ناصر الهزاني

المنظمات ومستقبل إعلام الذكاء الاصطناعي

الاثنين - 01 أبريل 2019

Mon - 01 Apr 2019

من المتوقع أن تدخل اللوغاريتمات في صناعة المواد الإعلامية وتقديم جيل من الرقميين الجدد، وهو ما ستكون عليه مؤسسات الإعلام والصحافة الكبرى في العالم حيث بدأت ملامح مرحلة التحول تقترب وتتسارع خطواتها يوما بعد آخر.

يبدو التطور المستقبلي لوسائل الإعلام والاتصال المختلفة التي كانت سابقا وقبل عقود ينظر لها على أنها تندرج في خانة الخيال بدت أكثر تحققا لاسيما مع دخول الذكاء الاصطناعي على خط صناعة الخبر، والذي سيتغير معه شكل ومحتوى المواد المقدمة للجمهور بمختلف شرائحه واهتماماته.

هذا الواقع بدأ يفرض نفسه على الدول والمؤسسات الحكومية والخاصة ومختلف قطاعات الأعمال التي تسعى للنجاح والحضور الفاعل والمؤثر في عالم يشهد منافسة قوية بين مختلف الشركات والمنظمات لتأكيد حضورها الفاعل في الرأي العام، وهو ما يحتم عليها الاستعداد الكامل والتخطيط الاستراتيجي المحكم للدخول لمستقبل إعلام الذكاء الاصطناعي.

في الآونة الأخيرة عقد في لشبونة بالبرتغال الملتقى الدولي لاستراتيجيات الأخبار ووسائل الاتصال حيث ناقش مختلف قضايا الإعلام والاتصال الجديدة والتدفق الإخباري وكيف سيبدو مستقبلا.

في حديثها أثناء المؤتمر قالت الكساندرا بورتشاردت رئيسة قسم التطوير الاستراتيجي في معهد رويترز لدراسات الصحافة، إن شكل صحافة المستقبل ابتداء من عام 2025 سيكون معتمدا أكثر على الإنتاج التفاعلي للأخبار.

مما يعني ذوبان الأعراق والانتماءات وحدود الدول أكثر وأكثر، وأن تصبح الرسائل الإعلامية والأخبار وليدة تفاعل جماعي وسيكون الجمهور حاضرا فيها ومؤثرا في صناعتها بشكل أوسع وأكثر فاعلية. وتساءلت، يا ترى لماذا سوف يستمر المتلقي في دفع رسوم أو أجور في مقابل أخبار أو خدمات إعلامية لا تعنيه؟

بناء على هذه المعطيات والدراسات الاتصالية المعمقة فقد بات من المهم أن تستعد الدول والمؤسسات والشركات ومختلف قطاعات الأعمال والشركات لهذا المستقبل استعدادا ذكيا وغير تقليدي بحيث تركز في عملها ونشاطها على تقديم وإبراز ما تجيده وتتميز فيه لدى الرأي العام والجمهور، فالعبرة ليست أن تكون حاضرا لأجل التواجد أو أن تنتج كل شيء، إذ لا بد من التميز والتأثير في عالم يشهد منافسة محتدمة وخيارات متعددة. هذا المستقبل يتطلب تقديم رسائل وحملات إعلامية لفئات محددة وجمهور مستهدف بدلا من أن تكون عامة وعشوائية دون تخطيط، فالرسائل الجماعية لن تكون مقنعة في إعلام الغد الذي يتطلب المنافسة والسرعة والتنوع وملاحقة إيقاع العصر.

سيكون هناك نظام رقمي محكم يتطلب معه إعداد المتخصصين ليقوموا بأداء وظيفتين بدلا من واحدة، حيث سيمتلك الموظف مهارات صناعة الخبر، إضافة إلى المهارات الإدارية التنفيذية حيث ستشهد المرحلة المقبلة شكلا غير متوقع في إدماج الوظائف لتواكب مرحلة التحول المستقبلي لصناعة الأخبار.

إذا أرادت مؤسساتنا الحكومية والشركات الخاصة ومختلف قطاعات الأعمال أن تنجح ويكون لها حضور فاعل ومؤثر على الجمهور فمن الضروري العناية بنوع الخدمات الإعلامية ومستواها وقدرتها على التفاعل مع جمهور مستهدف يجد فيها بغيته وما يبحث عنه ويتجاوب معه.

nalhazani@