أحمد صالح حلبي

هل سيكون مسلخ الكعكية الثاني؟

الخميس - 06 سبتمبر 2018

Thu - 06 Sep 2018

نقلت الصحف المحلية خلال عيد الأضحى المبارك صدور توجيه الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، بإغلاق مسلخ المعيصم بمكة المكرمة بشكل نهائي بسبب تكدس الذبائح أول أيام عيد الأضحى المبارك، وانعدام الاشتراطات الصحية، بعد تداول مقطع يوضح انعدام النظافة خلال ذبح الأضاحي.

كما وجه وزير الشؤون البلدية والقروية بإيقاف مدير عام المسالخ بأمانة العاصمة المقدسة وإحالته للتحقيق بسبب الإهمال في مسلخ المعيصم وانعدام الاشتراطات الصحية، وتشكيل لجنة للوقوف على المسلخ، وإحالة عقد المستثمر للإدارة القانونية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وكشفت أمانة العاصمة المقدسة حينها تفاصيل تكدس الذبائح أول أيام عيد الأضحى المبارك بمسلخ المعيصم، مشيرة إلى أن المسلخ يدوي ومخصص للأهالي وليس للحجاج، وله طاقة استيعابية محدودة.

وما حدث بمسلخ المعيصم نخشى حدوثه بمسلخ الكعكية الذي يعاني منذ سنوات انعدام الصيانة وغياب النظافة والمتابعة من قبل الأمانة، ودخول جزارين مجهولي الهوية، فهل سيكون مسلخ الكعيكة هو الثاني؟

وقبل الإجابة يطرح سؤال آخر؛ متى نرى أمين العاصمة المقدسة المهندس محمد القويحص في جولة مفاجئة على المسلخ، ليرى بعينيه ما لا يصله عبر التقارير؟

أما لجنة الصحة والبيئة بالمجلس البلدي والتي علقنا عليها كثيرا من الآمال بعد أن نقلت بصدق مشاهدات ووقائع، وعملت على إيجاد حلول لمعاناة المواطنين من غياب الحدائق، وما يعانونه من مشاكل مع المطاعم، وتدني مستوى النظافة ببعض المناطق، فنراها ـ أي اللجنة ـ تقف أمام مسلخ الأهالي بالكعكية صامتة غير قادرة على النطق حتى بلغة الإشارة!

فلا هي تطالب الأمانة بإلزام المستثمر بتوفير جزارين نظاميين، ولا هي تطالبها بإيجاد بيئة نظيفة داخل المسلخ، ولا إيضاح مبرر عن المبلغ المالي الذي يتقاضاه المستثمر مقابل تأمين أكياس النايلون!

فهل سنبقى منتظرين حتى تقع كارثة لهذا المسلخ تساوي تلك التي وقعت بمسلخ المعيصم؟

أم إن أمانة العاصمة المقدسة ستقول كلمتها، وتلزم المستثمر بتوفير النظافة والجزارين بالمسلخ؟

وإن كان هناك من يدعو إلى ضرورة بقاء الوضع على ما هو عليه حتى الانتهاء من نقل حلقة الأغنام من منطقة الكعكية إلى موقع آخر جنوب مكة المكرمة من ناحية طريق الليث، فهذه الدعوة تذكرني بخبر قرأته منذ سنوات عن اعتزام الأمانة إيجاد موقع لحلقة الأغنام، ولم يجد طريقه للتنفيذ، فهل سنظل منتظرين سنوات أخرى؟

أم سيكون هناك حل عملي قريب؟

قد يكون من المفيد للأمانة ومن قبلها المجلس البلدي أن توضح أسباب تعثر نقل حلقة الأغنام بعيدا عن مناطق العمران، وتعمل على توفير بيئة صحية للمواطنين، ولا تعرضهم لمشاكل صحية نتيجة انتشار الروائح

الكريهة والأغنام النافقة، وتعمل على إيجاد مسلخ لخدمة الأهالي تتوفر فيه اشتراطات صحية وجزارون نظاميون.

وقبل الختام أقول إن كان أمين العاصمة المهندس محمد القويحص نجح في إبعاد بعض المتسلقين المستغلين للأمانة وخدماتها، فإنه مطالب اليوم بالاستمرار على النهج نفسه، فالأمانة وجدت لخدمة المواطنين والمقيمين والحجاج والعمار، ومهامها كبيرة.

[email protected]