عبدالرحمن العليان

مدينة الملك سلمان للطاقة.. والسعودية المستقبل

الثلاثاء - 11 ديسمبر 2018

Tue - 11 Dec 2018

بدعوة كريمة من وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، ورئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، تشرفت بحضور حفل افتتاح مدينة الملك سلمان للطاقة، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، وبحضور سيدي ولي العهد حفظه الله. لقد كان يوما وطنيا بامتياز، تتجلى فيه خطط الدولة في برامجها نحو التحول والرؤية السعودية 2030.

على مساحة تقدر بـ 50 كلم2، وضع ولي العهد مدينة استثنائية في تصميمها ومنظومتها وهدفها. ستدعم SPARK إمداد الطاقة وخفض التكاليف للمواد والسلع والخدمات المتعلقة بالطاقة للمشترين داخل وخارج المملكة، وستكون المدينة سريعة في استجابتها للاحتياجات التشغيلية في بيئة تنافسية عالمية تتطلب هذا العنصر لكي نتميز في المستجدات في إمدادات الطاقة وخدمات التوريد.

الرؤية السعودية 2030 تتجلى بشكل واضح في زوايا ومنشآت هذه المدينة، من خلال توطين عمليات التوريد وتطوير الكوادر وزيادة المحتوى المحلي والتنوع الاقتصادي لموارد دخل الدولة ونمو القطاع الخاص، مما يؤدي إلى توليد الوظائف التي ستصل إلى 100 ألف وظيفة عند اكتمال هذا المشروع العملاق.

في عام 2035 ستكون المدينة جاهزة بكامل طاقتها التشغيلية بإذن الله، وستكون مدخولاتها للناتج المحلي بحدود 22 مليار ريال، وسننجح بحول الله في توطين نشاطات صناعية تتميز في ابتكارها ومنافستها العالمية. وجود هذه المدينة بين حاضرتي الأحساء والدمام يدعمها في احتياجاتها من القوى العاملة، وكذلك يميز موقعها تكاملها مع المدينة الصناعية الثالثة بالدمام، وقرب خطوط النقل الحالية والمستقبلية لعمليات الحركة للمواد والموارد.

بتوفيق من الله ستطور مدينة SPARK القطاع الخاص وستعزز بيئة الأعمال ونشاط التصنيع وستجذب الاستثمارات والشركات والشراكات النوعية في مجال الهندسة والابتكار والتكنولوجيا.

تستهدف المملكة العربية السعودية من خلال مخططيها في برامج التحول والرؤية السعودية من رفع نسبة الشراء الداخلي للمواد والسلع والخدمات المتعلقة بالطاقة إلى 70% داخليا و30% تصديرا خارجيا بحلول 2021 إن شاء الله. نحن هنا نتحدث عن 350 مليار ريال من الفرص للشركات والمبتكرين والمبادرين ورواد الأعمال والشركاء، وفي هذا المبلغ الكبير الفرص المتاحة في خدمات التوريد لشركة أرامكو والشركاء داخل المملكة وخارجها.

في ذلك المساء حضر كبار المديرين التنفيذيين لكبرى شركات الطاقة في الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا، وحضر ذلك التنافس بين هؤلاء الشركاء لاقتناص الفرص الواعدة في مدينة الملك سلمان للطاقة التي نجحنا من خلالها في فرض شروطنا في نقل التقنية والمهارة العالية التي تتطلبها الاحتياجات التشغيلية لمدينة المستقبل SPARK في هذا الوطن العظيم.

شكرا أرامكو على كرم الضيافة وحسن الاستقبال. أرامكو أثبتت لنا أنها أداة من أدواتنا المهمة نحو تحقيق حلم القيادة نحو السعودية المستقبل ورؤيتها نحو استدامة وتنافسية في قطاع الطاقة.