العدواني: الشك قاد الشعراء المكفوفين للإبداع

الأحد - 09 سبتمبر 2018

Sun - 09 Sep 2018

No Image Caption
معجب العدواني خلال مشاركته (مكة)
أوضح رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود الدكتور معجب العدواني أن الشك يعد عاملا مهما في حياة الشعراء المكفوفين منذ طفولتهم المبكرة، ويجعل إبداعهم مختلفا عن السائد والمعتاد، لذا فإن غياب اليقينية والأحكام القاطعة وخلق الصور غير المتوقعة محاضن رئيسة تنمو فيها إبداعية المكفوفين منذ فجر التاريخ، ومنهم الشاعر الراحل عبدالله البردوني.

جاء ذلك خلال مشاركته في الندوة الأدبية الموسعة التي نظمتها مؤسسة سلطان العويس الثقافية في دبي، عن الشاعر الراحل عبدالله البردوني تحت عنوان «البردوني الشاعر البصير»، مساء أمس الأول ببحث حمل عنوان «ساعة السحر.. خاتمة الشك في شعر البردوني».

وقال معجب إن الإدهاش يرتبط بتلك الصور غير المعتادة، لذا قد يبدو البصر بالأشياء واعتياديتها عائقين في سبيل نمو الصور الشعرية التي تعتاش على الكلمات، وتعيش فيها؛ ليعوض الشاعر (البصير) الحاسة المفقودة بدقة التركيب اللغوي، ورهافة التراسل بين الحواس، ليتمكن من اجتياز معرفة المظاهر إلى الغوص في أعماقها والكشف عنها، مؤكدا أن البردوني كان شاعرا استثنائيا حين مارس الشكية باقتدار، لأنه لم يكن بصيرا يختتم معظم قصائده بتلك الخاتمة الحتمية التي لا تستدعي القارئ أن يفكر في نهاية أخرى محتملة تكون أفضل من النهاية المقترحة.

المشارك الدكتور أحمد المنصوري أشار في ورقته التي حملت عنوان «عبدالله البردوني وجدلية الوطن والغربة» إلى أن الشاعر البردوني لم يكن بدعا من الشعراء الذين جبلوا على تقديس أوطانهم، فهو الذي وهب وطنه حبه وإخلاصه والوفاء له، ولا سيما حين كان يرى المبصرين يغدرون به.

فيما أشار الدكتور عبدالحكيم الزبيدي في بحثه بعنوان «جماليات التناص في شعر البردوني» إلى أن السخرية تعد من أساليب البردوني البارزة والمميزة لشعره، ويردها بعض الباحثين إلى إعاقة البردوني البصرية التي تركت أثرا واضحا على شخصيته، إذ إن كف البصر يصيب صاحبه بالعدوانية وهذه العدوانية مثلت في شخصية البردوني الجانب الساخر من كل شيء.

فيما أضاف الدكتور عبدالعزيز المقالح أن الجليل والجميل في سيرة هذا الشاعر الرائي تكمن في استطاعته التغلب على المعوقات التي كانت تقف في طريقه، وكان بعضها كفيلا بأن يحول بينه وبين ما تحقق له من نجاح وشهرة في دنيا الإبداع، ويعود الفضل في هذا إلى إرادته أولا، وثانيا إلى طموحه اللا محدود، فلم يعرف التردد أو الضعف طريقهما إلى نفسه الكبيرة وإرادته القوية.

الأكثر قراءة