إعلام جماعة الإخوان

الاحد - 12 مايو 2019

Sun - 12 May 2019

حرصت جماعة الإخوان المسلمين منذ تكوينها على امتلاك مجموعة من الشخصيات التي تدافع عن مشروعها وفكرها عبر صحف ومجلات مملوكة لأفراد وكينات تتبع الجماعة عقديا وفكريا أو حتى تنظيميا، وأخرى اشترت فيها مواد إعلانية في شكل محتوى إعلامي، لتهاجم خصومها من خلالها وتدعم آخرين لخدمتها، ووظفت ذلك الإعلام في صراع ممتد منذ نشأة الجماعة.

ولم تمر خمس سنوات على نشأة التنظيم حتى أعلن المؤسس حسن البنا تدشين أول جريدة أسبوعية تولى رئاسة تحريرها بنفسه، وكان ذلك عام 1933، وظلت منتظمة الصدور حتى عام 1938.

وامتلك التنظيم صحفا مثل النذير وغيرها التي نجح من خلالها في نشر فكر التنظيم. وتعد مجلة الدعوة أهم وسيلة إعلامية امتلكتها الجماعة. وعلى قدر خلافها مع السلطات المصرية كانت منصاتها الإعلامية تسمح بها أجهزة الأمن المصرية في التسعينات من القرن الماضي، فأصدرت صحف الأسرة العربية والوفاق عربية، وكانت تشتري صفحات في جريدتي النور والحقيقة. وهنا نجحت الجماعة في أن تصل إلى القارئ العربي، ولبث بروباجندا الجماعة شاركت في محطات فضائية، منها قناة الحوار.

عام 1996 مفصلي في تاريخ الإخوان الإعلامي عندما قرر أمير قطر حينها، حمد بن خليفة تدشين فضائية «الجزيرة»، فأوكل إدارتها الفنية إلى الإخوان، وتم تخصيص برنامج الشريعة والحياة للأب الروحي للإخوان، يوسف القرضاوي الذي أشرف مع آخرين من الجماعة على نشأة النظام التعليمي في قطر بعد هجرته إليها إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

نجح القرضاوي وعدد آخر من الإخوان في التغلغل في مفاصل دولة قطر، خاصة التعليم وفي تشكليل فكر هذه الدولة، ووجدانها السياسي.

لا يستغرب عداء دولة قطر لدول عربية أخرى مستقرة أو نهج المتناقظات السياسية لا يعدو كونه انعكاسا لتعاليم الجماعة التي نشأ عليها أمراء وقادة قطر. «الجزيرة» على قدر استضافة أمراء التنظيمات المتطرفة ضمن برامجها كانت تشن تلك الفضائية حربا مفتوحة على الأنظمة العربية المستقرة، في محاولة لنشر الفوضى الخلاقة ولغة الدم التي وجدنا أثرها في أحداث 11 سبتمبر 2001 وما أنتجه ربيع الثورات العربي عام 2011 حتى ظهر علينا «داعش» وإخوته، ومن قبل تنظيم «قاعدة الجهاد» وغيره من التنظيمات الدينية المسلحة في كثير من عواصمنا العربية.

أدركت جماعة «الإخوان المسلمين» أهمية الإعلام ودوره في نشر أفكارها وخوض معاركها من خلال الشاشة الصغيرة، حتى أنشأت في مصر قناة مصر 25، وبعد غلقها كانت قنوات مكملين والشرق وغيرها من المحطات التي يتم شراء برامج فيها أو تجنيد إعلاميين فيها في محاولة لإيصال الرسالة والاستفادة من أكبر عدد من الجمهور.

لم يكن هذا دور المحطات الفضائية المملوكة للإخوان فحسب، وإنما تصفية حسابات مع خصوم الجماعة التي كانت ترى الأنظمة العربية خصومها الحقيقيين، فسعت إلى نشر الإشاعات والأكاذيب عبر منصاتها لتحقيق الهدف المنشود، والأخطر أنها استضافت تجار الدم من التنظيمات كافة لنشر رسالتهم، في توأمة إعلامية وتنظيمية كانت وما زالت محل رصد.

جماعة الإخوان استخدمت الإعلام لتمرير أجندتها في خفاء، على سبيل المثال القنوات التي تشتري فيها الجماعة برنامجا معينا، المشاهد العربي ينخدع في توجه هذا البرنامج.

ولمحاربة فكر الإخوان يجب أن يكون لدى الدول العربية إعلام قوي يستطيع تعرية فكر الإخوان.