محمد حطحوط

هبطت الطائرة في دولة بالخطأ في أمريكا اللاتينية!

السبت - 06 أبريل 2019

Sat - 06 Apr 2019

أكتب هذه الأحرف من سوق الأسماك القديم في دولة لم أعلم أني متجه لها إلا بعد إقلاع الطائرة! القصة بدأت برحلة مع أصدقاء أمريكان لدولة الأرجنتين. خط السير كان مدينة ناشفيل - هيوستن - بنما- الأرجنتين! ظنا مني أن مدينة بنما في ولاية فلوريدا الأمريكية! بعد الوصول لهيوستن، أبديت قلقي للزميل ويتشيل من أن رحلة ما بعد بنما قد تفوت لأن الانتظار تقريبا 55 دقيقة. ولكن كنت أعلل لنفسي بأني لم أزر مدينة بنما في ولاية فلوريدا من قبل، ولو فاتت الرحلة، كتفكير إيجابي، فرصة لاستكشاف مدينة جديدة، بدل الحزن الذي لن يغير في الواقع شيئا!

أقلعت الطائرة من هيوستن، وكانت الصدمة من المضيفة عندما قالت بلغة إنجليزية فيها لكنة إسبانية: أهلا بكم في خطوط كوبا، ونحب إبلاغكم أن هذه الرحلة (الدولية) فيها خمس قنوات للتسلية، نأمل أن تستمتعوا معنا في هذه الرحلة!! هل قالت دولية؟ ملتفتا للمسافر المسكين بجانبي والذي فاجأه السؤال! نعم.. نحن متجهون إلى مدينة بنما سيتي، في دولة بنما في وسط أمريكا اللاتينية!! هنا أطلقت ضحكة مدوية، مبتسما للموقف المجهول الذي نقدم عليه، نظرا لأن رحلة الإقلاع تأخرت ربع ساعة، وهذا في علم المطارات يعني أن رحلتنا القادمة في هذه الدولة المجهولة ستفوت في غالب الأحيان! صديقنا الآخر أليكس، وهو بطل قصة اليوم، خائف جدا لأن هذه أول رحلة له خارج أمريكا! الشعب الأمريكي منكفئ على نفسه، لأسباب جغرافية نظرا لانعزالها عن أوروبا، وأسباب اقتصادية حيث لديه كل ما يريد، وإعلامية وسياسية، قد يطول تفسير هذه الظاهرة الغريبة!

نزلنا في مدينة بنما، وكان المتوقع، فاتت الرحلة التي تقلنا إلى الأرجنتين! ثم أردفت الموظفة القشة التي قصمت ظهر صاحبي أليكس: لا يوجد هناك أي رحلات أخرى، إلا بعد 26 ساعة من الآن! هنا قلت بهدوء الحياة: أليكس.. هل الحزن أو الغضب أو حتى البكاء سيعيد هذه الطائرة من السماء؟ فأجاب: لا! قلت: إذن.. دعنا نستمتع بإجازة يوم كامل مدفوعة في دولة لم يطأها قبل الآن منا أحد! وصلنا عند موظف الهجرة، دخل صاحبي بكل سلاسة بجوازيهما الأمريكيين، عندها حان الدور علي وعلى جوازي الأخضر الأنيق.

وصلت للموظف، حدق فيّ كثيرا، ثم حدق في الجواز أكثر، ثم طال نظره في الشاشة، ثم التفت لضابط في الخلف وبدأ يتحدث معه بلغة إسبانية لا أفهمها، ولكن من الواضح أن هذا المخلوق الفضائي هو محور الحديث! انتهت المساحة.. ونكمل القصة الأحد القادم بإذن الله.

mhathut@