حسن علي القحطاني

ما يحدث في اليمن.. مسؤولية من؟

السبت - 02 مارس 2019

Sat - 02 Mar 2019

كان مأمولا من اتفاق ستوكهولم للسلام بين الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي المدعومة من إيران أن يحقق تحرير الساحل الغربي اليمني، وأن تكون عودة الحديدة ومينائها وميناء صليف ورأس عيسى للشرعية تمهيدا لإجراء مفاوضات أوسع لإنهاء حرب اليمن، ورغم جهود الأمم المتحدة المدعومة بصبر وموافقة دول التحالف العربي لإنقاذ هذا الاتفاق إلا أنه توقف مجددا، وفشلت زيارات المبعوث الأممي مارتن غريفيث الثلاث لصنعاء وزيارة وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت خلال الشهر الماضي في إقناع الحوثيين بتنفيذ التزاماتهم.

هذا الأمر كنت أتوقعه، فالحوثيون يعملون ضمن نطاق المشروع التوسعي الإيراني دون أي أرادة سياسية مستقلة، وغير مهتمين بأي حل سياسي في ظل موازين القوى القائمة على الأرض حاليا، فالتصور السائد لدى المجتمع الغربي بأن السبيل الوحيد لانتهاء حرب اليمن هو المسار السياسي واستمرار المفاوضات صنع موقفا دوليا متساهلا للمنظمات والهيئات الدولية العاملة في اليمن مع عبث ميليشيات الحوثي الإيرانية، يصل إلى حد التواطؤ بدوافع في ظاهرها إنسانية، بينما في باطنها تتستر على غايات سياسية أو ربما مصالح تجارية خبيثة، خاصة أن المسار السياسي الغربي يركز فقط على بناء سلام في محافظة الحديدة التجارية، بينما لا يأتي على ذكر جبهات القتال الأخرى التي يخوضها اليمنيون لتحرير أرضهم، مما يوحي بأن أكبر نتائج هذا المسار هو إهدار المكاسب الميدانية التي حققها الجيش اليمني بدعم التحالف العربي، وإطالة أمد الحرب، وهذا من أهم الأسباب التي جعلت الحوثيين يعيثون في اليمن فاسدا.

ومع مرور الوقت بدأت تتجلى الصورة بوضوح لدى المجتمع الدولي بشأن من يعرقل السلام في اليمن، ونجحت المملكة العربية السعودية وشقيقتها الإمارات العربية المتحدة في بلورة موقف أكثر صرامة بعد اجتماع اللجنة الرباعية حول اليمن في وارسو، حيث لوح وزير الخارجية البريطاني في تصريحات صحفية أدلى بها بعد انتهاء أعمال اللجنة بتبني مواقف أكثر تشددا مع الحوثيين في مجلس الأمن الدولي، هذا بلا شك أثار قلق قيادات الميليشيات الحوثية، أما تداعيات هذا الموقف على الأزمة اليمنية فلا يزال من المبكر الحديث عنها، وستتضح خلال الفترة المقبلة.

هناك جملة أسباب أخرى مهمة لما يحدث في اليمن، منها غباء من تحالف مع الحوثيين، سواء من خصومها السابقين أو من ذوي النفوذ القبلي بسبب المال أو حتى من بعض البسطاء اليمنيين، فوجدوا أنفسهم إما مقتولين أو مسجونين أو متحوثين زنابيل، ومنهم فئة وجدت في الحرب تجارتها المنشودة، فكلما طال أمدها زادت أرصدتها ولو كان على حساب آلاف القتلى والجرحى والثكلى.

ومن الأسباب أيضا الهزيمة المعنوية في المناطق المناوئة للحوثيين والتي تقع تحت سيطرتهم، ولعل موقف قبائل حجور دفع دول التحالف العربي إلى إمدادها ودعم صمودها في وجه العدوان الحوثي، فانتقلت المعركة الآن من الدفاع للهجوم، ولو (وهنا لو لا تفتح عمل الشيطان) حذت كل القبائل حذوهم لتخلصت اليمن الشقيق من كهنوت الحوثي في أيام معدودة إن لم يكن في ساعات. وما تبقى من أسباب سيكون في مقال آخر بإذن الله.

أخيرا، لن يحرر اليمن الشقيق غير توحيد الصف اليمني في الداخل والخارج حول قيادتهم الشرعية. والحوثيون والمتحوثون وتجار الحرب يتحملون مسؤولية ما يحدث في اليمن. والمملكة العربية السعودية تعي بشكل دقيق ما هو الوضع في اليمن، وأن تجاوز حدود لغة المنطق والسياسة سيكون الرد عليه قاسيا.

@hq22222