مي محمد الشريف

معارك ترمب وانتخابات 2020

الاحد - 19 مايو 2019

Sun - 19 May 2019

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ملفات خارجية عدة عليه حلها خلال هذا العام. أهمها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتي تعد معركة تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وتهدد بشكل سلبي استقرار الاقتصاد العالمي لعدم وصول الطرفين إلى اتفاق. أما الملف الآخر، فهو ملف القضاء على الخطر الإيراني، حيث زادت موجات التصعيد وتواتر الأخبار حول مواجهة عسكرية ضد إيران تلوح في الأفق.

لذا خسارة ترمب في السباق الرئاسي 2020 هو حلم حكومة بكين والنظام الإيراني، على أمل أن ينضم رئيس ديمقراطي لواشنطن يعيد فيها سياق الاتفاقيات التجارية، ويتساهل في مراجعة الملف الإيراني من إلغاء أو تخفيف العقوبات واستعادة الاتفاق النووي. وهذا ما يجعلنا نتساءل عن مدى سخونة سباق الترشح للانتخابات الأمريكية 2020!

تبين لنا لغة الأرقام أن معركة الانتخابات القادمة ستكون مثيرة ومختلفة يسودها إلحاح الديمقراطيين لانتزاع كرسي الرئاسة من الحزب الجمهوري. وأصبحت ساحة الترشح ممتلئة، حيث تزايد أعداد المرشحين الديمقراطيين لمنافسة الرئيس ترمب إلى 23 ديمقراطيا أعلنوا أو يخططون لإعلان ترشحهم لخوض السباق الرئاسي، في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ الحزبين.

أما الأسماء الديمقراطية الأبرز في الاستطلاعات الانتخابية فهي: بيرني ساندرز، جو بايدن، وإليزابيث وارن وبيت بوتيجيج، وإن كان بايدن يحمل الرقم الأفضل بين هؤلاء الأربعة: إلا أن تاريخه وقضايا التحرش لن يمهدا له طريق الرئاسة.

هل يمكن في هذه المرحلة معرفة من سيصل إلى كرسي الرئاسة؟ الإجابة هي النفي. إلا أن حظوظ ترمب السياسية سيعززها عاملان، تحسن الاقتصاد الأمريكي في عهده، حيث ساعد الخفض الضريبي الذي قدمه البالغ 1.5 تريليون دولار وزيادة الإنفاق الحكومي، على ارتفاع الأجور وفرص العمل، مما أدى إلى ارتفاع معدل النمو الاقتصادي إلى نحو 3% عام 2018. والعامل الآخر استنفار الديمقراطيين غير المنظم الذي يساعد ترمب في قلب الموازين وإثبات نفسه للجمهور بطريقته المثيرة والجريئة أحيانا، والتي تلاقي استحسان كثير من الشباب والقوميين.

سوف يمضي العالم الأشهر المقبلة مشغولا في مشاهدة الانتخابات الأمريكية، إلا أن الديمقراطيين بحاجة إلى التركيز أكثر في إنجازات الرئيس الأمريكي وليس شيطنة كلماته وانتقاد ما يقوله وتجاهل انتصاراته. أما الدول الأخرى التي تنتظر سقوطه بفارغ الصبر فعليها مراجعة قراراتها، لأنه بأسلوبه الطنان وخبرته السابقة سينجح في قلب الموازين، فهو ليس كأي رئيس آخر.


  • في الرئاسة الأمريكية لا توجد ضمانات لاستمرار الرئيس ترمب، فقد خرج الرؤساء فورد وكارتر وبوش الأب بعد فترة رئاسية واحدة

  • قائمة مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات عام 2020 هي الأكبر والأكثر خبرة في التاريخ الحديث

  • منافسو ترمب بانتخابات 2020 الأكثر عددا منذ 30 عاما




@ReaderRiy