ماذا يعني شراء لوس أنجلوس تايمز؟
الاثنين - 12 نوفمبر 2018
Mon - 12 Nov 2018
مؤخرا قام الملياردير المهتم بمجال التكنولوجيا الحيوية باتريك سون-شيونغ بشراء صحيفة لوس أنجلوس تايمز؛ الصحيفة العريقة، بعد أن كادت تغلق أبوابها قبل أشهر حيث كانت مهددة بالإفلاس، وعين عليها أحد الصحفيين ذوي الخبرة الطويلة، وهو نورمان بيرلستاين رئيسا للتحرير، والذي سبق له العمل في وول ستريت جورنال والتايم وبلومبيرغ نيوز.
شراء باتريك سون-شيونغ لواحدة من أعرق الصحف يأتي ضمن مهمة إنقاذ لإعادة تأهيل وترتيب البيت الداخلي لبعض المؤسسات الإعلامية العريقة والكبرى في العالم، والتي بدأ شبح الإفلاس يخيم على كثير منها.
لكنه لم يكتف بهذه الصحيفة بل اشترى صحفا أخرى، منها سان دييغو يونيون-تريبيون إحدى الصحف العريقة في جنوب كاليفورنيا، بهدف تحويلها للعصر الرقمي وللصحافة الالكترونية.
من الملاحظ توجه عدد من رجال الأعمال مؤخرا إلى تبني إنقاذ صحف كبرى عريقة وإعادة ترتيب بيتها الداخلي وتأهيلها بقالب مختلف كي تعود بقوة وتنهض كما كانت سابقا، ولا سيما في البيئة الحالية التي أصبحت تهدد الصحافة المطبوعة.
دخول رجال الأعمال بهذا الثقل إلى سوق النشر وشراؤهم صحفا مطبوعة تتمتع بشعبية كبيرة سيمنحانهم الكثير من الدعاية، إضافة إلى زيادة نفوذهم السياسي وحضورهم الإعلامي على مختلف الأصعدة، كما أنها في الوقت نفسه لا تمثل عبئا ماليا ضخما ومرهقا عليهم في ظل امتلاك بعضهم إمبراطوريات اقتصادية كبيرة.
لقد توجه عدد من الكيانات الاقتصادية الكبرى التي استحوذت على بعض الصحف إلى اتباع طريقة وأسلوب جديدين في تمويل نفقاتها وتغطية ديونها والعجز المالي الذي تمر فيه باستحداث «أوقاف» للإنفاق عليها، ولعل صحيفة الغارديان البريطانية أحد الأمثلة على ذلك، ويعد هذا الأسلوب طريقة مبتكرة في عالم النشر والصحافة في الدول الغربية اليوم، بعدما كانت تعتمد سابقا على التنافس المحتدم في المبيعات ومحاولة الاستحواذ على حصة كبيرة من الإعلانات في سوق يشهد تحولات كبيرة وغير مضمونة المخاطر.
من الواضح توجه الصحف العالمية العريقة في المرحلة المقبلة إلى الاعتماد بشكل كبير على الوجبات الصحفية السريعة المستمدة من صحافة المواطن الذي أصبح حجر الزاوية، حيث يعد عنصرا أساسيا، ولا سيما مع دخول وسائل التواصل الاجتماعية وتأثيرها كمصادر رئيسة للأخبار.
يبقى السؤال المهم: هل سنشهد في المرحلة المقبلة حملة مماثلة لإنقاذ الصحف المحلية من وضعها الحالي تفاديا لوصولها إلى الإفلاس وبالتالي تكون الخسارة خسارتين، خسارة إغلاق صحيفة محلية كبرى وخسارة فقدان كوادر إعلامية مؤهلة تأهيلا جيدا وعلى مستوى من الممارسة المهنية التي امتدت لسنوات في كبرى المؤسسات الصحفية المحلية؟
@nalhazani
شراء باتريك سون-شيونغ لواحدة من أعرق الصحف يأتي ضمن مهمة إنقاذ لإعادة تأهيل وترتيب البيت الداخلي لبعض المؤسسات الإعلامية العريقة والكبرى في العالم، والتي بدأ شبح الإفلاس يخيم على كثير منها.
لكنه لم يكتف بهذه الصحيفة بل اشترى صحفا أخرى، منها سان دييغو يونيون-تريبيون إحدى الصحف العريقة في جنوب كاليفورنيا، بهدف تحويلها للعصر الرقمي وللصحافة الالكترونية.
من الملاحظ توجه عدد من رجال الأعمال مؤخرا إلى تبني إنقاذ صحف كبرى عريقة وإعادة ترتيب بيتها الداخلي وتأهيلها بقالب مختلف كي تعود بقوة وتنهض كما كانت سابقا، ولا سيما في البيئة الحالية التي أصبحت تهدد الصحافة المطبوعة.
دخول رجال الأعمال بهذا الثقل إلى سوق النشر وشراؤهم صحفا مطبوعة تتمتع بشعبية كبيرة سيمنحانهم الكثير من الدعاية، إضافة إلى زيادة نفوذهم السياسي وحضورهم الإعلامي على مختلف الأصعدة، كما أنها في الوقت نفسه لا تمثل عبئا ماليا ضخما ومرهقا عليهم في ظل امتلاك بعضهم إمبراطوريات اقتصادية كبيرة.
لقد توجه عدد من الكيانات الاقتصادية الكبرى التي استحوذت على بعض الصحف إلى اتباع طريقة وأسلوب جديدين في تمويل نفقاتها وتغطية ديونها والعجز المالي الذي تمر فيه باستحداث «أوقاف» للإنفاق عليها، ولعل صحيفة الغارديان البريطانية أحد الأمثلة على ذلك، ويعد هذا الأسلوب طريقة مبتكرة في عالم النشر والصحافة في الدول الغربية اليوم، بعدما كانت تعتمد سابقا على التنافس المحتدم في المبيعات ومحاولة الاستحواذ على حصة كبيرة من الإعلانات في سوق يشهد تحولات كبيرة وغير مضمونة المخاطر.
من الواضح توجه الصحف العالمية العريقة في المرحلة المقبلة إلى الاعتماد بشكل كبير على الوجبات الصحفية السريعة المستمدة من صحافة المواطن الذي أصبح حجر الزاوية، حيث يعد عنصرا أساسيا، ولا سيما مع دخول وسائل التواصل الاجتماعية وتأثيرها كمصادر رئيسة للأخبار.
يبقى السؤال المهم: هل سنشهد في المرحلة المقبلة حملة مماثلة لإنقاذ الصحف المحلية من وضعها الحالي تفاديا لوصولها إلى الإفلاس وبالتالي تكون الخسارة خسارتين، خسارة إغلاق صحيفة محلية كبرى وخسارة فقدان كوادر إعلامية مؤهلة تأهيلا جيدا وعلى مستوى من الممارسة المهنية التي امتدت لسنوات في كبرى المؤسسات الصحفية المحلية؟
@nalhazani