حسن علي القحطاني

نظام طهران.. الطلقة الأخيرة في الرأس

السبت - 11 مايو 2019

Sat - 11 May 2019

تعبر الآن حاملة الطائرات أبراهام لينكون بكامل طقمها من مدمرات وفرقاطات وزوارق حربية مياه البحر الأحمر باتجاه الخليج العربي، وهذا يتزامن مع وصول أربع قاذفات من طراز B52 إلى القاعدة الأمريكية في قطر، هذه ليست المرة الأولى التي ترسل فيها الولايات المتحدة الأمريكية حاملة الطائرات أبراهام لينكون إلى الخليج العربي، لكن هذه السفينة الأمريكية الأضخم في العالم بات اسمها مرتبطا بالحروب والأعمال العسكرية، فقد شاركت في حرب تحرير الكويت (عاصفة الصحراء) عام 1991، وقادت قوة المهام الموحدة في الصومال عام 1992، كما قادت العمليات العسكرية في الصومال عام 1998 وفي أفغانستان عام 2001، إضافة إلى مشاركتها في غزو العراق عام 2003. حاملة الطائرات ترافقها مجموعة سفن يطلق عليها القوة البحرية الضاربة، وتتألف من 4 مدمرات وفرقاطات حربية وعدد من الزوارق الحربية المصنفة بأنها عالية القتالية، ويمكن لحاملة الطائرات هذه حمل 90 طائرة من نوع F18 وF35 وطائرات استطلاع من نوع E-2 هوك آي، أما قاذفة B52 المصنعة عام 1961 فتعد من أقوى وأهم الأسلحة الأمريكية وتحديدا فيما يطلق عليه عملية القصف الانبساطي أو الصدمة والرعب، وقد شهدت عمليات تطوير وتحديث هائلة فأصبحت قادرة على حمل قنابل وصواريخ نووية أو صواريخ يمكن توجيهها بالليزر.

السبب المعلن لتحرك هذه القوة الضاربة هو ما جمعته الاستخبارات الأمريكية من تقارير بمساعدة من استخبارات الكيان الصهيوني تفيد بأن هناك خططا إيرانية لهجمات منسقة في مضيق باب المندب عبر ميليشيات موالية لها، في إشارة إلى ميليشيات الحوثيين، ستضر بمصالح وأمن المنطقة، كما أن الإيرانيين خططوا أيضا لاستهداف القوات الأمريكية في الخليج العربي بواسطة طائرات مسيرة تملكها القوات الإيرانية، وتشمل القوات الأمريكية المنتشرة في العراق أو سوريا أو الكويت، والسبب الأهم في رأيي هو نشر صواريخ باليستية إيرانية في العديد من المواقع المحاذية لدول الخليج العربي، والتي ربما يصل مداها إلى تل أبيب، إضافة إلى أن طهران ستتنصل من التزامات الاتفاق النووي بعد التصدع الواضح في موقف الأوروبيين منه، فجاء تهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني - الأربعاء الماضي - باستئناف تخصيب اليورانيوم، وإيران تملك مخزونا كبيرا من اليورانيوم المخصب، ونحو 20 ألفا من أجهزة الطرد المركزي، الأمر الذي قد يكون كافيا لإنتاج ما بين 8 و10 قنابل نووية، بحسب تقديرات البيت الأبيض، وهذا لن يكون مقبولا أبدا.

أخيرا، فيما تمضي واشنطن في إجراءات تصعيدية، أتوقع أن حشر إيران في الزاوية سيدفعها إلى أحد أمرين، فإما الهرولة إلى المفاوضات مرغمة، وهذا أفضل وأقرب الحلول السلمية لنجاة نظام طهران، ويأتي ضمن مسلمات الاستراتيجية العسكرية الأمريكية المتمثلة في إظهار القوة مع الحرص على عدم استخدامها، ويأتي أيضا متوافقا مع حرص واشنطن على إيجاد توازنات تخدم مصالحها وتحقق أهدافها، أو أن إيران ستتعامل مع هذا الأمر بنرجسية عالية، مما ينذر باقتراب قيام حرب قد يشعلها أي خطأ مقصود أو غير مقصود، وستكون بمثابة الطلقة الأخيرة في رأس نظام طهران وميليشياته.

hq22222@