إعلامنا والأزمات.. رؤية تحليلية للحملة الإعلامية الموجهة ضد السعودية

السبت - 20 أكتوبر 2018

Sat - 20 Oct 2018

تشهد المملكة العربية السعودية بين فترة وأخرى حملات إعلامية موجهة ومنظمة بقصد الإساءة لها والتقليل من مكانتها، إضافة إلى محاولة الجهات والدول التي تقوم بتلك الحملات لجني بعض المصالح التي تسعى لتحقيقها. وخلال الأيام القليلة الماضية وحتى الآن جاءت واحدة من أكثر الحملات شراسة وتنظيما ضد المملكة وقيادتها وشعبها، وبرزت إلى السطح بشكل مختلف من حيث التنسيق والتوجيه والتنظيم واختيار التوقيت.

فمنذ الساعات الأولى لاختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي (رحمه الله) في تركيا وحتى إعلان النائب العام السعودي ما أظهرته التحقيقات الأولية في موضوع اختفائه وأنه توفي نتيجة حدوث شجار بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة بإسطنبول وتوقيف 18 شخصا على ذمة القضية لاستكمال التحقيقات معهم، بدأت ولم تهدأ معظم وسائل الإعلام العالمية والمؤسسات الصحفية الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بنشر أخبار ومقالات رأي ومواد وتقارير صحفية تصب في اتجاه واحد موجه بقصد الإساءة للقيادة السعودية وتحميلها مسؤولية ما جرى، رغم حرص القيادة منذ الدقائق الأولى لاختفاء خاشقجي على متابعة الموضوع وما صاحبه من اهتمام واتصال خادم الحرمين الشريفين بالرئيس التركي في هذا الشأن.

لقد كان واضحا أن هذه الوسائل الإعلامية عمدت إلى الانتقائية في نشر ما يخدم توجهها وتضخيمه بصرف النظر عن مجريات الحدث وما تتطلبه المهنية من إطلاع الرأي العام العالمي على كيفية تعامل السعودية مع القضية بكل شفافية وإعلانها للتحقيقات الأولية، حيث تم تلفيق العديد من المواد الصحفية والتقارير التلفزيونية وتسريب المعلومات كل دقيقة وأخرى على مدار الساعة لمختلف الوكالات العالمية التي بدأت هي الأخرى بتبني تلك الادعاءات والأخبار المكذوبة على أنها حقائق مطلقة لا تقبل الشك.

ترحيب القيادة السعودية بفتح المجال لوكالة الأنباء العالمية رويترز ولفريق التحقيق التركي السعودي المشترك بزيارة مبنى القنصلية والاطلاع عليه، لم ينل حقه من التغطية عبر نشرات الأخبار العالمية ولا عبر الصحف الصادرة من كبرى العواصم في العالم، وإنما تصدرت أجندة أخرى تعمل وفق أولويات تلك المؤسسات التي اتفقت على هدف واضح ومحدد وهو استغلال هذا الحدث ومحاولة ابتزاز السعودية من خلال إلصاق التهمة بها، واتخذت في ذلك عدة طرق وأساليب لتحقيق هدفها.

ولعل إلقاء نظرة سريعة على عينة مما نشرته بعض وسائل الإعلام الأجنبية دون التركيز على الصحف والقنوات الفضائية العربية التي تناولت الحدث، يوضح الصورة بشكل عملي بعيدا عن العاطفة، حيث يمكن رؤية كيف تسير الأحداث وتصنع في مطابخ تلك المؤسسات الإعلامية المؤثرة، ومعرفة كيف يتم تهيئة المزاج العالمي لتبني وجهة النظر التي تطرحها تلك المؤسسات، والوقوف على مراحل تصاعد الخطاب الإعلامي الموجه ضد المملكة بطريقة احترافية وبأساليب وطرق وصياغات مختلفة، ونأخذ على سبيل المثال:

01 نشرت وكالة الأنباء AFP news agency الفرنسية خبرا عبر حسابها في توتير تلمح فيه إلى «اتهام السعودية ومحاولة التشكيك بقيادتها وأنها ستواجه ردة فعل ومقاطعة لمؤتمرها القادم».

02 لم تكن وكالة الأنباء العالمية رويترز بعيدة عن ذات الخط التحريري، حيث نشرت في السابع عشر من أكتوبر خبرا عبر حسابها الرسمي يفيد «بإعفاء القنصل السعودي في إسطنبول من منصبه» ثم قامت بعد ذلك بحذف الخبر.

03 أما على مستوى الصحف العالمية الكبرى فقد تناولت الواشنطن بوست الأمريكية الحدث من زاوية مختلفة، حيث نشرت عبر حسابها الرسمي في تويتر على سبيل المثال في 13 أكتوبر مادة رأي صحفية تشير فيها صراحة إلى «أن اختفاء المواطن السعودي عمل معتاد لدى السعوديين»، حيث تبنت الصحيفة ومنذ اللحظة الأولى موقفا معاديا تجاه المملكة بعيدا عن الأعراف الصحفية التي تحكم طبيعة العمل المهني الذي يتطلب الدقة في جمع المعلومات والحيادية في طرحها، وتناول الموضوع من مختلف زواياه وإعطاء ذات المساحة لكافة الأطراف، وهذا ما لم يتم. فقد كانت الصياغة التحريرية تتجه في مسار واحد تريده الصحيفة وتسعى إليه وهو إلصاق التهمة بالسعودية، رغم إعلان الرياض التحقيق في الموضوع وحرصها على نشر التحقيقات الأولية للرأي العام بعد ذلك، الأمر الذي لم ينل من الصحيفة الاهتمام نفسه.

لقد كان تركيز الواشنطن بوست على القضية وتضخيمها من زاوية أنه صحفي وأحد كتابها، وتبنت معها عدة وسائل إعلامية ذات الزاوية والتركيز عليها بشكل مكثف لمحاولة إعطاء القضية بعدا دوليا وعالميا، وتغافلت بأنه مواطن سعودي قبل كل شيء وأن بلاده مسؤولة عنه.

04 لم تكن صحيفة الغارديان البريطانية مختلفة عن التوجه الأحادي الجانب، حيث نشرت في 12 أكتوبر الحالي مادة صحفية مفادها بأن «السعودية في أزمة».

05 في إطار الضخ الإعلامي المتواصل في هذا المسار قامت صحيفة التايمز بنشر خبر يفيد بدخول كاتب عمود صحفي إلى القنصلية، ثم أصبح في عداد المفقودين، حيث نلاحظ تركيز الصحيفة على استخدام مفردة (كاتب عمود) في إشارة رمزية لها مدلولها تشير للصحيفة الأمريكية التي كان يكتب فيها الصحفي السعودي، بهدف إضافة بعد جديد إلى الموضوع، غاضة الطرف عن أنه قبل هذا كله مواطن سعودي، وأن بلاده مسؤولة عن حمايته بموجب القوانين والأعراف الدولية، كما يلاحظ عدم اهتمام التايمز بالتحرك السعودي نحو كشف ملابسات الموضوع وما أفضت إليه التحقيقات الأولية التي أعلنها النائب العام السعودي.

هذه الأمثلة السابقة إضافة إلى البيان الذي صدر من الدول الأوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا الذي طالبت فيه على حد وصفها بتحقيق موثوق في قضية اختفاء الصحفي السعودي، تتطلب منا أن نقف عليها وأن نحللها بهدوء وحكمة بعيدا عن العاطفة ونعرف مسبباتها وأهداف من ساهم في صناعة هذه الأزمة وتضخيمها، ولا سيما بعد إعلان النائب العام السعودي ما أظهرته التحقيقات الأولية، كي يتسنى لنا معرفة كيف تسير الأحداث؟ وكيف نستطيع فهم العقلية الغربية والتعامل معها بنفس أدواتها وطريقة تفكيرها؟

إن التصعيد الإعلامي غير الأخلاقي وغير المسبوق الذي تتعرض له المملكة حاليا كان بغرض تسييس الحدث بامتياز من قبل قوى داخل واشنطن وباريس ولندن وبرلين لديها صراع داخلي فيما بينها، بغرض استغلال الحدث وتضخيمه للحصول على مكاسب وابتزاز السعودية وكل من يرتبط معها بعلاقات صداقة وثيقة، حيث لم يعد للموضوعية مكان في هذا الحدث، بل توسع لتدخل فيه المصالح والمزايدات وصراعات حكومات مع المعارضة وجماعات ضغط لها مصالحها الخاصة.

وحتى نستفيد من التجارب التي مرت بنا وتزداد خبرتنا في التعاطي مع الأزمات الإعلامية، ومنها الأزمة الحالية التي حدثت، ونعرف كيف نواجهها مستقبلا بشكل مختلف، وبإدارة وعقلية احترافية، لا بد أولا أن نفهم المشهد الإعلامي الحالي، وكيف تمت صناعته والعمل على تهيئة الرأي العام العالمي بما ينسجم مع توجهات أصحاب المصالح وجماعات الضغط، وعلى رأسها وسائل الإعلام لمحاولة اتهام السعودية، نرى على سبيل المثال هذه الأيام:

01 يواجه الرئيس الأمريكي هجوما من خصومه ومن أعضاء الحزب الديمقراطي المعارض، ولا سيما مع قرب انتخابات التجديد الكلي لمجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ يوم السابع من نوفمبر القادم، حيث يفصلنا أيام بسيطة عنها، مستغلين المصالح الأمريكية المشتركة مع الرياض وصفقة السلاح التي سبق وأعلن عنها، لخلط الأوراق وتضخيم الحدث إعلاميا.

02 أما الرئيس الفرنسي فلا يقل عن نظيره الأمريكي من حيث سخونة المشهد في فرنسا، حيث الملفات الساخنة بدأت تطفو على السطح كملف البطالة وتراجع الاقتصاد وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، وتأثير ذلك على فرنسا.

03 ولا يختلف المشهد في ألمانيا عن نظيرتها فرنسا، حيث تعصف بالسيدة ميركل ظروف سياسية تعد من أصعب ما شهدته سيدة برلين، ولعل خسارة حزبها الحاكم منذ أيام في بافاريا تعد واحدة من أسوأ أيامها، كما أن هاجس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما سيترتب على هذا الوضع الجديد من التزامات مالية وسياسية يجعل السيدة ميركل تحت ضغط كبير.

04 وفي بريطانيا تواجه رئيسة الوزراء تيريزا ماي معارضة شديدة داخل حزبها الحاكم بقيادة وزير الخارجية الأسبق بوريس جونسون، حيث تحاول إيجاد صيغة نهائية لملف البريكست الذي أرهقها، إضافة إلى اتهامها من قبل حزب العمال المتشدد بقيادة زعيمه جيرمي كوربن بأنها تجامل السعودية بسبب توقيع صفقات تجارية أخيرا مع بريطانيا.

كيف تعامل إعلامنا السعودي مع الحدث؟

إن المراقب للمشهد الإعلامي السعودي وما دار خلال الأيام القليلة الماضية يلحظ مجموعة من النقاط التي يجب الوقوف عندها وتقييم بعضها بموضوعية وشفافية حتى يمكن تقديم تصور لما يمكن عمله لصانع القرار في مثل تلك الأزمات.

01 كشفت الأزمة الحالية وجود فجوة بين الواقع والمأمول في إعلامنا المحلي، حيث كانت قضية خاشقجي أنموذجا.

02 بعض ما تم طرحه في بمختلف وسائل الإعلام المحلية افتقد للطرح الإعلامي المتوازن والهادئ القائم على تفنيد الاتهامات، وذكر الحقائق والمعلومات الصحيحة بعيدا عن العاطفة.

03 لم يدخل الإعلام المحلي إلى صلب الحدث ويعالج أبعاده وزواياه المختلفة، وإنما كان التركيز على العموميات والدفاع لأجل الدفاع دون وجود استراتيجية واضحة تقوم على إبراز الحقائق والمعلومات التي تمتلكها المملكة بشأن هذا الموضوع وإبرازها بشكل صحيح.

04 الافتقاد لوجود استراتيجية واضحة للتعامل مع الأزمات الإعلامية إقليميا ودوليا بما يتناسب وطبيعة الجمهور المستهدف في تلك المناطق من العالم.

05 عدم اختيار ضيوف متخصصين يقدمون الموضوع ويشرحون أبعاده بما يخدم توجه المملكة.

06 لقد كشفت الأزمة الحالية عدم وجود تنسيق بين الوسائل الإعلامية المحلية المختلفة.

07 التركيز على خطاب العاطفة دون العقل، ولا سيما أن المملكة تملك العديد من الحقائق التي تستحق إبرازها للرأي العام، ومنها إعلان النائب العام السعودي حول ما أظهرته التحقيقات الأولية في هذه القضية، وهذا ما لم توفق فيه معظم وسائل إعلامنا المحلية.

08 لم تتم الاستفادة من وسائل الإعلام المحسوبة على السعودية، والتي لها حضورها الواضح في المشهد الإعلامي العربي واستثمارها لدعم الرأي السعودي في هذا الحدث، حيث يلحظ المراقب أن أداء بعضها دون المأمول ودون الطموح، ولا سيما مع الدعم الكبير الذي تجده.

09 عدم التعاطي مع الإعلام الدولي بشكل احترافي والتواجد في عقر داره ومخاطبة الرأي العالمي عبر وسائل الإعلام في الدول التي تشن تلك الحملة الإعلامية على السعودية.

10 من الأزمات تولد الفرص، حيث يمكن صناعة خطاب إعلامي موحد حول الحدث يتم نشره وشرحه وتوضيحه للرأي العام وهو ما لم يتم بشكل احترافي منظم حتى الآن.

11 افتقاد سفاراتنا في الخارج والملحقيات الثقافية فيها لأي دور فاعل في الأزمة الحالية أو التعاطي معها إعلاميا بشكل منظم وعلى قدر عال من الاحترافية، ولا سيما مع وجود الدعم الكبير والإمكانات الهائلة التي لديها، إذ من الواضح عدم امتلاكها رؤية للتعامل مع مثل هذه الأزمات.

12 عدم استثمار وسائل التواصل الاجتماعية، فتعاطف الجمهور العربي والإسلامي بشكل جيد يخدم مصالح المملكة، ولا سيما في هذه الأزمة.

13 كثرة الهاشتقات وعدم تركيزها على انتقاء مفردات أكثر قوة وتأثيرا لدى الجمهور.

كيفية المعالجة؟

حتى يمكن استثمار الأزمة لصالح السعودية، لا بد من العمل على رسم خارطة طريق للإعلام السعودي لضمان التعاطي مع الأزمات الدولية التي قد تحدث مستقبلا بشكل مدروس من خلال:

01 بناء استراتيجية إعلامية فاعلة ومؤثرة ولها أذرعها التنفيذية في مختلف دول العالم، والاستفادة من الخبرات المحلية والدولية في هذا المجال.

02 مراجعة خطابنا الإعلامي الداخلي والخارجي وإصلاح الخلل الواضح فيه، فلا وقت للانتظار إذا أردنا أن نكون فاعلين ومؤثرين في المشهد العالمي اليوم.

03 تكوين لوبي فاعل في الدول الغربية من قادة رأي ونخب وإعلاميين وساسة ومثقفين يدافعون عن مصالح المملكة، ويوصلون رسالتها إلى الشعوب الغربية وفق استراتيجية منظمة، مع السعي لإقامة الندوات وعقد المؤتمرات ونشر المقالات في مختلف الصحف الأمريكية، لأجل الحفاظ على مصالح السعودية والدفاع عنها، وفتح جسور وعلاقات صداقة مع عدد من الباحثين والخبراء في المجتمع الأمريكي للتأثير عليهم وإقناعهم وكسب تأييدهم.

04 من الأزمات تولد الفرص هذا ما يجب أن ندركه ونعمل على تطبيقه، وذلك يتطلب بناء فريق مؤهل ومدرب لاستغلال الأزمات استغلالا إيجابيا في مصلحة المملكة في الخارج، من خلال استثمار دور السفارات وتفعيل الملحقيات الثقافية في الخارج ومنحها الصلاحيات اللازمة.

05 استثمار الفعاليات والأيام الثقافية التي تعقد في الخارج لإبراز دور ومكانة المملكة بشكل حديث ومتطور، إذ لا بد من وضع برامج ومبادرات جديدة تتناسب مع طبيعة البلدان التي نشارك في فعالياتها وثقافة شعوبها وعاداتها، مع ضرورة توطيد علاقة الصداقة مع الجامعات والمراكز العلمية والبحثية، وتنظيم زيارات ميدانية لهم للمملكة للتعرف عليها عن قرب.

06 الاستفادة من المراكز الإسلامية التي تقوم المملكة على رعايتها في الخارج بما يخدم استراتيجية السعودية في نشر قيم التسامح التي حث عليها ديننا الإسلامي ومبادؤه السمحة، وفق برامج مخططة تناسب طبيعة كل بلد.

07 استثمار القوى الناعمة للمملكة في الخارج، فأبناؤنا المبتعثون خير سفراء للمملكة، وذلك بتدريب بعضهم وصقل مهاراتهم وفق برامج تدريبية وعملية مركزة، حتى يكونوا سفراء فاعلين للسعودية ومؤثرين في أوساط المجتمعات التي يدرسون فيها.

08 أهمية التحليل الدائم لما يطرح في الإعلام الغربي عن السعودية بمختلف وسائله والعمل على قياسه، وتقديم الحلول المناسبة للتعامل مع كل حدث بما يناسبه.

09 العمل على توثيق العلاقة مع الجاليات الإسلامية المقيمة في الخارج.

10 لأننا نشهد حاليا حرب معلومات مستمرة، من المهم تكوين مركز عمليات متقدم برئاسة وزارة الدفاع وتضم عددا من الأجهزة المعنية، منها الاستخبارات العامة، ووزارة الخارجية، لوضع الاستراتيجية الإعلامية لإدارة الأزمة.

إن ضرورة التعاطي مع الإعلام الغربي بطريقة احترافية مهم لخدمة المصالح السعودية، فإيران على سبيل المثال تصرف على الإعلام الأمريكي نحو 950 مليون دولار سنويا، لأجل تحسين صورتها لدى الرأي العام الأمريكي، وهو ما أكده وزير خارجيتها حين قال في مقابلة تليفزيونية «لدينا جالية كبيرة ومتعلمة في أمريكا يجب اعتبار هؤلاء بمثابة ثروة لإيران، إذ إنهم يستطيعون الدفاع عن مصالح بلادهم ويتوجب عليهم ألا يسمحوا بفرض النظرة العدائية ضد إيران في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي».

هناك فرص كثيرة بإمكاننا استثمارها، ولا سيما تلك التي يتابعها المجتمع الأمريكي ويتأثر بها، كموضوع مكافحة الإرهاب على سبيل المثال، فقلة من المجتمع الأمريكي يعرفون الدور الذي لعبته المملكة في محاربة الإرهاب، وكيف تصدت وأحبطت عددا من العمليات الإرهابية التي كادت تقع، حيث تعاونت مع عدة دول منها الولايات المتحدة الأمريكية.

بات تطوير خطابنا الإعلامي الداخلي والموجه للعالم ضرورة حتمية إذا أردنا أن نكون فاعلين ومؤثرين في العالم، فالإعلام صناعة يجب إتقانها لمواجهة تحديات المستقبل على الصعيدين المحلي والعالمي.

•هدف واضح ومحدد وهو استغلال هذا الحدث ومحاولة ابتزاز السعودية من خلال إلصاق التهمة بها.

• تهيئة المزاج العالمي لتبني وجهة النظر التي تطرحها تلك المؤسسات الإعلامية المؤثرة.

• تصاعد الخطاب الإعلامي الموجه ضد المملكة بطريقة احترافية وبأساليب وطرق وصياغات مختلفة.

• بدأت الهجمة بوكالة الأنباء AFP news agency الفرنسية، ثم رويترز في الخط التحريري نفسه.

• الواشنطن بوست تقود حملة الصحف الشرسة بحجة أن خاشقجي أحد كتابها، واتسقت معها كل من الجارديان والتايمز.

• صدر بيان من بريطانيا وفرنسا وألمانيا طالبت فيه على حد وصفها بتحقيق موثوق في قضية اختفاء الصحفي السعودي.

البداية

بدأت ولم تهدأ معظم وسائل الإعلام العالمية والمؤسسات الصحفية الكبرى في أمريكا وأوروبا بنشر أخبار ومقالات رأي ومواد وتقارير صحفية موجهة، بقصد الإساءة للمملكة في قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي.

التحليل

الهدف تسييس الحدث وتضخيمه من قبل قوى داخل عواصم الدول الكبرى، بسبب الصراع الداخلي فيما بينها، للحصول على مكاسب ومحاولة ابتزاز السعودية.

يواجه الرئيس الأمريكي هجوما من خصومه ومن أعضاء الحزب الديمقراطي المعارض لخلط الأوراق.

الملفات الساخنة بدأت تطفو على السطح كملف البطالة وتراجع الاقتصاد وتداعيات خروج بريطانيا.

خسارة الحزب الحاكم في بافاريا، والتزامات مالية وسياسية بسبب خروج بريطانيا.

تواجه رئيسة الوزراء تيريزا ماي معارضة شديدة داخل حزبها الحاكم بقيادة وزير الخارجية الأسبق بوريس جونسون.

إعلامنا والأزمة

• فجوة كبيرة بين الواقع والمأمول.

• افتقد للطرح الإعلامي المتوازن والهادئ القائم على تفنيد الاتهامات وتوضيح الحقائق.

• كان التركيز على العموميات والدفاع لأجل الدفاع، دون وجود استراتيجية واضحة.

• الافتقاد لاستراتيجية واضحة للتعامل مع الأزمات الإعلامية إقليميا ودوليا.

• عدم اختيار ضيوف متخصصين.

• التركيز على خطاب العاطفة دون العقل.

• عدم التعاطي مع الإعلام الدولي بشكل احترافي.

• افتقاد سفاراتنا في الخارج والملحقيات الثقافية فيها لأي دور فاعل في الأزمة الحالية.

• عدم استثمار وسائل التواصل الاجتماعية بالشكل الأمثل.

• كثرة الهاشتاقات في تويتر وعدم تركيزها.

ما الحل؟

01 بناء استراتيجية إعلامية فاعلة ومؤثرة.

02 مراجعة خطابنا الإعلامي الداخلي والخارجي وإصلاح الخلل الواضح فيه.

03 تكوين لوبي فاعل في الدول الغربية.

04 استثمار دور السفارات وتفعيل الملحقيات الثقافية في الخارج.

05 استثمار الفعاليات والأيام الثقافية التي تعقد في الخارج.

06 الاستفادة من المراكز الإسلامية التي تقوم المملكة على رعايتها في الخارج.

07 استثمار القوى الناعمة للمملكة في الخارج.

08 التحليل الدائم لما يطرح في الإعلام الغربي عن السعودية.

09 توثيق العلاقة مع الجاليات الإسلامية المقيمة في الخارج.

10 تكوين مركز عمليات متقدم لوضع استراتيجية إعلامية لإدارة الأزمة.

@nalhazani