هشام ناظر وزير لم تخطئه عين القيادة

ودعت السعودية أمس الأول رجل السياسة والتخطيط الوزير السابق هشام محيي الدين ناظر بعد معاناة مع المرض حيث توفي في أمريكا، طويت على إثرها 8 عقود مليئة بالكفاح والرؤية وتخللتها مناصب قيادية تسنم خلالها زمام وزارتين قادها بكفاءة وحنكة ودراية.

فارس التخطيط

وأوكل لناظر المهام الكبرى ووقعت عليه عين الملك فيصل بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ لإيجاد مأسسة حقيقية للتخطيط في السعودية حين تحولت الهيئة المركزية للتخطيط في 1975 واضعا الخطط الخمسية الأولى للمملكة ومدرجا في ثنايا ذلك خطط تنوع المصادر الاقتصادية وإيجاد أرضية صلبة لخطوط الإنتاج الاقتصادي بنظرة شمولية ومتكاملة للعمق السياسي والاقتصادي لا سيما أن الدولة كانت في بدايات رسم الخطوط الاقتصادية العريضة واستثمار الثروة البترولية وخلق مناخ تعليمي وتدريبي مبرهنا على هذا النموذج الاقتصادي بالتخطيط لمدينتين اقتصاديتين ينبع والجبيل تحت إشراف هيئة ملكية برئاسة الملك فهد بن عبدالعزيز.

رجل المرحلة والدمج

كان 1986 استثناء في شخصية ناظر والذي جمع بين وزارتي البترول والتخطيط لتمتد هذه العلاقة لمدة خمس سنوات متتالية، وأثمر هذا التزاوج عن قوائم من الخطط التنموية والاستراتيجية والديناميكية ليخوض ويساجل في غمارها أكبر المشروعات البترولية المعتمدة على التخطيط والشمولية، قفزت على إثر ذلك صناعة النفط عالميا وامتزج في أتون ذلك شراء شركة أرامكو في 1989، حيث عين إدارة جدية لها وتكللت تلك الحقبة التاريخية بإجراء شراكة استراتيجية مع شركة تكساكو لإعادة عملية البناء والدخول الفعلي في مجال تكرير المنتجات البترولية قبيل اللحظات الفاصلة لدخول المنتج حيز التسويق العالمي.

المراس الإداري

عمل ناظر في مجال مجالس الجامعات السعودية، حيث عرف عن ناظر الملاءة التعليمية والخبرات الأكاديمية في بلورة مسارات تعليمية متجددة، خاصة أقسام الأبحاث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وفي أتون ذلك تمخضت تلك الرؤى المعرفية عن الوصول إلى أكثر من مليون برميل نفطي في حينه متزامنة مع شراء ناقلات وصهاريج بترولية والاتساع في ذات النشاط مع عدة دول عالمية مثل الفلبين واليونان وكوريا.

رحلة الدبلوماسية

تكللت الرحلات المتعاقبة بين وزارتي البترول والتخطيط عن نشوء شخصية سياسية ختمت جل أعمالها الجسام ليكون السفير السعودي في القاهرة وهو أمر نتج عنه كفاءة سياسية خاصة، حينما عهد إليه وضع الخطط الخمسية المتعاقبة والبرامج الاقتصادية الاستثنائية لتفعيل مهام الاقتصاد ليجسد أنه القوة من النوع الأول لا الثالث كما يروي أول مؤلف له عن قوة من النوع الثالث، وعمل في مصر على تطوير العلاقات الثنائية مع القاهرة وتدعيم ركائزها الأساسية مجسرا الدور الثقافي والسياسي لأكبر قوتين في المنطقة، ونتج عنها توافق في الرؤى وانصهار في المواقف بين الدولتين ليتوج مسيرته بمهارة دبلوماسية بعد أن عمل لسنوات طوال كمستشار لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن متقلدا في أتون ذلك العديد من الأوسمة والنياشين.