الإسكان مشكلة فكر!
وزير الإسكان يردد بين الفنية والأخرى أن مشكلة الإسكان ليست مشكلة موارد ولا مشكلة وفرة الأراضي بل مشكلة فكر. كان آخرها في لقاء ذاع صيته وتداوله المغردون وعلق
وزير الإسكان يردد بين الفنية والأخرى أن مشكلة الإسكان ليست مشكلة موارد ولا مشكلة وفرة الأراضي بل مشكلة فكر. كان آخرها في لقاء ذاع صيته وتداوله المغردون وعلق
الخميس - 12 نوفمبر 2015
Thu - 12 Nov 2015
وزير الإسكان يردد بين الفنية والأخرى أن مشكلة الإسكان ليست مشكلة موارد ولا مشكلة وفرة الأراضي بل مشكلة فكر. كان آخرها في لقاء ذاع صيته وتداوله المغردون وعلق عليه الكثير بما فيهم الكتاب وأصحاب الفكر والرأي. فضاء تويتر، سمح بالتعليق الفوري والمباشر على ما قاله الوزير في اللقاء.
حسب ما ظهر من خلال التعليقات فإن الجميع تقريبا يخالفون الوزير في رأيه، بل يرون أن تلك الفكرة التي يروج لها فكرة غير صحيحة وحولها علامة استفهام مشوهة! ولو عدنا إلى الوراء لتذكرنا أن الوزير السابق كان يردد مقولته الشهيرة «آلية الاستحقاق»، والتي أمضى وقته يروج لها ويدور في فلكها حتى غادر الوزارة.
نأسف لأن المواطن - يا معالي الوزير - لا ترى عينه غير الـ (٢٥٠ مليارا) ميزانية الوزارة الضخمة التي رصدت منذ خمس سنوات، كما أنه أيضا غير معني بتصنيف المشكلة ولا يهمه ما نوعية هذه المشكلة، فما يهم المواطن ويعنيه أولا وأخيرا أن يمتلك مسكنا بطريقة تلائم حقه في هذا الوطن.
خمس سنوات مضت لم يلمس المواطن لهذه الوزارة أثرا، فلم تساهم بأي حل يرتقي للطموح المأمول باستثناء مبادرات فارغة كالقرض المعجل الذي تحول إلى كابوس بث الرعب في ميزانية المواطن المحتاج للمسكن.
يقول الوزير «مشكلة الإسكان ليست مشكلة موارد ..». وفي هذه نتفق معه، فميزانية الوزارة ضخمة جدا نسبة إلى غيرها من الموارد الأخرى. ويقول أيضا:
«مشكلة الإسكان ليست مشكلة وفرة أراضي ..». وفي هذه نتفق معه أيضا، فالأراضي متوفرة سواء تلك (المشبكة) أو المملوكة لوزارة البلديات، وغيرها من القطاعات الحكومية الأخرى. ويقول «مشكلة الإسكان مشكلة فكر» وهنا أيضا نتفق معه بأنها مشكلة فكر استراتيجي في الوزارة، وفكر إداري، وأخشى أن تصل إلى الفكر التنفيذي، ثم (تضيع الطاسة أكثر مما هي ضائعة).
إذ ما زالت الوزارة بلا خارطة طريق واضحة، وبلا رؤية حقيقية تتناغم مع الواقع، أما رؤية الشعارات فلم تعد تشبع أحدا. فإذا ما كانت قيمة الأرض تناهز قيمة القرض الذي يقدمه صندوق التنمية العقاري، وإذا ما كان المواطن يقف عاجزا بين الحصول على أرض أو قرض، فإن وفر الأرض عجز عن توفير القرض، وإن وفر القرض عجز عن توفير الأرض! فالمشكلة هنا ليست مشكلة فكر أو ثقافة سكن كما يزعم معاليه، بل المشكلة الحقيقية في وفرة الموارد والأرض بالنسبة للمواطن لا بالنسبة للوزارة.