مؤسس واتس اب استقال وأسس هذا التطبيق الجديد!
السبت - 29 سبتمبر 2018
Sat - 29 Sep 2018
الأمريكي براين أكتن Brian Acton هو بطل قصة اليوم، والذي أسس مع شريكه المجري جان كوم التطبيق الأشهر في العالم العربي؛ الواتس اب! براين القادم من ولاية ميتشقن، خرج للعلن للمرة الأولى في مجلة الفوربس قبل يومين، وحرك المياه الراكدة، ولكن قبل ذلك يجب أن تعرف القصة من بدايتها.
بدأ براين حياته في شركة ياهو، ثم خرج منها باحثا عن وظيفة - بملفه العلاقي الأخضر - بشركة فيس بوك ورفضت الشركة توظيفه، لأنه ليس بالمستوى الذي ترقى له الشركة!! بعدها بسنوات قليلة، يأتي مدير فيس بوك بشحمه ولحمه إلى منزل المطرود براين بقبلة اعتذار وشيك بنكي فيه 19 مليار دولار مقابل شراء تطبيق واتس اب كأكبر استحواذ لتطبيق في العالم! استحوذت فيس بوك عام 2014 على واتس اب، مع مجموعة من الاستحواذات، كان أبرزها تطبيق انستقرام بمليار دولار.
بعدها بدأت المشاكل بين براين المؤمن تماما بفكرة الواتس وشعاره الدائم: رسائل نصية دون إعلانات، وبين فيس بوك التي يلاحقها الكونجرس والاتحاد الأوروبي لبيعها بيانات المستخدمين لشركات كبرى! الخلاف يزداد بين براين المؤمن بمنع أي إعلانات بالواتس اب وبين المالك الجديد فيس بوك التي 98% من دخلها عن طريق الإعلانات! مارك زوكربيرج المدير التنفيذي لفيس بوك يريد حلب واتس اب ماليا بإدخال الإعلانات التي تقتحم خصوصيتك، وصاحبنا براين يرفض الفكرة، لأنها أشبه ببيع بيانات مليار ونصف مليار مستخدم لشركات القطاع الخاص! ستعرف الشركات أدق التفاصيل عنك وعن حياتك، وستقرأ رسائلك الشخصية وتطلع على صور العائلة الخاصة! تكتب في قروب العائلة (كامري) فتنهال عليك إعلانات السيارات! تكتب في قروب أصدقاء الاستراحة (شاورما) تنهال عليك المطاعم من كل حدب وصوب! تخيل قبل فتح أي مقطع أو صورة بالواتس لا بد أن تشاهد إعلانا لمدة 30 ثانية!! تكرار لسيناريو يوتيوب الممل، وهذه كارثة في بحر الخصوصية، ومن يرى في أدق خصوصياته ومكان إقامته أمرا عاديا فهو يعيش في المراهقة التقنية، ولم يدرك بعد خطورة خروج البيانات الشخصية للعالم!
في 2015 ازدادت حدة الخلاف بين الطرفين، ولكن خفف منها دخول سناب شات على الطريق، إذ كان يمثل لزوكربيرك كابوسا، واضطر لإضافة فكرة (قصتي Story) لكلا التطبيقين الواتس اب وانستقرام في محاولة للتقليل من جماهيرية سناب المتزايدة! مع كل شهر يمضي، أصبح الخلاف بين الرجلين ككرة ثلج، حتى عام 2017 ونقطة اللا عودة، إذ قرر براين مغادرة فيس بوك معللا بأنه يريد التركيز على العمل غير الربحي في مجال الخصوصية والتشفير، بالإضافة لتطبيق جديد لكل من يريد إرسال رسائل خاصة في تطبيق خرج للسطح اسمه سقنال Signal، في إشارة واضحة لخلافه مع فيس بوك! بعبارة أخرى، نسخه مكررة من واتس اب ولكنه لم يخرج في أي لقاء إعلامي ولم يغرد عن الحرب المستعرة داخل أروقة فيس بوك وقتها. بعدها بأشهر وتحديدا في بداية 2018 غرد تغريدة من ثلاث كلمات هزت السيليكون فالي: #احذفوا_تطبيق_فيسبوك وهي الشركة التي استحوذت على واتس اب!!
يذكر أن استقالته المبكرة كلفته قرابة المليار دولار في أسهم الشركة Unvested Stock، وهي أسهم مرتبطة بشرط زمني، فمغادرته قبل الوقت المتفق عليه تجعله يخسرها، وهذا ما حدث بالفعل، مما جعل الفوربس تردد أنها قد تكون الخطوة الأخلاقية الأكثر تكلفة في القرن الـ 21، حيث ضحى بالكثير من أجل إيمانه بحق كل مستخدم بالتشفير والخصوصية التامة!
الخلاصة هنا: كذبت فيس بوك على الكونجرس وعلى الاتحاد الأوروبي كما يقول براين الذي استقال منها محتجا، ثم تلت ذلك استقالة مؤسس انستقرام من إمبراطورية الفيس بوك، وأصبح مليارا مستخدم ونصف المليار (للواتس وانستقرام) تحت رحمة مارك زوكربيرك، الذي عرف بتاريخه المؤيد للإعلانات والدعايات وسعيه الحثيث خلف الشركات ولو كانت على حساب المستهلك الذي لا حول له ولا قوة! ترجل براين من الواتس اب، ولكن في حال أزعجنا زوكربيرك بإعلاناته فالخطة واضحة وصريحة: هروب جماعي من الواتس اب ودخول جماعي لتطبيق براين الجديد سقنال Signal! وحتى يبيعنا براين لمستثمر آخر.. هناك ألف حل وحل!
mhathut@
بدأ براين حياته في شركة ياهو، ثم خرج منها باحثا عن وظيفة - بملفه العلاقي الأخضر - بشركة فيس بوك ورفضت الشركة توظيفه، لأنه ليس بالمستوى الذي ترقى له الشركة!! بعدها بسنوات قليلة، يأتي مدير فيس بوك بشحمه ولحمه إلى منزل المطرود براين بقبلة اعتذار وشيك بنكي فيه 19 مليار دولار مقابل شراء تطبيق واتس اب كأكبر استحواذ لتطبيق في العالم! استحوذت فيس بوك عام 2014 على واتس اب، مع مجموعة من الاستحواذات، كان أبرزها تطبيق انستقرام بمليار دولار.
بعدها بدأت المشاكل بين براين المؤمن تماما بفكرة الواتس وشعاره الدائم: رسائل نصية دون إعلانات، وبين فيس بوك التي يلاحقها الكونجرس والاتحاد الأوروبي لبيعها بيانات المستخدمين لشركات كبرى! الخلاف يزداد بين براين المؤمن بمنع أي إعلانات بالواتس اب وبين المالك الجديد فيس بوك التي 98% من دخلها عن طريق الإعلانات! مارك زوكربيرج المدير التنفيذي لفيس بوك يريد حلب واتس اب ماليا بإدخال الإعلانات التي تقتحم خصوصيتك، وصاحبنا براين يرفض الفكرة، لأنها أشبه ببيع بيانات مليار ونصف مليار مستخدم لشركات القطاع الخاص! ستعرف الشركات أدق التفاصيل عنك وعن حياتك، وستقرأ رسائلك الشخصية وتطلع على صور العائلة الخاصة! تكتب في قروب العائلة (كامري) فتنهال عليك إعلانات السيارات! تكتب في قروب أصدقاء الاستراحة (شاورما) تنهال عليك المطاعم من كل حدب وصوب! تخيل قبل فتح أي مقطع أو صورة بالواتس لا بد أن تشاهد إعلانا لمدة 30 ثانية!! تكرار لسيناريو يوتيوب الممل، وهذه كارثة في بحر الخصوصية، ومن يرى في أدق خصوصياته ومكان إقامته أمرا عاديا فهو يعيش في المراهقة التقنية، ولم يدرك بعد خطورة خروج البيانات الشخصية للعالم!
في 2015 ازدادت حدة الخلاف بين الطرفين، ولكن خفف منها دخول سناب شات على الطريق، إذ كان يمثل لزوكربيرك كابوسا، واضطر لإضافة فكرة (قصتي Story) لكلا التطبيقين الواتس اب وانستقرام في محاولة للتقليل من جماهيرية سناب المتزايدة! مع كل شهر يمضي، أصبح الخلاف بين الرجلين ككرة ثلج، حتى عام 2017 ونقطة اللا عودة، إذ قرر براين مغادرة فيس بوك معللا بأنه يريد التركيز على العمل غير الربحي في مجال الخصوصية والتشفير، بالإضافة لتطبيق جديد لكل من يريد إرسال رسائل خاصة في تطبيق خرج للسطح اسمه سقنال Signal، في إشارة واضحة لخلافه مع فيس بوك! بعبارة أخرى، نسخه مكررة من واتس اب ولكنه لم يخرج في أي لقاء إعلامي ولم يغرد عن الحرب المستعرة داخل أروقة فيس بوك وقتها. بعدها بأشهر وتحديدا في بداية 2018 غرد تغريدة من ثلاث كلمات هزت السيليكون فالي: #احذفوا_تطبيق_فيسبوك وهي الشركة التي استحوذت على واتس اب!!
يذكر أن استقالته المبكرة كلفته قرابة المليار دولار في أسهم الشركة Unvested Stock، وهي أسهم مرتبطة بشرط زمني، فمغادرته قبل الوقت المتفق عليه تجعله يخسرها، وهذا ما حدث بالفعل، مما جعل الفوربس تردد أنها قد تكون الخطوة الأخلاقية الأكثر تكلفة في القرن الـ 21، حيث ضحى بالكثير من أجل إيمانه بحق كل مستخدم بالتشفير والخصوصية التامة!
الخلاصة هنا: كذبت فيس بوك على الكونجرس وعلى الاتحاد الأوروبي كما يقول براين الذي استقال منها محتجا، ثم تلت ذلك استقالة مؤسس انستقرام من إمبراطورية الفيس بوك، وأصبح مليارا مستخدم ونصف المليار (للواتس وانستقرام) تحت رحمة مارك زوكربيرك، الذي عرف بتاريخه المؤيد للإعلانات والدعايات وسعيه الحثيث خلف الشركات ولو كانت على حساب المستهلك الذي لا حول له ولا قوة! ترجل براين من الواتس اب، ولكن في حال أزعجنا زوكربيرك بإعلاناته فالخطة واضحة وصريحة: هروب جماعي من الواتس اب ودخول جماعي لتطبيق براين الجديد سقنال Signal! وحتى يبيعنا براين لمستثمر آخر.. هناك ألف حل وحل!
mhathut@