إغواء العقل الباطن.. هل تتسلل الإعلانات إلينا خفية؟

الخميس - 18 أكتوبر 2018

Thu - 18 Oct 2018

إن الهدف الذي تسعى إليه الإعلانات ببساطة هو توصيل رسالة مقنعة للجمهور بشكل عام لنبقى على صلة دائمة بالمنتجات والأفكار الجديدة، كما يمكن للإعلانات أن تحقق مقاصدها دون أن تكون مقنعة بشكل واضح، لذا نميل بدرجة كبيرة لعدم الانتباه كثيرا للإعلانات الإبداعية لشعورنا بأنها تمثل تهديدا لنا، ولهذا السبب نتجاهلها كي لا تؤثر فينا، ولكن يمكن لهذا التجاهل أن يمنح الإعلانات مزيدا من القوة.

وفي كتاب "إغواء العقل الباطن" يكشف لنا الدكتور روبرت هيث الطريقة التي نتعامل بها مع الإعلانات التي تصلنا بطريقة غير مباشرة، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة تأثيرها على عواطفنا، فهي الدافع الأساسي خلف قراراتنا وعلاقاتنا، كما يحاول روبرت هيث فهم سيكولوجية التأثير العاطفي علينا من قبل الإعلانات.

كيف يؤثر التواصل العاطفي علينا لا شعوريا؟

الطريقة الأولى:

من خلال المثيرات المؤثرة عاطفيا، ويمكن أن تشمل عددا من العناصر المختلفة، بدءا بالموسيقى إلى الشعارات إلى الشخصيات إلى التحف الجامدة، فعندما يتم إدراكها تثير تصورا قادرا على التأثير في مشاعرنا، فتصبح مؤثرة عندما نراها ونسمعها مرارا في الإعلانات المصحوبة بعلامة تجارية معينة.

الطريقة الثانية:

تتم من خلال التأثير على العلاقة التي تربطنا بأي علامة تجارية، فنحن نشعر بمستوى معين من التعلق بكل شيء نستخدمه، وعادة ما يكون حجم القيم العاطفية لهذه التعلقات لا شعوريا، لهذا يسهل التأثير عليها لا شعوريا، فكل عملية تواصل تحدث لنا بدءا من إيماءة بسيطة إلى إعلان تلفزيوني يستغرق 90 ثانية تضم الكثير من العناصر التي تحدد الرسالة التي يرجى إيصالها، وتعرف باسم "التواصل الورائي" غير المباشر.

الطريقة الثالثة:

نحن غير قادرين جسديا على اتخاذ قرار إذا كانت عواطفنا لا تسمح لنا بذلك، وفي بعض الأحيان عندما نكون في عجلة من أمرنا فإن عواطفنا يمكن أن تتخذ على نحو فعال قرارات بالنيابة عنا عن طريق الغريزة، لذا فإن المضمون العاطفي في الإعلانات يمكن أن يؤثر لا شعوريا حتى في أكثر قراراتنا العقلانية المدروسة.

ولكن هناك طريقتين مضمونتين لمقاومة خداع العقل الباطن:

الطريقة الأولى:

استبعاد كل الإعلانات من عالمك الخاص.

الطريقة الثانية:

هي العكس تماما، كلما ازداد انتباهك واهتمامك بهذه الإعلانات زادت قوتك على مقاومة ما تراه وما تسمعه، ومن ثم سيكون تأثيرها عليك أقل، قد يكون الأمر مملا ومزعجا وغير مأمون المخاطر، ولكنك على الأقل ستشعر بالرضا لأنك قللت كثيرا من احتمال تعرض عقلك الباطن للإغواء.