استراتيجية وزارة الثقافة

الاحد - 31 مارس 2019

Sun - 31 Mar 2019

أكدت وزارة الثقافة بصفتها الجهة المرجعية الأولى المعنية بتطوير القطاع الثقافي أن دورها الحالي يركز على تنمية القطاع الثقافي وتطويره في سياق التحول الأشمل الذي تشهده المملكة ضمن رؤية 2030، وتمارس الوزارة دورا مهما في تطوير مختلف الكيانات القائمة التي تعنى بالثقافي في المملكة، بما في ذلك الجهات الحكومية والخاصة، ودعم هذه الجهات لتكون أكثر قدرة على المشاركة الفاعلة في تنمية القطاع الثقافي في المملكة، والتنسيق معها في مختلف الفعاليات والمبادرات.

وتضمنت رؤية الوزارة وتوجهاتها عدة محاور عمل رئيسية للتركيز عليها في مواجهة هذه التحديات ولتحقيق ما تطمح إليه من تنمية متكاملة للبيئة الثقافية في المملكة، والأمير بدر بن عبدالله بن فرحان ليس غريبا عن المشهد الثقافي، وقد بدا واضحا أنه يعرف كيف يشق طريقه في هذا المشهد الثقافي ليظهر للعالم كيف يمكن للمملكة أن تكون حاضنة للمواهب المحلية والعربية والعالمية، وتقلب الصورة النمطية عن دول الخليج والعرب عموما وتظهر للعالم أن هذه الأرض ليست صحراء قاحلة ومجرد آبار للنفط، وإنما هي مهد الحضارة والتنوير الإنساني، فالفن والإبداع لا يعرفان الحدود وهما مفاتيح الروح والعقل والحس المرهف.

ولهذا فإن الارتقاء بالذائقة الفنية ورعاية الإبداع يتطلبان بناء مزيد من القرى الترائية وتخصيص «الأتيلهات» والمراسم الاحترافية ونشجيع الفنانين والرسامين على التفرغ.

وزارة الثقافة لا تبدأ من الصفر، فالبنية التحتية موجودة أساسا، ولو أنها بحاجة إلى ترميم وتنظيم وضبط، وهناك مبدعون ونواد وجمعيات على رأسها «مسك الخيرية» وهي مبادرة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للتواصل مع شعوب العالم، وكذلك الجمعية السعودية للمحافظة على التراث (نحن تراثنا) التي يرأسها وزير الثقافة، والتي تتولى الحفاظ على الكنوز التراثية في المملكة وتعريف العالم بها، خاصة بعدما سجلتها منظمة «اليونيسكو» منظمة دولية غير حكومية في مجال التراث.

وزارة الثقافة اتخذت خطوات عملية للارتقاء بالذائقة الشعبية ودعم الفنانين وترميم القصور التراثية للحفاظ على أصالة الماضي وإشراقة المستقبل. أما على المستوى العالمي فاهتمت بالمشاركة في الفعاليات الثقافية خارج المملكة، وتستثمرها بوصفها فرصة لتعزيز مكانة المملكة الدولية، وتحرص على الوصول إلى الجماهير الدولية العامة والمتخصصة من خلال المحافل الثقافية والشراكات وبرامج التطوير المشتركة ومنصات التبادل، وهذا بدوره يتيح إمكان التعلم من أفضل الممارسات الدولية وتنمية القطاع الثقافي السعودي وتكريس حضور ثقافي مميز للمملكة على مستوى العالم تراعي قيم المملكة وهويتها العربية والإسلامية الأصيلة.

وكانت المشاركة متميزة في اليوم العالمي للشعر، حيث قدم الأمير بدر بن عبدالمحسن الوجه الجميل للمملكة من خلال لغة الشعر التي تخاطب الوجدان الإنساني بعيدا عن اعتبارات العرق واللون والمعتقد.

وترعى الوزارة جهود الحفاظ على الثقافة والتراث السعودي من خلال توثيق ثقافة المملكة ماضيا وحاضرا، وتمكين الأجيال المستقبلية من الفهم العميق لتراث المملكة وسياق تطوره، كما تعتني بالأنشطة التراثية، وتهتم بتنمية الثقافات المحلية ودعم الحرفيين العاملين في القطاع.

هذه القوة الناعمة للمملكة تنطلق من الإدراك الواعي بأن التنوع الثقافي هو اللغة المشتركة بين الشعوب والتقائها في عالم دمرته السياسة.

لكن يظل الجانب المهم في هذا الجهد هو الحفاظ على هويتنا، فما معنى أن تكسب العالم وتخسر نفسك؟

@alharbit1