النساء الأكثر إيذاء لأنفسهن في 2017

الأربعاء - 14 نوفمبر 2018

Wed - 14 Nov 2018

أحالت الجهات المعنية في مستشفيات وزارة الصحة 1265 شخصا، 85% منهم نساء، لأقسام الخدمة الاجتماعية التابعة للوزارة نتيجة محاولة إيذاء أنفسهم، وذلك بعد إجراء بحث اجتماعي لكل حالة بحسب تقرير للوزارة عن عام 2017م اطلعت عليه «مكة».

أسباب مختلفة

من جهته عد الأخصائي النفسي الجنائي الدكتور عبدالله الوايلي محاولة إيذاء النفس سلوكا سلبيا ومتعمدا من قبل الفرد لإلحاق الضرر بنفسه، إما من خلال جرحها أو حرقها أو غير ذلك من مسببات الألم الجسدي، وهو يحدث لأسباب متعددة ومختلفة، منها النفسية التي غالبا ما يصاحبها القصور العاطفي الأسري وضعف العلاقات الاجتماعية والتجارب الحياتية غير الموفقة كالطلاق وعدم اجتياز الامتحان وعدم القبول الوظيفي، أو عقلية حين يصاب الشخص بالأمراض العقلية - النفسية كالفصام والاكتئاب والوسواس وغيرها.

وقال الوايلي للصحيفة إن الأسباب أيضا قد تكون وراثية، مبينا أن الجانب الوراثي هنا ليس جينيا، ولكنه يأتي من خلال التقليد والمحاكاة.

وأشار إلى أن السلوك المنحرف أيضا له صلة بمحاولة إيذاء النفس، كتعاطي المخدرات، حيث تظهر علامات الإيذاء النفسي لدى المدمن غالبا باعتماده النفسي والجسدي على المخدر، سواء كانت على شكل أفكار أو سلوك سلبي ظاهر.

نسبية الانتحار

وأوضح أن إيذاء النفس لا يصنف كمحاولة انتحار، فذلك ليس بالضرورة، غير أن تكرار محاولة الإيذاء قد يتطور لمحاولة انتحار مع الوقت، فالعملية نسبية وتختلف بين الأشخاص، وقد تعود لضعف الوازع الديني وضعف الاستبصار والانهزامية، والاحتراق النفسي قد يقود للانتحار.

وتشير بعض الإحصائيات إلى أن 15% من المراهقين قد جربوا الإيذاء النفسي بغض النظر عن ماهية الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك، مرجحا أن تكون الأرقام الفعلية لمحاولة إيذاء النفس أكثر بكثير مما تم رصده فعليا.

سيكولوجية

وأرجع الوايلي وجود فارق كبير جدا بين عدد من حاولوا إيذاء أنفسهم من الذكور مقارنة بالإناث إلى الفروق الفردية بين الجنسين حسب طبيعة وسيكولوجية كل جنس، فالأنثى تكون غالبا أسيرة للضغوط النفسية ومشاعر الكبت وبالتالي الاحتراق النفسي، إضافة إلى البيئة الاجتماعية القائمة على العادات والتقاليد التي تؤدي بها للخنوع ومن ثم الاستسلام غير المبرر.

وأوضح أن إيذاء النفس يتطلب العلاج، لأنه سلوك سادي وغير طبيعي وينم عن عدم قدرة على التعامل مع مشاعر القلق والتوتر والإحباط والغضب، وله تبعاته النفسية والجسدية والسلوكية، ولكن من الضروري دراسة كل حالة على حدة لاختلاف الأسباب والطرق والثقافة، وهو يحدث عادة بين مرضى الاكتئاب والمعاقين ذهنيا والمصابين بالتوحد، ويحدث أيضا بين بعض الأصحاء وخاصة الأطفال.