باسم مخدوم

العمل التطوعي والأندية الطلابية في الخارج

السبت - 26 يناير 2019

Sat - 26 Jan 2019

العمل التطوعي هو البذرة لثمرة السمو في خدمة الآخرين، وبه ينهض المجتمع تعاونيا وأخلاقيا.

ويزخر مجتمعنا بعدد من رواد العمل التطوعي الذين بذلوا جهدا إيجابيا في المبادرة للأعمال التطوعية البناءة في الجامعات، ومراكز الأحياء السكنية، والمدارس التعليمية وخدمة حجاج بيت الله، حيث إن الفائدة هي تقديم خدمة تعاونية ذات قيمة وجودة عاليتين، هدفهما الأساسي عمل الخير وتحسين التواصل البناء في سبيل تشييد مجتمع يخدم بعضه بعضا، والعمل التطوعي خدمة لها أجر وثواب وحثنا عليه ديننا العظيم، قال تعالى «فمن تطوع خيرا فهو خير له».

ولا يقتصر العمل التطوعي على الانخراط والإنجاز المحلي فحسب، بل على المستويين العالمي والدولي أيضا. وأبرز الأمثلة على ذلك الأندية الطلابية السعودية في الخارج، ولعلي أركز على الأندية الطلابية في المملكة المتحدة، مستذكرا الخبرات المميزة التي لامستها أيام الدراسة في الجامعة، وحين العمل في إدارة الأندية الطلابية في الملحقية الثقافية.

الأندية الطلابية تم إقرارها لهدف المساعدة والوقوف على حاجة ومساعدة الطلاب، وأن تكون جسرا للتواصل مع الملحقية لتقديم الخدمة للمبتعثين في المدن المختلفة من خلال الإرشاد الثقافي، لتخطي صعوبات الغربة والوقوف جنبا إلى جنب للمساعدة الإيجابية أيا كانت.

وينشأ النادي السعودي تطوعيا من خلال ترشيح مجموعة من أبناء الوطن المبتعثين لتولي مهام مساعدة زملائهم من سكان المدينة نفسها، ويكون الترشيح بإشراف الملحقية. ويوجد في المملكة المتحدة أكثر من 35 ناديا طلابيا منتشرة في مختلف المدن. والعمل التطوعي للأندية لا يقتصر على الخدمة المباشرة فقط، بل يصنع محتوى تطوعيا ثقافيا وعلميا ورياضيا، من خلال إقامة الدورات التعليمية التفاعلية والأنشطة والمسابقات الرياضية، وتقديم النصائح المفيدة للقادمين إلى المدينة، والتقليل من الصعوبات التي يواجهها المبتعثون في بلد الدراسة.

تحظى هذه الأندية الطلابية بدعم من قبل وزارة التعليم وتعاون ومتابعة المسؤولين، في سبيل ضمان رقي ورفعة شأن الخدمة التطوعية المقدمة للمجتمع الخارجي لأبناء الوطن العزيز، والحرص أيضا على تمثيل المملكة بالصورة اللائقة في الخارج.

المكتسبات والربح من خلال التعاون يكونان من خلال بناء وصقل المهارات الفردية، كالتواصل وتحمل المسؤولية، وفرحة تقديم المساعدة مقابل الرضا والثواب أيضا، وأنصح المبتعثين الجدد بالتواصل مع النادي السعودي المعتمد لدى الملحقية والاستفسار عن الاحتياجات السكنية والتعليمية وطلب المساعدة لذلك.

كما أن الحرص على تواجد الجمعيات الطلابية في الجامعة وبناء عليه التعاون مع النادي الطلابي السعودي يؤتي الثمرة المرجوة من مفهوم العمل التطوعي، ويعد داعما لأنشطة الأندية الطلابية المعرفية في المدينة. والانخراط في الأعمال التطوعية الطلابية في الجامعات الخارجية يصقل المهارات اللغوية ويفتح آفاق المعرفة للتبادل الثقافي بين المجتمعات.

وأشيد أيضا بما تقوم به الملحقية الثقافية من دعم للمبادرات التطوعية، ففي كل عام تقام مسابقة لاختيار أفضل عمل تطوعي على المستوى الفردي والجماعي ومستوى الأندية الطلابية، ومع أن التكريم يكون لعمل واحد مميز، لكن البهجة والعطاء والتعاون والفائدة هي عوامل مشتركة في جميع المخرجات بجميع مستوياتها. فتقديم الخدمة تطوعا هو مساهمة فعلية لإقناع الآخرين بالانضمام إلى هذا العمل الرفيع الذي يعكس علو الأخلاق، بشعار عنوانه تقديم الخدمة دون مقابل.

@BasimMakhdoum