محمد حطحوط

الصين والهند.. القوى القادمة

السبت - 23 فبراير 2019

Sat - 23 Feb 2019

مايكل سيلفرستين أمضى الثلاثين سنة الماضية متنقلا بين الصين والهند، وأخرج كتابا لطيفا عنوانه «غنيمة العشرة تريليونات: اقتناص فرصة الهند والصين The $10 Trillion Prize». ويقصد به المؤلف أن السوق الاستهلاكي في الدولتين سيتجاوز حاجز العشرة تريليونات سنويا، وهذه كعكة كبرى، يحث مايكل الدول الغربية على عدم تفويتها! تبدأ الصدمة أن تعرف أن هناك مليار إنسان في الصين والهند سينتقلون من الطبقة الفقيرة للطبقة المتوسطة بحلول 2020! الطبقة المتوسطة تعني قدرتك على عيش حياة كريمة بجميع المتطلبات العصرية، والسفر للترفيه حول العالم!

السائح الهندي كمثال أصبح وجها مألوفا في دول مثل سويسرا وسنغافورة ودبي ونيوزلندا.

الطريق السريع رقم (1)، المحاذي للمحيط الهادئ، من أشهر معالم كاليفورنيا، حيث يمتد من سان دييقو جنوبا إلى وادي السيليكون في سان فرانسيسكو شمالا. العين ستلاحظ بشكل مدهش كثرة السياح الهنود! وفي الجهة المقابلة تماما، نيويورك، حضور طاغ للسائح الصيني!

وحتى تدرك جدية الأمر ومدى الإنفاق الكبير وأثرهم، قامت دولة مثل سنغافورة بتحفيز بوليود وهو مصنع الأفلام الهندي، لتصوير أفلامه في سنغافورة، لإدراكها تأثير ذلك على السائح الهندي، وتحفيز السياحة هناك! الأردن أضافت اللغة الصينية والهندية في جميع ما يتعلق بالسياحة داخل البلاد، وحين تم قطع العلاقات السعودية القطرية، اتجهت الدوحة للصين، لتعويض أثر السائح السعودي، وفتحت ثلاثة مكاتب للتسويق لفكرة السياحة في قطر، في بكين وشنقهاي وقوانزو، حيث ارتفع عدد السياح الصينيين بنسبة 68%!

في عام 2001 كان في الصين ملياردير واحد فقط يقابله 4 في الهند. بعد عشر سنوات فقط، تضاعف الرقم ليصبح 115 مليارديرا في الصين و55 في الهند! شركات السيارات الأمريكية استفاقت على صدمة تجاوز مبيعات السيارات بالصين البلد الأم أمريكا، وهذا أمر «يلخبط» كثيرا من الاستراتيجيات! فرع شركة أبل في شنقهاي هو الأول في العالم في بند المبيعات، متجاوزا فرع أبل الأسطوري في نيويورك، وبمراحل!

في زيارة ولي العهد محمد بن سلمان الحالية للهند والصين كثير من الفرص، ودول مثل الهند والصين وباكستان تأخرنا كثيرا في التواصل معها، وكتبت قبل خمس سنوات مقالا يتكلم عن أهمية بناء علاقات استراتيجية مع الصين والهند تحديدا، وذكرت ذلك في حديث جانبي مع الملحق الثقافي بالهند الدكتور عبدالله الشتوي، وهو رجل متميز ولديه وعي وطموح لإحداث حراك ثقافي، ولكن ينقصه دعم حقيقي لتفعيل التعاون الثقافي بين البلدين.

mhathut@