كلام مضغوط في فن إدارة الضغوط
الجمعة - 19 أبريل 2019
Fri - 19 Apr 2019
حضرت مؤخرا ورشة عمل مركزة عن إدارة الضغوط في بيئة العمل. بدأت الورشة بطرح تساؤل عام مفاده: لماذا زاد الاهتمام في وقتنا الحالي بوجوب نشر معرفة إدارة وفن التعامل مع ضغوط العمل؟ الإجابة كانت أن الحياة أصبحت متطلبة جدا في جميع نواحيها الاجتماعية والمهنية وفي تفاصيلها اليومية، لذلك يجب التعامل مع ضغوط الحياة بشكل عام ومن أهمها ضغوط العمل لأنه مكون أساسي في معيشتنا.
أكدت إحدى الدراسات التي أعدتها منظمة الصحة العالمية أن كل زيارتين من ثلاث زيارات طبية لها علاقة بالضغوط والإجهاد واللذين لهما علاقة بأمراض كثيرة قد تصل إلى الاكتئاب الحاد. الضغط والإجهاد النفسي موجودان عند الجميع ولكن لا يمكن تعميمهما، لأن تأثيرهما يعتمد على طبيعة الأشخاص وكيف يديرون مسبباتهما. من لا يتمتع بمهارات كافية يعاني من آثارهما أكثر من غيره. وجد أن من أهم مسبباتهما رفع التوقعات عند الأفراد والتي إن لم توافق الواقع يؤدي ذلك إلى الضغوط. لذلك يفضل ألا نضع بعض التوقعات منذ البداية لبعض الأمور الهامشية في الحياة أو العمل!
يذكر أن هناك نوعين من الضغوط هما EUSTRESS وهو الضغط النافع والمفيد ويعتبر محفزا بشكل عام. يحدث EUSTRESS عندما تضيق الفجوة بين ما يمتلكه المرء وما يريده، الهدف هنا ليس بعيد المنال ولكنه لا يزال أكثر بقليل مما يمكن للمرء التعامل معه، هذا يعزز التحدي والدافع لأن الهدف يلوح في الأفق.
والنوع الآخر DISTRESS وهو السلبي والضار جدا في حالة أصبح مزمنا، هنا من الضروري التعامل مع المضار التي قد تصل إلى مرحلة BURNOUT وهو الاحتراق النفسي الداخلي. الاحتراق الداخلي مرض نفسي يتسم بمجموعة من العلامات والأعراض والمتغيرات السلبية جدا في السلوكيات المهنية والاجتماعية.
باختصار لا حل نموذجيا أو تقنية مثلى لإدارة الضغوط، ولكن هناك كثير من الوسائل التي نحن نحدد ما يناسبنا منها ومن ثم يعتمد نجاحها علينا فقط. آثار الضغوط الأولية قد لا تكون واضحة للعيان، ولكن من علاماته اضطراب النوم والإجهاد والعصبية الزائدة والمتغيرات الصحية من ارتفاع لضغط دم أو نبضات القلب.
لنسأل أنفسنا كم مرة نستيقظ ليلا للتفكير بأشياء كثيرة مالية أو عاطفية أو مهنية وما هو إحساسنا الداخلي عند الذهاب للعمل وماهيّة علاقاتنا مع رؤسائنا ومرؤوسينا وزملائنا بشكل خاص. إذا لم نستطع أن نتحكم بهذه الآثار فهي ضغوط، أما إن سيطرنا عليها فهي تحديات تحفزنا للإنجاز والاستمتاع بالحياة.
الضغط المهني ينشأ عادة عندما تكون متطلبات الوظيفة لا توافق قدراتنا أو لمحدودية الإمكانات المتاحة لنا لإنجاز العمل. المثل الغربي الشهير القائل إن «الموظفين لا يتركون وظائفهم بسبب سوء العمل، بل نتيجة سوء رؤسائهم»، يبدو أنه مطابق للحقيقة أيضا، كما ذُكِر وأحد مسببات الضغوط. من ناحية أخرى، آخر ما تريد كرب عمل أن يكون لديك موظف محبط بسبب سعيه للكمال، فهو قلق في كثير من الأحيان، خاصة حول الأشياء غير المهمة.
ختاما، نقول: يجب تقبل الضغوط كنوع من الاستمتاع بالحياة ومواجهة تحدياتها، وهذا من ميزة البشر وهي التكيف مع المتغيرات وما هو جديد. الأجدى أن نتقبل الضغط ومسبباته ولا ننسحب من التعامل معه ومن ثم نصبح ضحية للحياة وصعابها. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها من خطاياه».
@MSNABQ
أكدت إحدى الدراسات التي أعدتها منظمة الصحة العالمية أن كل زيارتين من ثلاث زيارات طبية لها علاقة بالضغوط والإجهاد واللذين لهما علاقة بأمراض كثيرة قد تصل إلى الاكتئاب الحاد. الضغط والإجهاد النفسي موجودان عند الجميع ولكن لا يمكن تعميمهما، لأن تأثيرهما يعتمد على طبيعة الأشخاص وكيف يديرون مسبباتهما. من لا يتمتع بمهارات كافية يعاني من آثارهما أكثر من غيره. وجد أن من أهم مسبباتهما رفع التوقعات عند الأفراد والتي إن لم توافق الواقع يؤدي ذلك إلى الضغوط. لذلك يفضل ألا نضع بعض التوقعات منذ البداية لبعض الأمور الهامشية في الحياة أو العمل!
يذكر أن هناك نوعين من الضغوط هما EUSTRESS وهو الضغط النافع والمفيد ويعتبر محفزا بشكل عام. يحدث EUSTRESS عندما تضيق الفجوة بين ما يمتلكه المرء وما يريده، الهدف هنا ليس بعيد المنال ولكنه لا يزال أكثر بقليل مما يمكن للمرء التعامل معه، هذا يعزز التحدي والدافع لأن الهدف يلوح في الأفق.
والنوع الآخر DISTRESS وهو السلبي والضار جدا في حالة أصبح مزمنا، هنا من الضروري التعامل مع المضار التي قد تصل إلى مرحلة BURNOUT وهو الاحتراق النفسي الداخلي. الاحتراق الداخلي مرض نفسي يتسم بمجموعة من العلامات والأعراض والمتغيرات السلبية جدا في السلوكيات المهنية والاجتماعية.
باختصار لا حل نموذجيا أو تقنية مثلى لإدارة الضغوط، ولكن هناك كثير من الوسائل التي نحن نحدد ما يناسبنا منها ومن ثم يعتمد نجاحها علينا فقط. آثار الضغوط الأولية قد لا تكون واضحة للعيان، ولكن من علاماته اضطراب النوم والإجهاد والعصبية الزائدة والمتغيرات الصحية من ارتفاع لضغط دم أو نبضات القلب.
لنسأل أنفسنا كم مرة نستيقظ ليلا للتفكير بأشياء كثيرة مالية أو عاطفية أو مهنية وما هو إحساسنا الداخلي عند الذهاب للعمل وماهيّة علاقاتنا مع رؤسائنا ومرؤوسينا وزملائنا بشكل خاص. إذا لم نستطع أن نتحكم بهذه الآثار فهي ضغوط، أما إن سيطرنا عليها فهي تحديات تحفزنا للإنجاز والاستمتاع بالحياة.
الضغط المهني ينشأ عادة عندما تكون متطلبات الوظيفة لا توافق قدراتنا أو لمحدودية الإمكانات المتاحة لنا لإنجاز العمل. المثل الغربي الشهير القائل إن «الموظفين لا يتركون وظائفهم بسبب سوء العمل، بل نتيجة سوء رؤسائهم»، يبدو أنه مطابق للحقيقة أيضا، كما ذُكِر وأحد مسببات الضغوط. من ناحية أخرى، آخر ما تريد كرب عمل أن يكون لديك موظف محبط بسبب سعيه للكمال، فهو قلق في كثير من الأحيان، خاصة حول الأشياء غير المهمة.
ختاما، نقول: يجب تقبل الضغوط كنوع من الاستمتاع بالحياة ومواجهة تحدياتها، وهذا من ميزة البشر وهي التكيف مع المتغيرات وما هو جديد. الأجدى أن نتقبل الضغط ومسبباته ولا ننسحب من التعامل معه ومن ثم نصبح ضحية للحياة وصعابها. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها من خطاياه».
@MSNABQ