محمد حطحوط

هل سمعت بقصة شركة ماركت باسكت؟

السبت - 12 يناير 2019

Sat - 12 Jan 2019

قد تكون أول مرة تسمع فيها بشركة ماركت باسكت، وهذا شيء طبيعي، ولكن غير الطبيعي ما حدث في صيف 2014 لهذه الشركة غير المعروفة، حيث تحول قرار روتيني لمجلس الإدارة بإقالة المدير التنفيذي واستبداله بآخر، ليصبح قضية رأي عام تغطيها شركات التلفزة وتتلقفها الصفحات الأولى للمواقع الإخبارية!

شركة ماركت باسكت تملكها عائلة ديمولس لأكثر من مئة سنة، وهي عبارة عن سوبر ماركت له 71 فرعا في ولايات بالشمال الشرقي الأمريكي، تنافس والمارت وقروقر وغيرهما من شركات التجزئة، بمبيعات فاقت الـ 4 مليارات دولار. المدير التنفيذي - بطل قصة اليوم - آرثر ديمولس أمضى ست سنوات في منصبه، ولكن في صراع طويل مع مجلس الإدارة الذي يملك ابن عمه إس ديمولس حصة كبرى فيه، امتد الصراع للمحاكم لـ 20 سنة!

المدير التنفيذي آرثر ديمولس قائد من الطراز الأول، رجل يفكر بعقلية الفوز «لك ولي Win-Win»، وتربطه علاقة حميمة ووثيقة مع الخط الأول للشركة؛ الموظفين، ومع المحور الأهم؛ العملاء! آرثر ديمولس يؤمن بنظرية (الإدارة بالمشي)، وتعني أن تكون قريبا من موظفيك وعملائك، وتمارس المشي فعليا بشكل دوري داخل أروقة الشركة، وفي فروع السوبر ماركت والالتقاء بالعملاء بشكل روتيني، وهذا ما أكسبه جماهيرية كبيرة مع الوقت.

قرر مجلس الإدارة فصل المدير التنفيذي آرثر ديمولس، ولكن الموظفين قاموا بخطوة استباقية: إضراب عن العمل، حتى يتراجع مجلس الإدارة عن قراره! ولكن مجلس الإدارة أصر على رأيه، وقام بخطوتين بشكل متواز، الأولى أعطى الموظفين مهلة ثلاثة أيام للرجوع، أو سيتم فصلك من وظيفتك، بعد ذلك فتح أبواب التوظيف لسد العجز الحاصل في عدد الموظفين! وبدت ملامح نجاح جهود مجلس الإدارة، لكنه اصطدم بأمر لم يحسب له حسابا؛ قرر العملاء كذلك مقاطعة الشركة حتى يعود المدير التنفيذي! حاول مجلس الإدارة الصمود، ولكن لم يستطع، مضت ستة أسابيع من المقاطعة الشرسة، والشركة تخسر يوميا نحو 10 ملايين دولار، وبعدها اضطر مجلس الإدارة وتحديدا إس ديمولس، لبيع حصته بالشركة لآرثر، وبهذا عاد القائد لدفة الشركة مجددا، وعاد الموظفون، والأهم عاد العملاء الذين اشتروا كميات كبيرة، بعضها لا يحتاجونه، فقط دعما للمدير الجديد، وتعويضا للخسارة التي تمت!

قرأت كثيرا عن أهمية الاهتمام بعملائك، وهنا أقصد العميل الداخلي (الموظف)، والعميل الخارجي (المستهلك)، ولكن أن تبني شركة ولاء بهذا الشكل وبهذا الحجم، فهذا يدرس، ولنا فيه كثير من العبر والفوائد التي أدعها للقارئ الكريم.

mhathut@