15 نائبا يطالبون بمحاكمة ظريف

الخميس - 28 فبراير 2019

Thu - 28 Feb 2019








الصورة التي يرى بعضهم أنها وراء استقالة ظريف                          (مكة)
الصورة التي يرى بعضهم أنها وراء استقالة ظريف (مكة)
سارع 15 نائبا في البرلمان الإيراني بتقديم طلب عاجل لمساءلة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي تراجع عن استقالته التي قدمها الأحد الماضي على موقع التواصل الاجتماعي انستقرام.

وقدم النواب وفق وسائل إعلام إيرانية خطابا إلى رئاسة البرلمان لمساءلة الوزير في الاستقالة التي تقدم بها بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، حسبما نقلت «اليوم السابع» المصرية.

وعد النواب الذين ينتمون للتيار الأصولي أن استقالة الوزير غطت على الإنجازات المتعلقة بسفر الأسد إلى طهران ولقائه مع المرشد الأعلى والرئيس حسن روحاني، على حد تعبيرهم.

وخاطب النواب ظريف قائلين: عدم تدبركم وسلوككم العجيب في إظهار خلافاتكم للعلن مع روحاني في أسوأ توقيت أدى إلى تهميش سفر الأسد إلى طهران.

ويرى المحللون أن الصراع القائم بين وزير الخارجية الإيراني والمؤسسات النافذة في إيران وجناح المرشد، لم ينته بتراجع ظريف عن الاستقالة، بل بدأت تظهر حلقات جديدة فيه وتداعياته في المشهد الإيراني.

وغضب جواد ظريف بسبب غيابه عن لقاءات الأسد في طهران، وحضور قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني بدلا منه ورجال الصف الأول في السياسة الإيرانية المقربين من المرشد الأعلى وأبرزهم علي أكبر ولايتي مستشار علي خامنئي.

وأعادت استقالة ظريف على مواقع التواصل الاجتماعي ثم عودته إلى أذهان الإيرانيين الانقلاب على حكومة مصدق الوطنية نتيجة تأميم النفط، ووقوفه أمام إرادة الغرب الطامع في ثروات إيران آنذاك، فتمت الإطاحة به في انقلاب مخطط له من الخارج في عام 1953م، وفي عام 2014 وصف الإيرانيون ظريف بالبطل القومي وشبهوه برئيس الوزراء محمد مصدق، بعد أن ظهر خلال إحدى اجتماعات المفاوضات النووية على كرسي متحرك بسبب ألم شديد في قدمه وخصره، وانتشرت هذه الصورة لتذكر الإيرانيين بمصدق الذي كان يحضر للمحكمة العسكرية على كرسي متحرك أيضا، الفارق أن الإطاحة بمصدق كانت بأدوات خارجية ونفذت بأيد إيرانية.

وصاحبت استقالة ظريف أسباب داخلية تواكبت مع المشهد الإيراني المتأزم، وقد تكون نفذت بمخطط داخلي وبأيد إيرانية أيضا، فالمتشددون في الداخل كانوا على صراع دائم معه على مدار السنوات الـ5 الماضية، وجاءت صورة حسن روحاني في لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد أمس الأحد لتكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، ففي حدث نادر في الدبلوماسية الإيرانية ظهر «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في هذا اللقاء إلى جوار روحاني والأسد وغاب ظريف في اللقاءين، سواء لقاء المرشد بالأسد أو روحاني.