ناصر الهزاني

زيارة الملك الأردني والحراك الدبلوماسي.. قراءة ودلالات

الأربعاء - 06 فبراير 2019

Wed - 06 Feb 2019

يبدو أن زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مؤخرا إلى تونس، والتي أعلنت عنها الرئاسة التونسية في بيان لها وبأنها تتزامن مع الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين تونس والأردن، وتندرج في إطار «الرغبة المشتركة للبلدين في توطيد أواصر الأخوة العريقة، وتعزيز علاقات التعاون المتميزة القائمة بينهما وسبل مزيد إثرائها وتنويعها خدمة للمصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين»، يبدو أنها تحمل دلالات ورسائل لبداية تحول في الموقف العربي تجاه القضية السورية.

إن المراقب لزيارة العاهل الأردني يرى أنها تتزامن مع حركة دبلوماسية نشطة هذه الأيام في عمان حيال الملف السوري كأحد أهم الملفات، وذلك على ما يبدو تمهيد لرفع التجميد عن عضوية دمشق في جامعة الدول العربية، حيث احتضنت عمان قبل أيام لقاء سداسيا عربيا وصفه المراقبون بالمهم، وضم إلى جانب وزير الخارجية أيمن الصفدي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير خارجية مصر سامح شكري، ووزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير.

إن الخلوة الوزارية العربية التي عقدت على ضفاف البحر الميت من المرجح أن الملف السوري ورفع تجميد عضوية دمشق من الملفات الرئيسة التي تم النقاش حولها، ولا سيما مع الانفتاح العربي الذي شهدته الفترة الماضية على دمشق، والذي ترجم من خلال عودة العلاقات الدبلوماسية في ديسمبر الماضي بين دولتي الإمارات والبحرين من جهة وسوريا من جهة ثانية، مما يعطي مؤشرات إلى محاولة إيجاد حلحلة لهذا الملف الحساس.

تصريح الوزير عادل الجبير مؤخرا الذي أكد أن هناك مشاورات تجرى مع دول عربية عدة للحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها يأتي في سياق التحرك الدبلوماسي النشط هذه الأيام، قبيل انعقاد القمة المقررة في تونس، والتي أكدت الرئاسة التونسية عبر صفحتها الرسمية على أهمية نجاحها في التأسيس لمرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك، وإيجاد حلول عملية لإخراج المنطقة من أزماتها المستعصية، في إطار من الوفاق والتضامن العربيين.

الرئيس التونسي يراهن على نجاح القمة العربية المقرر عقدها في بلاده، ويرى أنها ستفتح صفحة جديدة وتتوج المسار التصالحي مع المحيط العربي.

يبدو أن الشهر المقبل سيشهد تغيرات ومفاجآت جديدة كليا، سيتغير بموجبها المشهد العربي الراهن، وقد تكون قمة تونس علامة فارقة للتأسيس لهذه المرحلة.

@nalhazani