حذامي محجوب

جناح المملكة في معرض تونس للكتاب.. رافد علم وإنارة

الأربعاء - 10 أبريل 2019

Wed - 10 Apr 2019

شهدت المملكة خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تطورا واكب النمو التقني المتسارع على جميع المستويات في العالم، وهذا التطور المتسارع والتغييرات الجذرية التي شهدتها المملكة انعكست على علاقاتها بالدول العربية والإسلامية والدولية ومنها تونس، فقد تعززت علاقاتهما، ولا سيما في مجال تبادل الخبرات والتجارب في جميع المجالات ومنها الثقافي.

وتجسدت ملامح علاقات التعاون التونسية السعودية في مجال الثقافة خلال السنوات الثلاث الأخيرة في ظل الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين وأخيه الرئيس الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية، وذلك من خلال مجموعة من الاتفاقيات والمشاريع التي بدأ تنفيذ بعضها وبعضها الآخر في طور التنفيذ.

وتداوم المملكة في كل عام على المشاركة في معرض تونس الدولي للكتاب، ويحرص سفير خادم الحرمين لدى تونس محمد العلي شخصيا على الحضور على عين المكان لضمان حسن تسيير جناح المملكة، وهو جناح مميز في المعرض، وقبلة للعديد من الزوار التونسيين والوافدين الأجانب، إذ يحوي كل عام مئات العناوين من مختلف الإصدارات.

وقد شاركت السعودية في الدورة الـ 35 لمعرض تونس الدولي للكتاب هذا العام، والذي افتتحه رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد في 6 أبريل 2019 بقصر المعارض للكرم بمشاركة 319 عارضا من 24 دولة عربية وأجنبية، وتوقف الشاهد خلال جولته بالمعرض عند جناح المملكة، وكان في استقباله سفير خادم الحرمين لدى تونس والملحق الثقافي بالسفارة الدكتور محمد التوم ومدير الملحقيات والمكاتب التابعة للسفارة، واطلع رئيس الحكومة التونسية على مضمون جناح المملكة الذي يحتوي على مشاركات العديد من الجهات الحكومية والثقافية والجامعية، إلى جانب الأركان المخصصة للأطفال وللخط العربي والتعريف بالمنح الدراسية، فضلا عن معرض الصور الذي يجسد المملكة وتراثها والصور الباسقة للحرمين الشريفين التي تغطي المحيط الخارجي للجناح، وهذه الصور والمعلقات زادت الجناح جمالا ورونقا، وهي تمنح الزائرين بما تشعه وتبثه من مهابة وتعظيم لهذه الأماكن المقدسة، مزيدا من الإيمان والشوق والاشتياق إلى هذه الأرض الطيبة، كذلك يمنح جناح المملكة خلال دورة معرض الكتاب نسخا مجانية من القرآن الكريم بمختلف اللغات، وهو ما يدخل البهجة في نفوس عديد من الزائرين، خاصة المحتاجين منهم، حيث يتوافد الناس إثر صلاة العصر على الجناح لتسلم كتاب الله الذي يقدمه الركن الخاص بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، والذي يمثل صورة جلية تترجم اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالقرآن وحرصها على نشره في أرجاء العالم، مع التركيز على الرعاية والعناية اللتين توليهما حكومة المملكة لهذا الصرح الإسلامي وما وفرته وهيأته من إمكانات علمية وتقنية لتكون إصداراته من مصاحف وتسجيلات وترجمات وكتب علمية بالدقة والجودة وجمال الإخراج بما يناسب المقام الجليل لتلك الإصدارات.

ويجذب الركن الخاص بمصنع «حياكة كسوة الكعبة المشرفة» المئات من زوار المعرض الذين يحرصون على مشاهدة الكسوة أثناء حياكتها وتطريزها والاستمتاع، بالاستماع إلى شرح موجز حول المراحل التي تمر بها حتى تصل إلى شكلها النهائي من البهاء.

ويشهد الزائرون من كل الطبقات على العناية الفائقة التي يوليها القائمون على خدمة بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة للكعبة المشرفة، والأموال الطائلة التي تنفق في هذا المجال لهي أكبر دليل على كرم قيادة المملكة، وحرصها على القيام بالأمانة التي أوكلت إليها على أحسن وجه.

وتحرص كل الجهات المشاركة في المعرض على تقديم صورة مشرقة عن الجهود الكبيرة للجهات التعليمية والثقافية والأدبية وما وصل إليه التطور الثقافي والفكري في المملكة، وستعقد دورة على هامش معرض تونس الدولي للكتاب الذي سيتواصل لمدة 10 أيام وسيكون للجناح السعودي مشاركتان الأولى هي محاضرة للفنان التشكيلي محمد المنيف حول «الفن التشكيلي السعودي من البدايات الى الحداثة»، والثانية للروائي والكاتب يوسف المحيميد حول «تاريخ الرواية السعودية وتطورها» فضلا عن عدة مشاركات أخرى داخل الجناح.

هنيئا للمملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية بهذه الروابط الثقافية والتاريخية والعربية والدينية واللغوية التي تجمعهما، والتي يحرص على تطويرها والسعي للرقي بها قامتا خادم الحرمين الشريفين وفخامة رئيس الجمهورية التونسية، والتي تعزز وتعمق روابط الصداقة والأخوة بين الشعبين.