ناصر الهزاني

القيادة السعودية صمام أمان المنطقة

الاثنين - 19 نوفمبر 2018

Mon - 19 Nov 2018

تشهد المنطقة هذه الفترة أحداثا وتطورات متسارعة تلقي بظلالها على المشهد الحالي، إذ تحاول قوى إقليمية وعالمية التأثير في مجريات الأحداث وزعزعة المنطقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وهي الدولة الكبرى والمؤثرة، إذ لا يمكن لأي متابع وراصد للأحداث إلا أن يرى حجم الهجوم الممنهج على السعودية لتقويض دورها وزعزعة استقرارها، وبالتالي زعزعة المنطقة بأكملها.

السعودية بثقلها الكبير إقليميا وعالميا، كانت وما زالت قوة مؤثرة وفاعلة في استقرار وأمن المنطقة، وسدا منيعا في مواجهة التحديات والصعوبات التي تمر بها، سواء ما كان منها اقتصاديا أو تنمويا أو سياسيا، إضافة إلى الجانب العسكري، كما ظلت السعودية على الدوام تواجه مشاريع الهيمنة والتدخلات الخارجية والأطماع المتكررة من دول وقوى إقليمية وعالمية تريد أن تفرض سيطرتها على المنطقة ومقدراتها، واستمرت في مواجهة تحديات قوى التطرف والإرهاب والساعين إلى نشر سياسات الفوضى وزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة.

اليوم وأمام أنظار الجميع، نشهد كيف تواجه السعودية حملة شرسة وممنهجة ومسعورة تسعى لاستهدافها والنيل منها والتشكيك بدورها المحوري والمهم في العالم، من خلال التحريض المستمر والمنظم عبر مختلف الوسائل وباستخدام كل الأدوات الإعلامية وعبر منصات التواصل الاجتماعية، بغرض الإضرار بالدور الحيوي والمهم لها في إرساء الأمن والاستقرار إقليميا ودوليا، ومحاولة إفساح المجال أمام قوى تسعى لتقويض وهدم دعائم الاستقرار في المنطقة كي لا تنعم بالأمن والسلام وتظل دائما في حالة عدم توازن واستقرار.

يتذكر العالم أجمع وقوف السعودية مع الحق والخير في كل مكان ودعمها للأمن والاستقرار، فهي التي سخرت كل إمكاناتها واستثمرت مكانتها وقوتها ووظفت جهودها الهائلة من أجل ذلك.

ولعل الموقف التاريخي في تحرير الكويت واستضافة أشقائنا حتى إرجاع الحق إلى أصحابه من أبرز الشواهد على تأثير المملكة في المنطقة، كما أن وقوفها الدائم مع القضية الفلسطينية ودعم حق الفلسطينيين لا يتزحزح ولا يتأثر بأي ظرف، ولا ينسى العالم وقوف السعودية مع البحرين ودعم استقرارها مع أشقائها في دول الخليج العربي من خلال درع الجزيرة، وتبقى عاصفة الحزم التي أوقفت مشروع الأطماع التوسعية تجاه المنطقة بأكملها وأجهضت المحاولات للتدخل في الشؤون الداخلية خير شاهد على مكانة المملكة وثقلها الإقليمي والعالمي، كما كان للشقيقة مصر أولوية لدى السعودية، حيث عملت على دعم اقتصادها وتحريك عجلته إيمانا منها بأهمية مصر ودورها المحوري في المنطقة.

لقد أسهمت السعودية وما زالت في استقرار العراق والسعي لإعادته إلى حاضنته العربية ودعم اقتصاده بعدد من المشاريع والاتفاقيات المشتركة، وما زيارة الرئيس العراقي الأخيرة إلا دليل على الدور المحوري للمملكة في المنطقة.

للسعودية مكانة خاصة في وجدان كل عربي ومسلم، فهي بلاد الحرمين الشريفين ومحط أنظار العالم أجمع، وتتشرف بخدمة أطهر البقاع وضيوف الرحمن الذين يفدون إليها سنويا.

إن من الواجب علينا اليوم جميعا الوقوف مع قيادتنا السعودية أكثر من أي وقت مضى، فهو وقوف مع أنفسنا ومستقبل الاستقرار الذي نطمح إليه لأبنائنا وللأجيال القادمة، في مواجهة التهديدات والمخاطر التي تحاك للمنطقة، وهذا التعاضد كفيل بإذن الله بقطع الطريق أمام محاولات المساس بالمملكة وموقعها ومكانتها الإقليمية.

حفظ الله بلادنا وشعبنا قيادتنا ووفقها لكل خير.