علي الغامدي

الحيلة التي جعلت ثلث الأمريكيات مدخنات

الخميس - 23 أغسطس 2018

Thu - 23 Aug 2018

بعد الحرب العالمية الأولى كانت الحركات النسوية في تصاعد سريع جدا، وبدأت المرأة تعمل كالرجل في كل المجالات وتتحرر من القيود المفروضة عليها من المجتمع الغربي. في هذه الأثناء كانت شركة

British American Tobacoo للتبغ تبحث عن زيادة نسبة مبيعاتها، ولجأت إلى توظيف إدوارد بيرنيز أحد عباقرة القرن الماضي في دراسة تأثير البروباجاندا - أو الدعاية المضللة - على تفكير البشر، وذلك لنشر ثقافة التدخين بين النساء. الأمر كان يبدو صعبا لأن التدخين لم يكن رائجا بين النساء، بل كان رمزا للرجولة ومن الأشياء التي يمارسها الرجال فقط.

وكان بيرنيز قد اكتشف في دراسات سابقة أنه إذا تم عرض (صفات) أي سلعة للمستهلكين فإنهم يستخدمون عقولهم ويتخذون قرارات منطقية، وهذا ما لا يريده، لأنهم سيدركون عندها أن التدخين مضر بالصحة ويتراجعون عن استخدامه. بدلا من ذلك قام بالترويج عن طريق (استهداف العواطف) لأنهم حينها سيتبعون مشاعرهم ويبدؤون باتخاذ قرارات غير منطقية.

لتطبيق ذلك قام بحيلة عظيمة، حيث استغل الحركة النسوية المنتشرة في ذلك الوقت لتمرير أفكاره المضللة، وبدأ بتصوير ممارسة التدخين لدى النساء على أنها رمز للتحرر والانفتاح باستخدام شعار «شعلة أخرى من الحرية».

ونشر هذا الشعار عبر جميع الصحف وقنوات الراديو والتلفزيون. بعد عقود قليلة أصبحت ثلث النساء الأمريكيات مدخنات متأثرات بهذه الدعايات المضللة.

بحسب إدوارد بيرنيز فإن الدعاية المضللة يمكن أن تمرر إذا توفرت فيها ثلاثة شروط:

1. الإعلانات المكثفة في كل مكان قدر المستطاع. حتى يصبح شعار الحملة معروفا لدى الناس وبعدها سيقوم الناس بإكمال الدعاية عن طريق تداول هذا الشعار ونشره في أحاديثهم حتى يصل الآفاق.

2. إقناع الناس بأنهم أذكياء ويتخذون قراراتهم بأنفسهم. لأنهم في اللحظة التي يدركون فيها أن هناك من يتلاعب بهم سيقومون بعكس تصرفاتهم المعهودة وتغييرها وهذا يفسد الهدف من الحملة.

3. ربط هذه السلعة بعواطف الناس. فمثلا هناك شركات تقنع عملاءها بأن اقتناء هذه السلعة دليل على أن الشخص جذاب وعصري ومتابع للموضة أو إنسان ناجح أو ثري عن طريق ترديد شعارات تخدم هذه الفكرة ونشر ذلك في إعلاناتها.

رغم أن بيرنيز كان الأب الروحي للبروباجاندا ومكتشف كثير من نظرياتها إلا أنه كان يردد مقولته المعروفة «نحن مسيرون، عقولنا تمت صياغتها مسبقا، أذواقنا تم تشكيلها، أفكارنا تم اقتراحها من قبل أشخاص لم نسمع بهم من قبل». ويذكر بيرنيز أن أهم خطوة لتجنب الوقوع في هذا الفخ هي «التوقف عن الانجراف خلف الحشود».

كيف وقعت ثلث الأمريكيات في فخ التدخين؟

  • التلاعب بالعقول والمشاعر للتحكم بقراراتنا

  • العوامل التي تساعد على تمرير الأفكار المضللة

  • كيف نتجنب الوقوع في فخ الأفكار المضللة؟