أحمد صالح حلبي

من يعالج المريض يا وزير الصحة؟

الخميس - 02 مايو 2019

Thu - 02 May 2019

لم نعد نعرف ما إذا كانت الخدمات الصحية للمواطنين واجبا تؤديه وزارة الصحة، أم إنها أصبحت مجرد خدمات روتينية تؤدى للمواطنين، سواء كانوا ممن يعانون أمراضا بسيطة أو شديدة؟ فحال بعض مستشفياتنا أعادنا لذكريات عقود مضت يوم كان المرضى يحصلون على علاجهم من نوع واحد وإن اختلفت الأمراض، ويأتي الدواء مقرونا بعبارة يقولها الصيدلي «حبة صبح، حبة ظهر، حبة ليل»، بمعنى أن العلاج لثلاث مرات في اليوم بعد الوجبات الثلاث، وإن بحثت عن ذلك العلاج لوجدته مجرد مسكن للألم.

وما أعاد ذكريات تلك العقود الماضية ما تلقيته عن حالة مواطن داخل مستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة، يشكو ألم النفس قبل ألم الجسد، باحثا عن أذن تسمع صرخته، أو مسؤول يلبي مطلبه، فلا يجد ردا على صرخته سوى معاملة ورقية ذاهبة وأخرى قادمة لا تحمل في مضمونها ما يبشر بعلاجه، وكأن مرضه أصبح عضالا وعلاجه بات مستحيلا، فإلى من يذهب يشكو حاله وينقل معاناته؟

الحالة لا يصعب علاجها داخليا أو خارجيا، لكنه يصعب إيصالها للمسؤولين بوزارة الصحة الذين جعلوا من رقم (937) فاصلا بينهم وبين المواطنين، معتقدين أنه وسيلة اتصال وتواصل ناجحة بين المرضى والوزارة، غير أن هذا الرقم يبدو أنه خصص للتجاوب مع حالات وتجاهل أخرى، وهذه حالة مواطن شاب يرقد بغرفة (410) بقسم العظام بمستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة، أحد الذين تواصلوا مع رقم الاتصال (937) أكثر من مرة للبحث عن حل لمشكلته، بعد أن أفاد المستشفى بعدم إمكانية علاجه، غير أن اتصاله لم يصل لصاحب القرار، إما لأن الخط كان مشغولا أو أن الشبكة بها ضغط، فبقي على سريره داخل غرفته حتى اللحظة منتظرا يوما قادما محملا بالآمال.

وإن كان الرقم (937) لم يتجاوب مع مطلب المواطن أو حتى لم يخفف من ألمه، فإن الهيئة العليا كانت أكثر قساوة معه، إذ جاء ردها قائلا «التقرير الطبي غير واضح نأمل الرفع فقط في حال وجود توصية للعلاج بالخارج مع توضيح الخطة العلاجية التي لا تتوفر في الداخل وتتوفر بالخارج»، وهنا نسأل من الذي يعد التقرير الطبي أهو المواطن المريض أم المستشفى الذي يعالجه؟

فإن كان المواطن نفسه هو من يعد التقرير الطبي، فإنني أتفق مع رأي الهيئة العليا وعلى المواطن إعداد تقرير طبي كامل وواضح. أما إن كان إعداد التقرير من قبل المستشفى المعالج، فهنا أسال: أين هي إدارة المستشفى وكوادرها الطبية واستشاريها؟ أيعجزون جميعا عن إعداد تقرير طبي واضح عن حالة مريض؟ إن كانوا عاجزين عن ذلك، فما هو دور إدارة التقارير الطبية بالمستشفى؟

وقبل الختام، إن حالة هذا المواطن واحدة من حالات عدة، لكنه مؤمن بأن شمس الحقيقة ستسطع وتنير، وأن صوته سيصل يوما لصاحب القرار، لذلك يصر على مواصلة مطلبه بالبحث عن علاج لحالاته، حتى وإن بقي على مسكنات لإسكات ألمه، وخطابات صادرة من المديرية العامة للشؤون الصحية في مكة المكرمة ـ إدارة أهلية العلاج إلى مديرية الشؤون الصحية في جدة الهيئة الطبية العامة.

وأسال: من ينقذ مواطنا شابا ويعيد له البسمة الغائبة يا وزير الصحة؟

[email protected]