المعالم المكية والمؤثرات الظرفية على المسميات

المعالم المكية الثابتة لا تتغير مسمياتها بحكم الدين والتاريخ والمكانة كالكعبة والمقام والصفا والمروة، وهناك معالم لها مسميات ظرفية تتغير بتغير الزمان أو الأشخاص، أو الحوادث والأحوال

المعالم المكية الثابتة لا تتغير مسمياتها بحكم الدين والتاريخ والمكانة كالكعبة والمقام والصفا والمروة، وهناك معالم لها مسميات ظرفية تتغير بتغير الزمان أو الأشخاص، أو الحوادث والأحوال

الأربعاء - 07 يناير 2015

Wed - 07 Jan 2015



المعالم المكية الثابتة لا تتغير مسمياتها بحكم الدين والتاريخ والمكانة كالكعبة والمقام والصفا والمروة، وهناك معالم لها مسميات ظرفية تتغير بتغير الزمان أو الأشخاص، أو الحوادث والأحوال.

ومن عادة أهل مكة السهولة في التسميات مع الظرافة المعهودة في الطبيعة الحجازية، فتأتي التسميات أحيانا تحمل موقفا مضحكا، أو حدثا حزينا، كما هو مثبت في تاريخ مكة المعاصر، والأرباع والشوارع والأزقة والبيوت والأحواش والدكاكين والمواقع، كثير منها لا يخلو من مسمى يعرف به، من أمثال القصر المشنشن وزقاق الكراث، وربع الدشيشة، والشارع الأعظم، وحوش القبان، وشونة الجراية، وحي الجودرية.

ونرى في الدفاتر السلطانية ظاهرة تغير الأسماء من وقت إلى آخر، وزيادة في التعريف تذكر الاسم الجديد واسم الشهرة، وهو دلالة على الطبيعة المكية في ربط الأماكن والمواقع بالأسماء والأحداث.

في القشاشية مكان اسمه المنشية واشتهر بذلك، تحول فيما بعد باسم سوق الخضرية نسبة إلى بيع الخضرة في نفس المكان.

وكان قريبا من المحناطة في بداية القرارة ربع اسمه ربع الرز كان شهيرا بربع الحمام ورد ذلك في كشف الصك رقم 94 صحيفة 48.

وفي حارة القرارة أيضا ربع يسمى ربع الدشيشة نسبة إلى الشيخ عبدالرحمن الدشيشة الزمزمي رحمه الله، ثم تحول الاسم فيما بعد إلى ربع مغازل نسبة إلى الشيخ حسن على مغازل رحمه الله.

وكثيرا ما يرد في الصكوك ربع الميضأة وتكتب بغير همز (الميضاة)، وتقع في حارة القشاشية بمقابلة رحبة باب السلام الكبير، كان فيما قبل مشتهرا بربع الحريرية ورد في صك رقم 85 صحيفة 38.

وفي القرارة ربع العزب وتحول فيما بعد بربع الصيارف، وخان البن في حارة القرارة كان شهيرا بخان الترك كما في الكشف رقم 49 ص 27.

وكان في المسعى ما يسمى بالدهليز الصغير تحول إلى دهليز الميرغني، ووردت أسماء عدد من المنازل الوقفية وغيرها من أمثال الدار الشهيرة بأم الدرج من أوقاف قايتباي، فيما يخص الشيخ حسن مغازل بحي المحناطة داخل الرحبة السماوية، وفي كشف تسمى أبو الدرج تبعا للتأنيث والتذكير للمبنى.

ووردت أسماء بعض المقاهي المحاذية للأوقاف من أمثال قهوة الكندرة، إلى غير ذلك من الأزقة والأحياء والأسواق والشوارع والمداخل والأربطة والأبواب، وفي كتاب عبدالله أبكر (أزقة مكة صور وحكايات من عبق التاريخ) شيء كثير من ذلك.