه مصالح الولايات المتحدة أو ضد حلفائها في المنطقة.

أما إيران فقد ردت الجمعة (17 مايو 2019) بأنها تستطيع ضرب السفن الحربية الأمريكية في الخليج «بسهولة»، في أحدث تصريح ضمن الحرب الكلامية بين واشنطن وطهران.

لكن هل تستطيع طهران فعلا التأثير على أمن الملاحة في مضيق هرمز؟ إن إيران تعلم جيدا أنها ستكون الخاسر الأكبر في حال قررت التدخل في أمن الملاحة في مضيق هرمز، لأن الرد الأمريكي حينها سيكون مختلفا، وستضطر طهران إلى التراجع، والعودة إلى المجتمع الدولي، وقبولها بالشروط الموضوعة، دون تردد، ولا سيما أن صادراتها النفطية تأثرت وأوشكت على الوصول إلى الصفر، في ظل التزام الدول بما فيها المعتمدة على النفط الإيراني بالعقوبات الأمريكية.

على ما يبدو أن خيارات إدارة البيت الأبيض قد طرأ عليها بعض التبديل وفق ما تقتضيه المصالح، وأنه حتى في حال عدم نشوب أي احتكاك مباشر بين الطرفين فإن الولايات المتحدة تهدف من التعزيزات الأمريكية الأخيرة في الخليج على أقل تقدير إلى توفير الردع، في حال أقدمت إيران على سلوك متهور وأخطأت في حساباتها.

وسيظل السلاح الاقتصادي هو الخيار المرحلي للرئيس الأمريكي حاليا، وستكون المنطقة في حالة انتظار لما ستؤول إليه تطورات الأحداث.