ناصر الهزاني

أبحاثنا واختراعاتنا العلمية.. نحن أولى بها

الاثنين - 15 أكتوبر 2018

Mon - 15 Oct 2018

لا ترقى الأمم والشعوب إلا بسواعد أبنائها، حيث إنهم المحرك والوقود الأساسي لأي عملية تطوير وتحديث، وإذا ما أرادت أي أمة تحقيق التنمية المستدامة لا بد لها من استثمار البشر قبل الحجر، فبناء الإنسان وتأسيسه مقدمتان لأي تطور حضاري ومستقبلي.

ويشهد العالم حاليا سباقا محموما بين مختلف الدول نحو تبني الأبحاث والدراسات العلمية وتحويلها لمنتجات صناعية مفيدة وصالحة وذات استخدامات متعددة، وقد نجحت بعض الدول من خلال تلك الاستراتيجية، حيث أصبحت تنافس وتدخل منتجاتها الأسواق العالمية.

ولو راجعنا مسيرة معظم البلدان المتقدمة لوجدنا اهتماما كبيرا بالبحث العلمي وتبني استراتيجية تقوم على تبني الكفاءات والأبحاث وتحويلها إلى واقع ملموس لتستفيد منها المجتمعات.

وعلى سبيل المثال، يظهر التقرير الأخير للمنتدى العربي للبيئة والتنمية أن متوسط معدل الإنفاق الكلي على البحث العلمي والتطوير في الولايات المتحدة بلغ 2.7 %، و1.7 % في المملكة المتحدة، في حين كان معدل الإنفاق الكلي على البحث والتطوير في جميع البلدان العربية يقل عن 1 % من الناتج المحلي الإجمالي.

ورغم أن هناك دولا عربية حريصة ومهتمة بالاستثمار في البحث العلمي، وحققت نتائج جيدة مقارنة بالعقود الماضية، إلا أن هذا لا يلبي الطموحات المستقبلية في ظل المنافسة الشديدة بين مختلف دول العالم لاستثمار، وتبني البحث العلمي كخيار استراتيجي وليس ترفا.

إن وجود مبادرات عديدة واهتمام في مجال البحث العلمي والتطوير لا يكفيان، بل لا بد من تبني استراتيجية تقوم على برامج وسياسة واضحة لترجمة النتائج التي توصلت إليها الأبحاث العلمية والمخترعات والابتكارات إلى واقع ملموس يستفاد منه، وتطوير مخرجاته واستثمارها بما يسهم في تعزيز التنمية والاقتصاد الوطني.

المملكة العربية السعودية إحدى أهم دول العشرين الأقوى عالميا، وإضافة لذلك فالمملكة أطلقت أضخم مشروع علمي منذ أكثر من عشر سنوات، وهو مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، هذا المشروع الذي قدمت له الحكومة كافة الإمكانات والتسهيلات ودعمته حتى أصبح أبناؤنا في الخارج علامات مضيئة في مختلف مجالات العلوم التي ابتعثوا لأجلها.

ولكن ثمة أسئلة مهمة لا بد من الوقوف عليها وطرحها بغية التفكير بصوت عال، علها تفتح بعض الحلول العملية لتلك الإنجازات التي يستحق بلدنا الاستفادة منها، ولا سيما ونحن نعيش بحمد الله نهضة علمية وتنموية تسعى لاستثمار العقول وبناء الإنسان.

أين مخرجات برامج الابتعاث العلمية المتمثلة برسائل الماجستير والدكتوراه؟

ما هو مصير تلك الأبحاث والدراسات العلمية؟ وهل تم استثمار بعضها في تنمية البلد وتعزيز قدراته وتنويع مصادره؟

ما مدى استفادة وزارة التعليم والوزارات والمؤسسات الحكومية في تبني بعض الدراسات والمشاريع؟ وهل هناك أرقام ترصد حجم الاستفادة من مشاريع المبتعثين في الخارج؟

وأخيرا، أليس من الأولى أن نكون سباقين في تحويل أبحاث وابتكارات أبنائنا في الخارج إلى مخرجات حقيقية ومنتجات يستفيد منها بلدنا الغالي؟