وأنت: ماذا فعلت؟
الأحد - 30 سبتمبر 2018
Sun - 30 Sep 2018
يعتقد البعض أن التنمية وإحداث النماء لأي دولة مسؤولية الحكومة بشكل حصري، ممثلة في أجهزتها المختلفة البلدية والأمنية والاقتصادية والتجارية والتعليمية والصحية وغيرها، ويعتقد البعض الآخر أن دور المواطن يقف عند حدود التمتع بمخرجات التنمية والاقتصاد المتين، وأن يحظى بخدمات تعكس الحياة الكريمة والعيش الرغيد فحسب. هكذا يعتقد البعض وهكذا يظنون!
ولكي نقف بفكر تأملي بسيط حول هذه المفاهيم فإنه يلزم أن نسترجع سويا أن الإنسان (المواطن) هو أحد المكونات الأساسية لأي دولة بالعالم، حيث إن الكتلة البشرية هي الجزء المعني بعمليات التنمية وهي القائمة به في الوقت نفسه سواء من قطاعات الدولة البشرية المختلفة governmental manpower أو من المواطنين citizens، تأتي بعد ذلك أركان أخرى للدولة، مثل: الإقليم الجغرافي والحكومة والسيادة، ولما كانت الدولة من خلال أجهزتها المختلفة هي المنوط بها التخطيط والتنظيم والتنفيذ لمشاريع التنمية والنماء وفق ما تراه مناسبا ومحققا للازدهار كان من الضروري أن يكون هنالك تعاون أكثر من الأفراد والجماعات والكتل البشرية مع هذه التنمية، والتكامل مع هذه الأفكار لتحقيق اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي وبيئة تنموية مثالية.
فعلى سبيل المثال إن تكامل المواطن الصالح مع التنمية الوطنية في قطاع التعليم والتدريب يكون من خلال حسن اختيار التخصصات الدراسية المتوافقة مع احتياج السوق المحلي، وإتقان اللغات الحيوية والعصرية، وتشجيع التعلم المرن والمدمج والالكتروني، والانخراط في التدريب التقني والمهني لسد الاحتياج المنزلي اليومي من أعمال الصيانة والتشغيل البسيطة دون الحاجة للمختص في أمر عابر وبسيط.
ويأتي تكامل المواطن مع التنمية في مجال الصحة من خلال عدة أمور لعل أهمها: اتباع نظام غذاء وحمية يضمن وجود أسرة صحية وسليمة، والعمل على محاربة العادات الحياتية السيئة، مما يقلل تكاليف العلاج ويتيح الأسرة بالمستشفيات للاحتياج الفعلي للمرضى وليس للنقاهة، وتشجيع ثقافة احترام الممارس الصحي كمقدم خدمة جليل، وتعلم مبادئ الإسعافات المنزلية والحوادث العرضية من خلال دورات الطوارئ والعلاج التنفسي، مما يقلل من هدر خدمات الإسعاف وازدحام طوارئ المستشفيات.
وللتكامل بين المواطن والتنمية الاقتصادية حديث لا يكاد ينتهي: فمن الجميل أن يكون التسوق عقلانيا لا عاطفيا emotional shopping، وأن يكون الادخار أسلوب حياة، وأن يكون هنالك ما يسمى بالتخطيط الأسري family plan من حيث ترتيب الأولويات وتنظيم النسل واختيار المسكن والملبس والمأكل المتوافق مع الدخل، والبعد عن عادات التفاخر الممقوت والمبالغة في الضيافة والاستقبالات تحت مسمى الكرم، وصرف المال قدر المستطاع داخل الوطن، والاعتدال في المصروف للأبناء والزوجة والأقارب.
وللشارع ومقر العمل والشجرة والحجر والمدر والجبل ومسطحات المياه وجدران المباني حق على المواطن الصالح الراغب في تنمية مستدامة، وذلك بأن يحسن التعامل مع كل هذا، وألا ينوب هذه المقدرات ضرر أو تخريب أو إساءة، وأن يتم التعامل معها ككائن حي يخدم الجميع، وبالتالي يستحق التقدير من كل فرد!
أختم بالتذكير بما بدأت به من أن تنمية الأوطان ليست عملية منوطة (حصريا) بالحكومات، وأن تعاون المواطن مع أجهزة الدولة من أوثق عرى الصلاح، وليتذكر كل واحد منا أن صلاح من يملك أمرهم من آل بيته وطلابه يعني صلاح الوطن بأكمله، وأن ملاحم التنمية العالمية حول المعمورة قامت بتكامل بين قيادات خططت ونظمت وأفراد استوعبوا وامتثلوا فصنعوا تاريخا لا يكاد يفنى حسنا وجمالا وتكاملا.
dralaaraj@
ولكي نقف بفكر تأملي بسيط حول هذه المفاهيم فإنه يلزم أن نسترجع سويا أن الإنسان (المواطن) هو أحد المكونات الأساسية لأي دولة بالعالم، حيث إن الكتلة البشرية هي الجزء المعني بعمليات التنمية وهي القائمة به في الوقت نفسه سواء من قطاعات الدولة البشرية المختلفة governmental manpower أو من المواطنين citizens، تأتي بعد ذلك أركان أخرى للدولة، مثل: الإقليم الجغرافي والحكومة والسيادة، ولما كانت الدولة من خلال أجهزتها المختلفة هي المنوط بها التخطيط والتنظيم والتنفيذ لمشاريع التنمية والنماء وفق ما تراه مناسبا ومحققا للازدهار كان من الضروري أن يكون هنالك تعاون أكثر من الأفراد والجماعات والكتل البشرية مع هذه التنمية، والتكامل مع هذه الأفكار لتحقيق اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي وبيئة تنموية مثالية.
فعلى سبيل المثال إن تكامل المواطن الصالح مع التنمية الوطنية في قطاع التعليم والتدريب يكون من خلال حسن اختيار التخصصات الدراسية المتوافقة مع احتياج السوق المحلي، وإتقان اللغات الحيوية والعصرية، وتشجيع التعلم المرن والمدمج والالكتروني، والانخراط في التدريب التقني والمهني لسد الاحتياج المنزلي اليومي من أعمال الصيانة والتشغيل البسيطة دون الحاجة للمختص في أمر عابر وبسيط.
ويأتي تكامل المواطن مع التنمية في مجال الصحة من خلال عدة أمور لعل أهمها: اتباع نظام غذاء وحمية يضمن وجود أسرة صحية وسليمة، والعمل على محاربة العادات الحياتية السيئة، مما يقلل تكاليف العلاج ويتيح الأسرة بالمستشفيات للاحتياج الفعلي للمرضى وليس للنقاهة، وتشجيع ثقافة احترام الممارس الصحي كمقدم خدمة جليل، وتعلم مبادئ الإسعافات المنزلية والحوادث العرضية من خلال دورات الطوارئ والعلاج التنفسي، مما يقلل من هدر خدمات الإسعاف وازدحام طوارئ المستشفيات.
وللتكامل بين المواطن والتنمية الاقتصادية حديث لا يكاد ينتهي: فمن الجميل أن يكون التسوق عقلانيا لا عاطفيا emotional shopping، وأن يكون الادخار أسلوب حياة، وأن يكون هنالك ما يسمى بالتخطيط الأسري family plan من حيث ترتيب الأولويات وتنظيم النسل واختيار المسكن والملبس والمأكل المتوافق مع الدخل، والبعد عن عادات التفاخر الممقوت والمبالغة في الضيافة والاستقبالات تحت مسمى الكرم، وصرف المال قدر المستطاع داخل الوطن، والاعتدال في المصروف للأبناء والزوجة والأقارب.
وللشارع ومقر العمل والشجرة والحجر والمدر والجبل ومسطحات المياه وجدران المباني حق على المواطن الصالح الراغب في تنمية مستدامة، وذلك بأن يحسن التعامل مع كل هذا، وألا ينوب هذه المقدرات ضرر أو تخريب أو إساءة، وأن يتم التعامل معها ككائن حي يخدم الجميع، وبالتالي يستحق التقدير من كل فرد!
أختم بالتذكير بما بدأت به من أن تنمية الأوطان ليست عملية منوطة (حصريا) بالحكومات، وأن تعاون المواطن مع أجهزة الدولة من أوثق عرى الصلاح، وليتذكر كل واحد منا أن صلاح من يملك أمرهم من آل بيته وطلابه يعني صلاح الوطن بأكمله، وأن ملاحم التنمية العالمية حول المعمورة قامت بتكامل بين قيادات خططت ونظمت وأفراد استوعبوا وامتثلوا فصنعوا تاريخا لا يكاد يفنى حسنا وجمالا وتكاملا.
dralaaraj@