ناصر الهزاني

تعيين الشباب أعضاء في مجلس الشورى.. هل حان الوقت؟

الاثنين - 14 يناير 2019

Mon - 14 Jan 2019

تسابق السعودية الجديدة الزمن نحو التطور والتحديث في كل المجالات وعلى كل المستويات محليا ودوليا، ويأتي هذا ضمن رؤية طموحة من القيادة السياسية وإرادة حقيقية تؤمن بأن المملكة تستحق مكانة متقدمة ورفيعة، ولا سيما وهي محط أنظار العالمين العربي والإسلامي، حيث تتشرف برعاية الحرمين الشريفين وخدمة حجاجهما وقاصديهما من مختلف بقاع الأرض.

السعودية اليوم ليست كما كانت قبل ثلاثة عقود، السعودية حاليا تعيش مرحلة تحول نحو مستقبل طموح يفخر بأبنائه وكفاءاته الوطنية الشابة التي أثبتت قدرتها وعزيمتها وإصرارها على تحقيق الإنجازات التي رفعت وما زالت راية التوحيد في مختلف دول العالم.

الشباب في كل بلد هم مصدر القوة والإلهام، وعلى مر العصور كان الشباب وما زالوا لبنة البناء وعنوان التحدي لأي أمة تطمح إلى التقدم والرقي.

إننا اليوم نعيش مرحلة تحد حقيقي لصناعة تنمية مستدامة لبلدنا الحبيب منسجمة مع رؤية السعودية كي تتبوأ مكانتها البارزة في العالم، فما أحوجنا إلى استثمار قدرات شبابنا وخبراتهم المتنوعة لإشراكهم في واحدة من أعرق مؤسسات المملكة وهو مجلس الشورى. ولقد كانت إسهاماتهم في مواقع ريادية عدة في السنوات الأخيرة خير شاهد على تميزهم عندما تمت الاستفادة من قدراتهم وتسخيرها فيما يخدم الوطن والمواطن.

دخول الشباب أعضاء في مجلس الشورى سيكون له فوائد عديدة ونتائج إيجابية على مستوى الوطن، فدمج آراء الشباب مع خبرات أعضاء المجلس الآخرين الأكبر سنا سيكون له أثر فعال في بلورة الرؤى بطريقة عملية وطموحة، وتقديم المقترحات والمشاريع البرلمانية برؤية مشتركة ترتقي بالعمل البرلماني وتزيد من نشاطه.

بدخول الشباب مجلس الشورى ومساهمتهم الفاعلة ستنتقل السعودية الجديدة إلى خطوة مهمة ومرحلة أرحب وحضور مؤثر على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، فإشراك الشباب في مناقشة قضاياهم على بساط البحث وطرح اهتماماتهم وتقديم آرائهم التطويرية سيكونان محل اهتمام وتقدير على الصعيدين المحلي والعالمي.

يؤكد ولي العهد في أكثر من مناسبة على أن الشباب القوة الحقيقية لتحقيق الرؤية الوطنية التي رأى أنها لن تتحقق إلا من خلال الشباب السعودي وبسواعده، وأنه أحد أبرز المزايا بالسعودية، قائلا «شبابنا واع وقوي ومثقف ومبدع لديه قيم عالية». ومؤكدا في الوقت نفسه أن «مستقبل المملكة مبشر وواعد، وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق، لدينا قدرات سنقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل».

إن الشباب السعودي اليوم بما حققه من إنجازات علمية وعملية على مختلف الصعد داخليا وخارجيا يعد واجهة حضارية مشرفة ومشرقة للمملكة العربية السعودية، وخزانها الاستراتيجي المتجدد والحيوي لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة وما تتطلبه من استعدادات لتحقيق الطموحات والتطلعات التي تسعى إليها القيادة السعودية، ويدعمها شعب فتي مؤمن بقدرات أبنائه وعطاءاتهم.

ويبقى السؤال.. هل حان الوقت؟ نلتقيكم على خير.

nalhazani@