غريفيث والحديدة وأشياء أخرى
السبت - 24 نوفمبر 2018
Sat - 24 Nov 2018
من جديد وبحثا عن السلام المستحيل في اليمن، وصل المبعوث الأممي مارتن غريفيث الجمعة الماضي إلى مدينة الحديدة، بعد يومين من زيارته صنعاء ولقائه قيادات الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وقال بتوتر شديد في مؤتمر صحفي عقده في ميناء الحديدة «على الأمم المتحدة حماية المدنيين في الحديدة وجمع فرقاء النزاع حول طاولة واحدة في السويد».
غريفيث يحلم بعقد مفاوضات سلام مطلع ديسمبر المقبل في السويد، وهذا كلام في ظاهره جميل، أما ما يحمله من مضامين فلن يتعدى أرنبة أنفه، وما يحدث هو مشهد بهلواني مكرر لكل المحادثات السابقة ما دام رأس الأفعى عبدالملك الحوثي يشترط (تسهيلات) من أخطرها خروج قادة الميليشيات الحوثية وأسرهم والخبراء الإيرانيين ومقاتلي حزب الشيطان اللبناني إلى خارج اليمن وعودة غيرهم إليه، وتمرير حمولة طائراتهم دون رقيب ولا حسيب.
يطالب غريفيث بالسعي نحو السلام ونسيان ما قامت به ميليشيات الحوثي الإيرانية من جرائم قُتل فيها أكثر من 20 ألف يمني، وتعرض البقية ممن لا يزال تحت الاحتلال الحوثي للمجاعة والمساومة على حياتهم وتجنيد أطفالهم وتهديد أعراضهم تحت قهر السلاح، بل تعدى ذلك إلى ضرب المدن اليمنية بالصواريخ الباليستية، ولن ننسى أو ينسى الشعب اليمني الشقيق مجزرة صواريخ الحوثيين في مدينة تعز، وهذا غيض من فيض يصعب معه تصديق أن السلام معهم يمكن الوصول إليه.
إن حديث غريفيث لا يبعث على الأمل في مستقبل المفاوضات، فمساواة الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا بميليشيات انقلابية لها دلائل سياسية خطيرة، أقلها منح هذه العصابة الإرهابية صفة رسمية تمهد لقبولها في المشهد السياسي اليمني مستقبلا، وإن كان هناك إجماع يتيم بين كل الأطياف السياسية اليمنية على رفض أي دور لهم في مستقبل اليمن السياسي.
إن تركيز غريفيث في تصريحاته وزيارته على مدينة الحديدة ومينائها فقط، وعدم التطرق في لأي مدينة أخرى، أوحيا لي بأنه ذهب إلى اليمن وبيده خطة جاهزة لإدارة ميناء الحديدة، رغم أن ميناء عدن أو ميناء ميدي يمكن أن يكونا بديلا مؤقتا له فيما لو نفذت ميليشيات الحوثي تهديدها بتدميره، وأتوقع أن هذه الخطة لا تخدم سوى الجهات المعروفة التي تقدم له الدعم الدولي، وبعض المؤسسات الأممية وتجارها المعتمدين في صنعاء، أو تخدم ميليشيات الحوثي الإيرانية التي أوشكت على الانهيار أمام الجيش اليمني المدعوم من قوى التحالف العربي، وتمنحها وقتا ثمينا لإعادة ترتيب صفوفها بعد أن كادت عاصفة الانشقاقات والهزائم الميدانية تعصف بما تبقى من قواها.
أخيرا، ومن مراجعة الدروس السابقة، أخشى أن يكون وراء الأكمة ما وراءها، لذا لن يغيب عن أصحاب القرار أن تأخير تحرير مدينة الحديدة على يد السيد غريفيث وفريق عمله وكل من يقف معه، يكلفنا ويكلف الشعب اليمني الشقيق ثمنا باهظا لن يعوضه تقديم مبررات فشل محادثات السويد المقبلة.
hq22222@
غريفيث يحلم بعقد مفاوضات سلام مطلع ديسمبر المقبل في السويد، وهذا كلام في ظاهره جميل، أما ما يحمله من مضامين فلن يتعدى أرنبة أنفه، وما يحدث هو مشهد بهلواني مكرر لكل المحادثات السابقة ما دام رأس الأفعى عبدالملك الحوثي يشترط (تسهيلات) من أخطرها خروج قادة الميليشيات الحوثية وأسرهم والخبراء الإيرانيين ومقاتلي حزب الشيطان اللبناني إلى خارج اليمن وعودة غيرهم إليه، وتمرير حمولة طائراتهم دون رقيب ولا حسيب.
يطالب غريفيث بالسعي نحو السلام ونسيان ما قامت به ميليشيات الحوثي الإيرانية من جرائم قُتل فيها أكثر من 20 ألف يمني، وتعرض البقية ممن لا يزال تحت الاحتلال الحوثي للمجاعة والمساومة على حياتهم وتجنيد أطفالهم وتهديد أعراضهم تحت قهر السلاح، بل تعدى ذلك إلى ضرب المدن اليمنية بالصواريخ الباليستية، ولن ننسى أو ينسى الشعب اليمني الشقيق مجزرة صواريخ الحوثيين في مدينة تعز، وهذا غيض من فيض يصعب معه تصديق أن السلام معهم يمكن الوصول إليه.
إن حديث غريفيث لا يبعث على الأمل في مستقبل المفاوضات، فمساواة الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا بميليشيات انقلابية لها دلائل سياسية خطيرة، أقلها منح هذه العصابة الإرهابية صفة رسمية تمهد لقبولها في المشهد السياسي اليمني مستقبلا، وإن كان هناك إجماع يتيم بين كل الأطياف السياسية اليمنية على رفض أي دور لهم في مستقبل اليمن السياسي.
إن تركيز غريفيث في تصريحاته وزيارته على مدينة الحديدة ومينائها فقط، وعدم التطرق في لأي مدينة أخرى، أوحيا لي بأنه ذهب إلى اليمن وبيده خطة جاهزة لإدارة ميناء الحديدة، رغم أن ميناء عدن أو ميناء ميدي يمكن أن يكونا بديلا مؤقتا له فيما لو نفذت ميليشيات الحوثي تهديدها بتدميره، وأتوقع أن هذه الخطة لا تخدم سوى الجهات المعروفة التي تقدم له الدعم الدولي، وبعض المؤسسات الأممية وتجارها المعتمدين في صنعاء، أو تخدم ميليشيات الحوثي الإيرانية التي أوشكت على الانهيار أمام الجيش اليمني المدعوم من قوى التحالف العربي، وتمنحها وقتا ثمينا لإعادة ترتيب صفوفها بعد أن كادت عاصفة الانشقاقات والهزائم الميدانية تعصف بما تبقى من قواها.
أخيرا، ومن مراجعة الدروس السابقة، أخشى أن يكون وراء الأكمة ما وراءها، لذا لن يغيب عن أصحاب القرار أن تأخير تحرير مدينة الحديدة على يد السيد غريفيث وفريق عمله وكل من يقف معه، يكلفنا ويكلف الشعب اليمني الشقيق ثمنا باهظا لن يعوضه تقديم مبررات فشل محادثات السويد المقبلة.
hq22222@