باسم مخدوم

المدة النظامية للابتعاث

الخميس - 02 مايو 2019

Thu - 02 May 2019

يمر الطالب المبتعث بمراحل عدة خلال فترة ابتعاثه للدراسة في الخارج. مرحلة الإعداد تتخللها دراسة اللغة والبرامج التحضيرية، المراحل العليا تتمثل في دراسة الماجستير والدكتوراه والبرامج الطبية التي تخص مبتعثي التخصصات الطبية. ولعلي أركز على مرحلة الدكتوراه، حيث إن المتطلبات الأساسية التي يطالب بها المبتعث هي كتابة بحث التخرج واجتياز مواد دراسية (حسب التخصص والجامعة)، إضافة إلى النشر العلمي والمشاركة في المؤتمرات العلمية. كل ذلك مطلوب خلال مدة زمنية تتراوح ما بين أربع وخمس سنوات لإكمالها.

حين عملت في الملحقية الثقافية زارني أحد الطلاب وهو موظف مبتعث من جامعة وقد استكمل جميع التمديدات النظامية لمدة البعثة في مرحلة الدكتوراه. وبين رغبته للحاجة بتمديد البعثة لمدة عام آخر، حتى يكمل ما تبقى من الدراسة. أوضحت له أن طلبه يتخطى المدة النظامية، فأجاب بأنه تعرض لظروف عصيبة أثناء فترة الدراسة وأصر على إرسال طلبه إلى جهة ابتعاثه، حيث إنها ستتفهم وضعه على حد قوله. أوضحت له أهمية ذكر المبررات المقنعة التي دعت للحاجة لطلب تمديد يتخطى المدة اللائحية، حيث إن جهة الابتعاث قد ترفض الطلب حسب النظام، أو قد تطرح خيارات بديلة للمتابعة.

جهات الابتعاث تتبع لوائح ومواد الابتعاث وتنتهج المسار النظامي في معالجة جميع احتياجات المبتعث بما فيها معالجة حاجة المبتعث إلى تمديد البعثة. في نظام مبتعثي الجامعات يستحق المبتعث ثلاثة تمديدات للبعثة، حيث إن الأخير استثنائي للحاجة الملحة نظرا لظروف الدراسة. يواجه الطلاب ظروفا صحية ودراسية قد تكون خارجة عن إرادتهم ويترتب عليها تأخر في اجتياز متطلبات المرحلة. نسبة من يواجهون هذه الظروف بسيطة جدا مقارنة بمن يطلب التمديد للبعثة خارج المدة النظامية وليس لديه مبررات تخدم طلبه. في كل الحالات يعتبر التمديد خارجا عن المألوف ويتخطى المدة النظامية.

غالبا يرفض طلب التمديد بسبب استنفاد المدة النظامية. والمتابعة المستمرة لأداء الطالب في الجامعة تجعل حاجته إلى التمديد محدودة. تتشارك الملحقية وجهة الابتعاث مهام المتابعة الدراسية التي تبدأ من بداية طلب التمديد الأول حتى الأخير. إحاطة جهة الابتعاث أيضا بصورة دورية من قبل المبتعث تسهل من البت في القرارات المتعلقة لحاجة المبتعث دراسيا أو وضع حلول مبكرة حتى لا تتراكم المشاكل، والتي ينتج عنها التأخر في الحصول على الدرجة.

المشرف الدراسي في الجامعات الأجنبية قد يستفيد من تأخر الطالب، وذلك لأسباب بحثية تخص النشر العلمي الذي يتجاوز المتطلب لإتمام المرحلة، قد لا يخدم ذلك الطالب، خاصة إذا كان له تأثير على نظامية مدة البعثة للمرحلة، وسبب في تأخر نيل الدرجة. وإكمال الدرجة العلمية في الوقت النظامي يضع الطالب بعيدا عن القلق بشأن وضع البعثة وما يترتب عليه من الضمانات ونظامية بقائه في بلد الابتعاث.

إجراء الأبحاث واستمرارية النشر العلمي بعد التخرج والعودة إلى الوطن يساعدان على فتح آفاق التعاون الدولي بين جامعاتنا والجامعات الأجنبية، ويساهمان في تنمية الأنشطة البحثية داخل الأقسام والكليات. لا يتحقق ذلك إلى من خلال طلابنا في الخارج ممن درسوا في تلك الجامعات وعادوا ليكملوا مسيرتهم البحثية داخل جامعتنا.

BasimMakhdoum@