مي محمد الشريف

المغزى من ظهور البغدادي!

الخميس - 02 مايو 2019

Thu - 02 May 2019

18 دقيقة كانت مدة الفيديو الأخير بعنوان «في ضيافة أمير المؤمنين»، والذي ظهر فيه زعيم جماعة داعش الإرهابية «أبوبكر البغدادي» في مشهد يعيد للذاكرة مقاطع أسامة بن لادن، مرتديا سترة باللون الكاكي وبجانبه سلاح كلاشينكوف، منهمكا بشؤون التنظيم الجهادية، متوعدا أعداءه بحرب استنزافية دموية. ويعد هذا الظهور الثاني للبغدادي بعد إلقائه خطبة الجمعة في مسجد النوري في الموصل عام 2014، والتي أعلن فيها إقامة دولة الخلافة وتنصيب نفسه خليفة المسلمين.

تضاربت الأقوال حول أسباب ظهور البغدادي، ولكن من المؤكد أنها محاولة لاستعادة الأضواء بعد صمت استمر لأشهر حول مقتله أو إصابته في غارة جوية أمريكية، وخروجه هو تأكيد لمتابعة العمل بعد خسارة منطقة باغوز واستسلام آلاف العناصر مع عوائلهم لقوات سوريا الديمقراطية، لذلك يعتبر ظهوره دعما معنويا لبقية المقاتلين المنتشرين، وحافزا للمتعاطفين والمتبرعين للتحرك.

ولكن لم لا يكون البغدادي ضمن خطة إيرانية لتشتيت عمل الولايات المتحدة ضدها؛ فقد استضافت طهران لسنوات بعض أعضاء القاعدة وداعش، وبعضهم ما زالوا يعيشون داخل أراضيها وتحت حمايتها أو على حدودها مع أفغانستان. فقد تزامن ظهور زعيم داعش بشكل غريب مع قرارات واشنطن ضد إيران بعد تصنيف الحرس الثوري كتنظيم إرهابي ورفع مستوى العقوبات الاقتصادية، وأخيرا فرض حظر كامل على تصدير النفط الإيراني وعدم تمديد أي إعفاءات لأي دولة، فاتخذت إيران البغدادي والتنظيم الإرهابي كأحد أحجار الشطرنج في الرد على أمريكا بأسلوب ملتو واستراتيجية الحرب بالوكالة، بعد تزايد الضغط عليها والعجز عن الرد بشكل مباشر.

في الفترة المقبلة سنرى عمليات إرهابية يتبناها داعش بمباركة إيرانية خفية لتوجيه أنظار العالم لدعم الحرب على داعش والضغط على أمريكا ومنع قيام أي جبهة عالمية ضد إيران وأذرعها العسكرية في دول أخرى.

وعلى الصعيد العراقي الداخلي فإن عودة البغدادي للظهور في هذه الفترة قد تكون محاولة من التنظيم المدعوم من طهران لنسف التقارب العراقي السعودي، والذي أثمر مؤخرا بتأسيس «مجلس تنسيق مشترك»، وتوقيع 13 اتفاقية بين البلدين في مجالات عدة منها الطاقة والنفط والاستثمار والزراعة. هذا التقارب حاربته إيران سياسيا بزيارات دبلوماسية متكررة إلى بغداد وضغط ديني مباشر انتهى بانتقاد المرشد الإيراني علي خامنئي التقارب العربي.

سمحت إيران بدخول مئات من كبار الشخصيات في حركة طالبان إلى أراضيها، ومن بينهم:

أفراد من عائلة بن لادن «إحدى زوجات بن لادن وولداه، خالد، والذي قتل مع بن لادن في الغارة الأمريكية عام 2011 على بلدة أبوت أباد، وسعد الذي قتل وابنته إيمان عام 2009.

سليمان أبوغيث، وهو مواطن كويتي الأصل وزوج ابنة بن لادن، وقد هرب إلى تركيا الشهر الماضي.

سيف العدل، وهو مواطن مصري وقائد اللجنة الأمنية لتنظيم القاعدة.

محمد المصري، والذي يقال إنه العقل المدبر لتفجير السفارة الأمريكية في شرق أفريقيا عام 1998.

ReaderRiy@