مي محمد الشريف

جنت على نفسها براقش

الجمعة - 28 ديسمبر 2018

Fri - 28 Dec 2018

كلما تقدمت جيوش التحالف وفصائل المقاومة لدعم الحكومة الشرعية في اليمن وضاق الخناق على الحوثي، نادت الأمم المتحدة بمطالبات انتقائية لإنقاذ الإنسانية التي حتما لن يجدها اليمنيون بوجود الحوثي في الساحة. وهذا ما حدث بعد اقتراب الشرعية من تحرير ميناء الحديدة، فقد زاد صياح الدول الأوروبية، وطالبت بعقد مفاوضات أخرى مع الانقلابين انتهت منتصف ديسمبر الحالي بمخرجات أهمها وقف إطلاق النار وخروج الحوثي من محافظة الحديدة. ولكن هل ستلتزم الميليشيات الحوثية باتفاق السويد؟

أحداث عدة أثبتت انتقائية الأمم المتحدة حول قضية اليمن، وانحياز تقاريرها لميليشيات الحوثي، مما أدى بلا ريب إلى ضعف الثقة في مسؤولي الأمم المساهمين بشكل غير مباشر في استمرار الحرب ومعاناة الشعب اليمني الساعي للأمن والاستقرار بقيادة السلطة الشرعية. فعندما اشتدت قبضة التحالف العربي والجيش اليمني مقابل انكسار الحوثي الفترة الماضية، انطلقت المطالبات بانعقاد اتفاق السويد الذي خدم الانقلابيين بشكل كبير، حيث استطاعوا ترتيب صفوفهم وتعزيز قواتهم، ومن ثم خرق جميع بنود الاتفاقية المتفق عليها، فارتفعت الانتهاكات منذ الاتفاق إلى 138 انتهاكا، شملت مناطق الحديدة والدريهمي والتحيتا وحيس والجاح والفازة والجبلية ومجيليس. كما رفض ممثلو الحوثي خلال الاجتماع الأول للجنة الأممية تسليم ميناء الحديدة ووقف العمليات العسكرية. وعلى الرغم من الاستفزازات المستمرة لم يرد التحالف ولم ينفذ أي غارة جوية ولم يطلق أي قذيفة منذ بدء وقف إطلاق النار.

حاليا، يجهل الحوثي أن رفض تحقيق بنود اتفاقية السويد هو دليل الغدر ضده، والشاهد القانوني للشرعية على تعدياته، وتعد تصرفاته إحراجا لمؤسسات دعمته وأيدته وسعت لبناء مباحثات معه. فاستطاعت الحكومة الشرعية بذكاء قلب الطاولة عليه عسكريا وسياسيا عبر اتفاق السويد، لمعرفتها السابقة بلغة نكث العهود لديه، والتي على آثارها سينتهي الدعم الأممي والإعلامي اليساري والليبرالي بعد سنوات من اعتماد شهادته حول الحرب في اليمن ونشرها في الأخبار والتحيز لها بالتقارير.

ونستطيع وصف المشهد بالمثل العربي «جنت على نفسها براقش»، حيث تسعى اليوم بريطانيا التي طالما دافعت عن جماعة الحوثي إلى حث دول الاتحاد الأوروبي على إدراجها كمنظمة إرهابية، مؤكدة أنها جماعة عاجزة عن إدارة المناطق التي تحتلها بشكل غير قانوني متبنية العنف مذهبا لها. فهل يستوعب المبعوث الأممي في اليمن مارتن جريفيث كما استوعبت بريطانيا أن ولاء الحوثي لإيران، وأنه يسعى إلى بسط نفوذها عبر الفوضى والاضطرابات في بلاده على حساب الشعب اليمني

الحوثي ونكث العهود من 2004 حتى 2010

لم يلتزم الحوثي بأي هدنة أو اتفاق ضمن حروبه التي خاضها مع الجيش اليمني إبان حكم الرئيس علي عبدالله صالح

ديسمبر 2015 في سويسرا

مشاورات بين ميليشيات الحوثي والحكومة الشرعية، انهارت بسبب رفض الانقلابين لكل الحلول

أبريل 2016 في الكويت

المفاوضات الأولى: استمرت لأسابيع وانتهت دون أي اتفاق

يوليو 2016 في الكويت

المفاوضات الثانية: انتهت بالفشل لرفض الحوثي الحوار حول الجانب الأمني

سبتمبر 2018 في جنيف

فشلت قبل أن تبدأ، حيث وصل وفد الحكومة الشرعية ولم يحضر ممثلو الحوثي للمفاوضات

@ReaderRiy