مشعل خليل فرج

انتخابات مجلس إدارة اتحاد كرة القدم ونظام القوائم الانتخابية

الاثنين - 13 مايو 2019

Mon - 13 May 2019

أعلنت لجنة انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم أنها سوف تبدأ باستقبال طلبات الترشيح لانتخابات مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم بتاريخ 5 / 5 / 2019، وتضمن الإعلان شروط وضوابط الترشح، والتي جاء من ضمنها أن يقدم المترشح لمنصب رئيس مجلس الإدارة قائمته الانتخابية وفقا للمادة (33) من النظام الأساسي لاتحاد كرة القدم والمادة (17) من لائحة الانتخابات للاتحاد السعودي لكرة القدم.

تبنى النظام واللائحة المشار إليهما أعلاه نظام الانتخاب بالقائمة، وهو نظام يتضمن انتخاب مجلس إدارة مكون من الرئيس ونائبه والأعضاء معا، ويختار الناخب وفقا لهذا النظام (عضو الجمعية العمومية للاتحاد) قائمة من القوائم الانتخابية. يختلف نظام القوائم الانتخابية عن نظام الانتخاب الفردي الذي يتيح للناخب انتخاب مرشح واحد لكل منصب أو مقعد، فالانتخاب الفردي يفترض أن هناك شبه علاقة بين الناخب والمرشح، وهو يختاره على هذا الأساس وهو ما لا يتوفر في نظام القوائم.

ميزة نظام القوائم الانتخابية تظهر عندما تكون هناك برامج متنافسة وإرث انتخابي، بحيث يختار الناخب البرنامج بغض النظر عن الثقة في المرشح، فالمنافسة بين البرامج وليس الأشخاص. تاريخيا، تم انتخاب أول مجلس إدارة للاتحاد في أواخر 2012، وقد فاز بها الأستاذ أحمد عيد الحربي، أي إن أول انتخابات تمت قبل سبع سنوات تقريبا، مما يبين حداثة تجربة الانتخابات.

في تلك الانتخابات كان للمرشحين برامج انتخابية معلنة، ولكن من خلال تتبع الصحف والأخبار نجد أن التركيز انصب على المترشح لمنصب الرئيس أكثر من التركيز على برنامجه الانتخابي، وهذا يحمل دلالة واضحة على أن شخص المرشح يلعب دورا كبيرا في انتخابه أكثر من برنامجه الانتخابي.

إذا كان هذا التصور صحيحا فمن المنطقي القول بأن البرنامج الانتخابي، وهو إحدى نقاط القوة في نظام القوائم الانتخابية، مجرد منتج ثانوي لا يعول عليه في اختيار القائمة الانتخابية، وعليه يخسر نظام القوائم الانتخابية أهم مميزاته. كذلك إذا كان شخص المترشح لمنصب الرئيس هو العامل الجوهري في اختياره، فإن علاقة الناخب ومعرفته به هو ما يعول عليه عند التصويت. في المحصلة نجد أن هذه الممارسات تحاكي نظام الانتخاب الفردي وليس نظام القوائم الانتخابية.

التصويت في الانتخابات هو تصويت للمصالح، فالناخب يصوت للمرشح الذي يعتقد أنه يخدم مصلحته. وبالنظر إلى مكونات الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم نجد أنها تضم ممثلين من أندية الدرجة الممتازة والدرجة الأولى والثانية والثالثة، بالإضافة إلى ممثلين لروابط دوري الأندية المحترفة

واللجنة الأولمبية العربية السعودية. مصلحة كل ممثل تختلف باختلاف الجهة التي يمثلها فنظريا هو ينتخب من يخدم مصلحة الجهة.

نظام القوائم قد يخدم المصالح المختلفة إذا كانت البرامج الانتخابية شاملة ومتنوعة ولدى القائمة الانتخابية القدرة على التنفيذ، ولكن واقع الحال كما أوضحت في هذا المقال يبين أن شخص المترشح هو الفيصل في الاختيار، لذلك أقترح مراجعة نظام القوائم الانتخابية الذي تبناه النظام الأساسي للاتحاد ولائحة الانتخابات والتفكير في تبني نظام التصويت الفردي، وذلك لضبط الممارسات الانتخابية، مما يخدم مصلحة كرة القدم السعودية وتطويرها.

@MeshalFaraj