المراكز الثقافية في العالم

الجمعة - 08 فبراير 2019

Fri - 08 Feb 2019

كل دولة مهما بلغت قوتها العسكرية والاقتصادية تحتاج إلى دبلوماسية القوة الناعمة التي تسهم في بناء جسور حضارية وثقافية بينها وبين الشعوب المختلفة، لذلك سعت الحكومات إلى اتخاذ عالمي الأدب والثقافة وسيلة للوصول إلى المجتمعات الأخرى والتأثير عليها، عبر فتح مراكز وملحقيات ثقافية تعمل كإشعاع معرفي عالمي يخدم البلد الذي تمثله، وتشكيل ألفة معارفية مع الشعوب الأخرى، وتحقق كذلك أهدافا استراتيجية مهمة، منها سهولة الاتصال وتمكين شعوب الدول المضيفة من فهم وتفهم قضايا دولة المركز، لكسب الود والدعم والتأييد الشعبي، ليعطي مكانة إعلامية وثقافية أقوى لصد أي هجمة سياسية ضد الدولة. وتدرج هذه العملية تحت ما يعرف بالدبلوماسية الشعبية التي تعد من أهم عناصر القوة الناعمة للدول.

تهدف المراكز الثقافية إلى إبراز قيم وثقافة البلد بشكل إيجابي ومؤثر، والعمل على برامج ومحاضرات معرفية والخوض في الأعمال الأدبية من تأليف ونشر وترجمة وإقامة المحاضرات والتعاون العلمي، وكلما زاد عمل المركز زاد ضمان مودة ودعم مجتمع الدولة المضيفة له. لذلك، نجد بعض الحكومات التي تعاني من أزمة ثقة مع العالم، إلا أنها تركز جهودها في تكثيف القوة الناعمة، وفتح عشرات المراكز الثقافية حول العالم لضمان وصول صوتها والتأثير حول قضاياها.

وقد نجحت إيران في العمل على القوة الناعمة فأنشأت 47 مركزا ثقافيا في القارة الأفريقية، و17 في أمريكا الجنوبية. لذا، من الطبيعي أن نشاهد ارتباط هذه الدول مع الحكومة الإيرانية والتضامن معها، وحتى دعمها في مجلس الأمن. فقد ركزت إيران العمل على الدبلوماسية الشعبية ورفعت مستوى المضمون للاستفادة السياسية، ومن ثم التأثير لتحقيق الدعم المطلوب.

ونتمنى أن نرى مراكزنا الثقافية أكثر عددا، وأكثر نشاطا في بلدان العالم المختلفة، لأننا نعاني من أزمة ثقة وهجوم إعلامي انتهازي مستمر، وعبر المراكز الثقافية نستطيع صد وتغيير الفكرة النمطية المأخوذة عنا للأفراد والمجتمعات، فلا ينقصنا تاريخ أو حضارة ولا أصوات ثقافية أو فكرية، وإنما ينقصنا العمل المؤسسي الثقافي داخليا وخارجيا. نحتاج لدعم الدبلوماسية الشعبية لأن الحروب هذه الأيام اختلفت عن الماضي، الحرب العسكرية قد تنجح بتدمير مدينة ليعاد بناؤها لاحقا، ولكن الحرب الثقافية والإعلامية هي حرب عشوائية ذات أجندة سياسية تعتمد على إضعاف الدول والتشكيك بمكانة مجتمعاتها.

1883

أسست فرنسا معهد إليانس فرانسيز وله 850 فرعا في 136 دولة

1917

أسست روسيا المركز الثقافي الروسي وله 44 فرعا حول العالم

1934

أسست بريطانيا المجلس الثقافي البريطاني وله 129 فرعا في 110 دول

ReaderRiy@